أوروبا في «علاقات دافئة» مع إيران .. الدنمارك تعيد سفيرها لطهران من جديد

أعلام الاتحاد الأوروبي وإيران والدنمارك
أعلام الاتحاد الأوروبي وإيران والدنمارك

في السنوات الأخيرة، غيّرت أوروبا نهجها ولهجتها تجاه إيران، وذلك بعد أن وقعت ثلاثة بلدان داخل الاتحاد الأوروبي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) اتفاقًا نوويًا مع طهران في أبريل عام 2015، كان رفقة روسيا والصين والولايات المتحدة، إبان حقبة الرئيس السابق باراك أوباما.

ورغم تبني الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب نهجًا يسير عكس تيار سلفه أوباما في التعامل مع إيران، فإن بلدان الاتحاد الأوروبي ظلت على موقفها من الحفاظ على ارتباطاتها تجاه إيران، حتى بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق النووي في الحادي عشر من مايو الماضي.

أزمة بين الدنمارك وإيران

وتفشت الشهر الماضي أزمةٌ دبلوماسيةٌ بين الدنمارك وإيران، وذلك بعد أن اتهمت كوبنهاجن طهران بالتخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال في أراضيها بحق قادة الفرع المحلي لـ"حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" المعارضة، وهو ما نفته إيران بشكلٍ قاطعٍ.

والدنمارك هي إحدى دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددهم 28 دولةً، يُنتظر تقليصهم إلى 27 بحلول أواخر مارس المقبل، مع خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي.

أما الأحواز فهي منطقةٌ شمال غرب إيران، إلى جانب مدينة البصرة العراقية، جنوب شرق بلاد الرافدين، يقطنها سكانٌ أغلبهم من العرب، يطالبون باستقلال المنطقة عن إيران.

(للمزيد من المعلومات طالع: دولة الأحواز .. حلمٌ عربيٌ مدفونٌ في أرض إيران)

وفي خضم ما أُثير الشهر الماضي بين طهران وكوبنهاجن، أوقف جهاز الأمن الدنماركي في 21 أكتوبر مواطنًا نرويجيًا من أصول إيرانية ضمن إطار التحقيقات في القضية.

وعلى ضوء ذلك، استدعت الدنمارك سفيرها لدى إيران، كرد فعلٍ على ما حدث، وقد قال حينها، وزير الخارجية الدنماركي، أنديرس سامويلسن، تعهد بأن تقدم كوبنهاجن على الرد على خطة الاغتيال الإيرانية المزعومة، قائلا إن الحكومة ستبحث الإجراءات المحتملة بهذا الصدد.

عودة العلاقات سريعًا

وبعد مرور شهرٍ على ذلك الحادث، قررت الدنمارك إعادة سفيرها لدى طهران من جديد لممارسة مهام عمله في الجمهورية الإسلامية الشيعية.

الإعلان جاء على لسان وزير الخارجية الدنماركي سامويلسن، الذي أكد أن السفير داني أنان، سيعود إلى الجمهورية الإسلامية من أجل تكثيف الاتصالات الدبلوماسية مع طهران.

وزير الخارجية الدنماركي أشار إلى أن هذه الخطوة أتت بعد التنسيق مع الزملاء الأوروبيين، وهو ما يعكس نهجًا أوروبيًا في عدم إثارة الأزمات مع طهران، وذلك في وقتٍ تؤكد إيران فيه التزامها بالاتفاق النووي، ومواصلة الشراكة خلاله مع الاتحاد الأوروبي.