اتفاق «الهجرة» يفتح باب الصدام بين «ميركل وترامب» من جديد

أنجيلا ميركل ودونالد ترامب
أنجيلا ميركل ودونالد ترامب

«أنهم يمثلون القومية في أوضح صورها»، هكذا نعتت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرافضين لاتفاق الهجرة العالمي، الذي خرج من رحم الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن بين أبرز الرافضين للاتفاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لفظ «القومية» افتخر به الرئيس الأمريكي ترامب قبل أسابيع، وتعجب ممن يرمونه بأنه قومي ويهاجمونه لهذا السبب، مؤكدًا اعتزازه بالقومية الأمريكية.

ودافعت المستشارة الألمانية  ميركل اليوم الأربعاء 21 نوفمبر عن اتفاق للأمم المتحدة بشأن الهجرة في خطاب حماسي أمام البرلمان الألماني «البوندستاج»، معتبرةً أن الاتفاق العالمي بشأن الهجرة يصب في مصلحة ألمانيا، ومؤكدة أنه لن ينتهك السيادة الوطنية.

وجرى إقرار الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة في يوليو الماضي من جانب كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باستثناء الولايات المتحدة، ومن المقرر توقيعه في المغرب الشهر المقبل.

انسحاب وانتظار

لكن الانسلاخ من هذا الاتفاق اتبعته أستراليا، فأعلنت« كانبرا» اليوم الأربعاء أنها لن توقع على هذا الاتفاق الشهر المقبل، لتصبح خامس دولة ترفض التوقيع على الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة.

وفي الأثناء، أعلنت سويسرا أنها سترجئ قرارها بشأن التوقيع على اتفاق الهجرة الأممي من عدمه إلى وقتٍ لاحقٍ، وذلك لحين مناقشة الأمر في البرلمان في بيرن.

البلدان الرافضة لتوقيع الاتفاق تتقدمهم الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي يتبنى سياساتٍ تحمل نوعًا من العداء للمهاجرين، وذلك في وقتٍ يزحف فيه آلاف المهاجرين من أمريكا الوسطى صوب الولايات المتحدة، وسط امتعاض الرئيس الأمريكي.

وتصر إدارة ترامب على مواجهة الجحافل القادمة من بلدان هندوراس والسلفادور وجواتيمالا بأمريكا الوسطى، وقد عززت قواتها على الحدود الجنوبية لمواجهة المهاجرين الساعين لعبور الحدود مع المكسيك.

بلدان معترضة على الاتفاق

وخلاف الولايات المتحدة تقف بلدان المجر والنمسا وإسرائيل إلى جانبها بشأن رفض الاتفاق، وتعتبره سيضر بسياسة الهجرة المتبعة، حسب رأيها.

والمجر تحت زعامة اليميني فيكتور أوربان أغلقت حدودها في السنوات الأخيرة مع الدول المجاورة لها، لمنع تدفق المهاجرين، وهو الأمر الذي يواجه انتقادات من قبل قادة الاتحاد الأوروبي.

أما النمسا، فهي منذ تولي سباستيان كورتس، زعيم حزب الشعب النمساوي المنتمي لتيار يمين الوسط، الحكم في فبراير 2017، وهو ينتهج سياسات أيضًا مناوئة للمهاجرين إلى حدٍ ما.