حوار| أمين حزب «مستقبل وطن»: نتائج منتدى الشباب تخطت التوقعات

المهندس حسام الخولي - تصوير خالد جمال
المهندس حسام الخولي - تصوير خالد جمال

- السيسى وضع يده على لب المشكلة فى مصر عندما تحدث عن «بناء الإنسان»

- «مستقبل وطن» هدفه سد الفراغ السياسى والفجوات أمام تسلل «الإرهابية»

صاحب خبرة سياسية كبيرة تمتد لثلاثين عاما قضاها متدرجا فى مناصب حزب الوفد ليقرر فى النهاية وقف مسيرته مع بيت الأمة وهو نائب لرئيس الحزب لينتقل بما تحمله شخصيته من خضرمة سياسية لتجربة حزبية واعدة ووليدة كأمين عام لحزب مستقبل وطن، صاحب الأغلبية البرلمانية والحزب اللامع على الساحة السياسية بفضل تحركات قيادات وأعضاء الحزب المؤثرة والبارزة فى الشارع المصرى، إنه المهندس حسام الخولى تحاوره «الأخبار» حول تجربته الحزبية الجديدة داخل حزب مستقبل وطن ورؤية الحزب فى مختلف القضايا والملفات والأزمات، وخطط «مستقبل وطن» للنهوض بالحياة السياسية وتطلعات وأهداف الحزب فى الفترة المقبلة. وإلى نص الحوار.

 ما هو موقع حزب مستقبل وطن على خريطة الأحزاب السياسية؟
المواطن هو من يحدد موقع الحزب ويعطيه الأولوية عن الإحزاب الأخرى بما يتناسب مع قدرة الحزب على التأثير والتفاعل مع الجمهور، ولكن عندما نقيس الأمر بالتحرك على أرض الواقع والنشاط الدائم بكل محافظات الجمهورية والتفاعل والتواجد بالمراكز المختلفة نجد أن حزب مستقبل وطن قد يكون رقم واحد وسط الأحزاب فى التحرك والتفاعل مع الأزمات المختلفة والمساعدة فى إيجاد الحلول، ونتمنى أن تتحرك باقى الأحزاب وتنزل للمواطن وتترك المكاتب والخلافات وراءها، لأن المعادلة الحزبية لا تستقيم بحزب واحد.

 من وجهة نظرك ما هى الأسباب التى دفعت الحزب إلى هذه المرتبة؟
هناك معادلة تبدو بسيطة على الرغم من صعوبة تحقيقها تعد الأساس فى وصول الحزب لهذه المكانة وهى الحفاظ على الطابع والنشأة الشبابية للحزب ودعمه بالشخصيات والكوادر العامة التى تتمتع بخبرات بالإضافة إلى الإمكانيات المادية، فتفاعل تلك العناصر وتضافرها يؤدى إلى النتيجة التى وصل إليها الحزب، فضلا عن الجزء الأهم فى تكوين الحزب والذى تطلب تنازل أشخاص ساهموا فى نشأة الحزب عن مناصبهم فى سبيل ترتيب البيت من الداخل لتحقيق أقصى استفادة من كل كادر فى موقعه فى سبيل تحقيق نمو وطفرة واضحة فى العمل التنظيمى داخل الحزب.

ملء الفراغ
ما هو هدف الحزب ومساعيه فى الحياة السياسية؟

الهدف الرئيسى لحزب مستقبل وطن هو ملء الفراغ السياسى الموجود وسد الفجوات أمام تسلسل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، فالمواطن المصرى لا يؤمن بالأحزاب وفقد الثقة فيها، ولذلك فأسلوب عمل الحزب والهدف الأساسى له يقوم على النزول للمواطن فى المراكز والنجوع والقرى لإعادة بناء الثقة بين الحزب والمواطن وحتى يكون الحزب بجانب رجل الشارع هو أمر طبيعى لإزالة الفجوة الكبيرة بين الطرفين، ورغم أن هذه العملية قد تتطلب سنوات إلا أن نشاط الحزب وفرحة المواطنين بالخدمات المقدمة أعطانا الأمل فى إمكانية عودة الثقة بين المواطن والحياة الحزبية فى المستقبل القريب.

 ألا ترى أن قيام الحزب بتقديم خدمات تموينية للمواطن يجعله عرضة للانتقادات؟
بالفعل هذا دور غير رئيسى للحزب وجميعنا يتفق مع ذلك، ولكن فى ظل الفراغ السياسى وتعود المواطن المصرى على انتظار دور من الأحزاب السياسية لمعاونته فى مصاعب وأزمات الحياة اليومية، ولذلك اعتمد الحزب مبادرة «احنا معاك» لمساعدة المواطن وتوفير بعض السلع بأسعار مخفضة بعيدا عن استغلال وجشع التجار.

 كيف ترد على من ينتقدون الحزب بشأن تفاعله مع أزمة غلاء البطاطس والطماطم وتشبيه ذلك بالزيت والسكر؟
الرد بسيط، إنه لا يمكن أن نترك فراغا وفرصة لعودة أصحاب الزيت والسكر مرة أخرى، فهناك مواطنون بسطاء جدا ومحتاجون ولا ندعهم نحن بالمال لغرض سياسى ولكننا نملأ فراغا فى هذه المنطقة من خلال توفير السلعة مباشرة من الجملة للمستهلك حتى يصبح بمقدوره شراء هذه السلع التى تظهر فيها الأزمات بسبب جشع التجار أحيانا، ولدينا إمكانيات وتنظيم جيد فى أغلب مراكز وقرى الجمهورية وهذا ما يساعد فى بروز دور الحزب فى أزمات عديدة.

 هل هناك طرف يؤجج ويشعل الأزمات الراهنة؟
لا شك هناك أطراف كثيرة تستفيد من الأزمات وتسعى لتأجيجها من بينها بالطبع عناصر الجماعات الإرهابية والمتعطفون معهم ودول خارجية أخرى لا تتمنى الاستقرار لمصر ناهيك عن هناك أشخاص عن جهل لا يفهمون حقيقة الأزمات وأسبابها، أضف إلى ذلك استعداد العديدين لتصديق الشائعات التى يتم ترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعى.

بالحديث عن الشائعات وانتشارها وما تطرق له منتدى شباب العالم فى هذا الموضوع هل تنجح القوانين التى أقرت فى البرلمان فى القضاء على هذه الظاهرة؟
من الصعب جدا القضاء تماما على الشائعات التى تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعى من خلال هذه القوانين إلا أنه وبالرغم من ذلك فهذه القوانين فى غاية الأهمية لحماية المواطنين من التعرض للسب والتشهير والتعريض دون معاقبة ومحاسبة مرتكب الجرم، وبالتالى فينبغى أن يكون هناك عقاب ولذلك هذه القوانين ستحجم وتحد من أمور وممارسات كثيرة على هذه المنصات الاجتماعية.

منظومة العمل
 كيف ترى الاختلاف فى منظومة العمل بين مستقبل وطن والوفد بعد مرور نحو ٦ أشهر على وجودك بالحزب؟

كل تجربة لها ما لها وعليها ما عليها، فحزب الوفد اسم كبير بغض النظر عن القائمين عليه حاليا أو فى السابق فهو عريق وقديم وجزء من تاريخ المصريين، والصعوبة فى حزب مستقبل وطن فى البداية إنه حزب وليد، لكن ما يميزه مرونة وديناميكية التغيير والتطوير ولكن الوفد يعانى من تعقيدات كبيرة ولتغيير أمر ما داخل أو خارج الحزب يستنزف من العضو مجهودا كبيرا جدا لإقناع من داخل الحزب بالتغيير وتفقد ٨٠% من المجهود فى هذا الجانب بسبب وجود أعضاء بالحزب مر على وجودهم أكثر من ٤٠ أو ٥٠ عاما، اما مستقبل وطن فهو مزيج من الخبرات المختلفة التى تحقق التكامل فيما بينها مع رئيس حزب شاب يتمتع بالطاقة الشبابية الكبيرة.

 ما هو الرقم التقريبى لعدد أعضاء الحزب؟
الحزب يقوم بإعداد قاعدة بيانات بعدد العضويات بينما لم يتم الحصر لعدد هذه العضويات ولكن تقريبا تتخطى العضويات المليون ونصف المليون، وما يهمنا هنا ليس العدد بقدر تأثير هذا العدد بفاعلية فى أنشطة الحزب، ولا تقاس قوة الحزب بعدد العضويات بدليل الأحزاب الأمريكية لا يمثل عدد أعضائها نسبة تذكر مقارنة بتعداد الشعب الأمريكى.

البعض يرى أن سيطرة الحزب على ائتلاف دعم مصر رغبة لإنهاء دور الائتلاف؟
المعادلة التى بين ائتلاف دعم مصر وحزب مستقبل وطن تمت بنجاح فالإئتلاف له دوره داخل البرلمان أما مستقبل فيعمل خارج مجلس النواب، وكانت ستكون هناك إشكالية إذا تشكل فعلا حزب مستقل من ائتلاف دعم مصر وعندما تم التراجع عن الفكرة أصبح لا يوجد تعارض وبات الائتلاف والحزب مكملين لبعضهما.

هل تتوقع أن تغير الانتخابات البرلمانية المقبلة من الخريطة الحزبية؟
نعم ستتغير الخريطة الحزبية كثيرا إلى أن نصل إلى ٣ أو ٤ أحزاب يتحكمون فى المشهد السياسى وهذا هو الوضع الطبيعى ولكن يتوقف ذلك على نتاج هذه الأحزاب فى الشارع، فحزب مستقبل وطن بدأ العمل والتحرك فى الشارع بقوة دون ارتباط ذلك بانتخابات أو استحقاق انتخابى قريب، فالأحزاب تعودت العمل من أجل الانتخابات وهذه النوعية من الأحزاب لن يكون لها وجود خلال الفترة المقبلة والشعب سيعطيها ظهره، ومن سيعمل بصفة مستديمة هو فقط من سيثق فيه المواطن.

ملف الصحة 
وماذا عن أفكار الحزب بشأن ملف الصحة وقانون التأمين الصحى الشامل؟

الحزب يتفق مع الدولة فى قانون التأمين الصحى وينبغى أن يطبق فى مناطق محددة فى البداية لمعرفة الأخطاء والعقبات التى ستواجه تطبيق المنظومة بالإضافة إلى أن هذه المنظومة ستكون تكلفتها مرتفعة جدا فيجب أن تنفذ بدقة وحرص شديدين، وسيقدم القانون خدمة طبية مطورة ومحسنة جدا، ولن يكون الوضع كما كان سابقا بشأن تدنى خدمات التأمين الصحى.

 كيف تنظر إلى المشروعات القومية التى تحققت ومازالت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى؟
الرئيس السيسى اتخذ خطوات صعبة جدا فى مراحل شديدة الصعوبة لم يجرؤ رئيس من قبل على القيام بها دون أن يضع فى حساباته شعبيته التى قد تتأثر بالقرارات الاقتصادية الصعبة، فالرئيس السيسى أنجز آلاف المشروعات القومية التى تتعلق بالبنية التحتية وبالتالى لم يعد هناك عائق أمام أى مشروع أو مستثمر، فالاستدانة والقروض الدولية تم ضخها فى مشروعات الطرق والطاقة وبالتالى ستحقق العائد الكبير والمنتظر عندما تدور عجلة الاستثمار فى القريب العاجل.

الإصلاحات الاقتصادية كانت دواء مرا مازال يتذوقه الجميع متى سنشعر بثمار هذه الإصلاحات؟
الجميع يعانى من ضريبة هذا الإصلاح والكل يتحمل فى سبيل مردود أحسن للاقتصاد سينعكس لاشك على مستوى المعيشة للمواطن المصرى، وإذا تحدثنا عن موعد حصد ثمار هذه الإصلاحات فوفقاً لتأكيدات السيد الرئيس الموعد ليس بعيدا فقد أكد أكثر من مرة أن عام ٢٠٢٠ سيختلف وضع مصر بشكل كبير، فعندما نقيس وضعنا الاقتصادى مقارنة بالفترة التى تسبقها فى كل مرة نرى تحسنا ولذلك فنحن على المسار الصحيح.

 تحدث الرئيس عن محور بناء الإنسان ما هى مقترحات ورؤية الحزب فى كيفية الاستثمار وبناء العنصر البشرى؟
الحزب لديه أمانة مخصصة لهذا المحور تحت مسمى «بناء الإنسان» برئاسة وزير الرياضة الأسبق العمرى فاروق، والرئيس السيسى عندما يتحدث عن بناء الإنسان كان يقصد لب المشكلة وهى الثقافة والتعليم والقيم وصحة المواطن المصرى والحزب لديه ملفات كثيرة بشأن محاور بناء الإنسان وتكوين شخصية المصرى القادم، وهو محور غاية فى الأهمية تقوم عليه باقى المنظومات.

جولات الرئيس 
وماذا عن جولات الرئيس بالخارج ونتائجها؟

لاشك أن جولات الرئيس بالخارج ساهمت فى عودة مصر إلى مكانتها وريادتها بين دول العالم، والرئيس سياسى محنك عكس ما قال تماما أنه ليس سياسيا فقد قام بتحركات غير مسبوقة حولت دول العالم من رغبته فى معاقبتنا إلى عالم يقف بجانبنا، وأرى كذلك أن الرئيس تاجر شاطر فهو أول رئيس مصرى تكون كل زيارة أو جولة له بمكسب اقتصادى للبلاد وبذلك أنه سياسى محنك لأن من يفعل ذلك هم رؤساء الدول الكبرى فالرئيس الأمريكى أو المستشارة الألمانية وكذلك رؤساء فرنسا وإيطاليا لا يتجولون فى العالم بدون العودة بمكاسب لبلدانهم.

 هل مازال هناك خطر على انتخابات المحليات من تسلل عناصر الإرهابية؟
طالما هناك فراغ سياسى سيظل هناك خطر على الاستحقاقات الانتخابية، رغم وعى المواطنين ولفظهم لهذه العناصر، ولذلك تحدثت عن ضرورة ملء الفراغ وهو ما يقوم به حزب مستقبل وطن ولكن يجب أن تتحرك الأحزاب الأخرى فى هذا الاتجاه معنا.

هل الأحزاب السياسية بها أفراد محسوبون على الجماعة الإرهابية؟
نعم هناك أحزاب بها أعضاء وكوادر ميولهم للجماعة الإرهابية وتعاونوا معهم فى السابق والفيديوهات الموجودة على النت خلال فترة حكمهم المشئومة دليل على ما أقول، ولكنى فى حل عن ذكر هذه الأحزاب وأسماء هؤلاء الأعضاء، أنا أتحدث عن المتعاطفين وليس الكوادر الإخوانية التى أصبح لا وجود لها فى الحياة السياسية بعد أن لفظها الشعب، وربما من أتحدث عنهم وأقصدهم هم من كانت مصالحهم الاقتصادية تسير بشكل جيد فى عهد الجماعة الإرهابية ولذلك لجأوا للتعامل والتعاون معهم.

الانتخابات المحلية 
ما هى استعدادات الحزب للانتخابات المحلية؟

استعدادات الحزب بدأت منذ فترة كبيرة فنحن نتحدث عن ٥٧ ألف مقعد لا يمكن حصرها وتجهيزها فى وقت قصير ولذلك تحرك الحزب تنظيميا فى القرى والنجوع والمراكز ومن خلال نشاطات الحزب المختلفة التى تساعد على ظهور أسماء تضم للحزب وتلعب دورا فى الانتخابات المحلية المقبلة، وصلاحيات عضو المجلس المحلى فى القانون الجديد غير مسبوقة منها عزل المحافظ وتحتاج إلى تدريب وتثقيف العناصر التى سيختارها الحزب لخوض الانتخابات.

وما رأيك وملاحظاتك على قانون المحليات؟
أرى أن بند العامل والفلاح غير منطقى وأرى أنه جاء «ترضية» فى لجنة الخمسين بعد إلغاء هذه الكوتة فى الانتخابات البرلمانية، والكوتة فى القانون المقترح فى انتخابات المحليات معقدة فنحتاج إلى ٢٥% شباب و٢٥% مرأة، وغيرها للأقباط وذوى الاحتياجات الخاصة وصفات العمال والفلاحين التى تتطلب أن تكون هذه النسب بينها غير متعلمين ليمثلوا نسبة هذه الصفة، وهناك قرى قد لا نجد فيها أقباطا ولذلك القانون يحتاج إلى مراجعة وتقدمنا بملاحظتنا هذه للبرلمان.

الحزب شارك فى منتدى شباب العالم كيف تنظر لمثل هذه المنتديات ونتائجها؟
المنتدى فرصة كبيرة لترويج اسم مصر والترويج السياحى واختلاط الأفكار وتبادل الثقافات بين شباب مصر ودول العالم الأخرى وهى فرصة عظيمة تضيف خبرات متعددة للشباب المصرى الذين لم تتح لهم فرصة السفر للخارج، وهذا يثقل شباب مصر، ونتائج هذه المؤتمرات تتخطى مسألة التوصيات فقط، والدليل كذلك على نجاح هذا المنتدى العالمى، وهى سنة حسنة سنها السيد الرئيسى، هو حجم الإقبال الذى يزداد كل مرة عما قبلها، ونتائجها وقيمتها تخطت التوقعات.

 هل هناك مؤتمر عام للحزب سيعقد بنهاية العام؟
ليس هناك أى مؤتمر عام سيعقد بنهاية العام فالمؤتمر العام يعقد كل أربع سنوات بقرار من رئيس الحزب وآخر مؤتمر عقد فى مارس من العام الجارى ولن يعقد مؤتمر آخر قبل ٢٠٢٣، أو إذا دعا رئيس الحزب الجمعية العمومية لإجراء انتخابات وفق اللائحة الداخلية للحزب.