ماذا يحدث في السويس؟| «سفاح البنات» حر طليق.. والأمن يعلن الطوارئ

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«الضحية الأولى .. الثانية.. الثالثة..» عداد لا تزال عقاربه تدور لتصل حتى إلى الجريمة الخامسة، وتنتشر مع تلك الأرقام حالة من الرعب والفزع والخوف، لدرجة وصلت إلى حد أن كل امرأة أو فتاة في السويس تظن أنها الضحية القادمة لمجرد خروجها من منزلها.

 

ظهور «السفاح»

المجرم الذي أطلقت عليه وسائل التواصل الاجتماعي لقب «سفاح السيدات» يستهدف النساء فقط، والذي يرتكب جرائمه كلها عبر دارجة بخارية، حتى بات كل نساء المحافظة الساحلية يتلفتن خوفا ورعبا يقتلع قلوبهن كلما سمعن صوت دراجة نارية، الأسر هنا ضرب القلق بينهم وبين الشارع باب، فقلوبهم ترفض خروج بناتهم من المنزل، وعقولهم تأبى أن يحبسوهن عن مدارسهن خوفا من المجهول.

 

الخامسة هي آخر الضحايا حتى الآن، والتي كانت ظهر اليوم الأربعاء، عندما هاجم «السفاح» طالبة عقب خروجها من المدرسة، وكانت تسير في أحد الشوارع الفرعية التي تعمرها المحال التجارية خلف مدرسة الراعي الصالح، والتي انتقلت إلى مستشفى السويس العام، وأظهر الفحص إصابتها بجرح سطحي في الذراع اليسرى.

 

بداية «قصة الإجرام»

القصة بدأت قبل نحو أسبوعين، عندما باغت ذلك المجرم خلال استقلاله دراجة نارية طالبة بالثانوية العامة عقب خروجها من منزلها، فجرحها في فخذها، لتنتقل على إثر إصابتها إلى المستشفى لتلقى العلاج، وتعود وفي جسدها جرح وفي نفسها ألم وخوف، وفي يدها تقرير الطبي يفيد إصابتها بجرح استلزم 11 غرزة لتقطيبه.

 

الواقعة الأولى كان بمثابة جرس إنذار لم ينتبه له المجتمع السويسي، إلا بعد محاولة «السفاح» التعدي على فتاة أخرى قرب كلية التجارة بضاحية 24 أكتوبر، وما لبث أن نجح في التعدي على حالة أخرى بجوار جامعة السويس، وحالة ثالثة بجوار مساكن الهيئة بالأربعين.

 

7 و18 غرزة.. لتضميد الإصابات

التقارير الطبية التي أفصح عنها المقربون من الفتيات، تؤكد أن الجروح رغم كونها سطحية إلا أنها كانت تحتاج إلى تدخل وعمليات تقطيب لجروح أحدثها سلاح أبيض بين 7 الى 18 غرزة، حيث كان الجرح الأكبر من نصيب سيدة تعدى عليها عقب خروجها من منزلها بمساكن الهيئة الجمعة الماضية.

 

من بين الحالات التي تعدى عليها «السفاح»، الطالبة مروة عصام، بالصف الثالث الثانوي، التي كانت تسير عصر الأحد الماضي، وهي التي روت ما حدث معها لوسائل الإعلام بينما فضل باقي الضحايا الصمت، وتحدث عنهن ذويهن وأقاربهن.

 

حكاية رعب في شارع الجلاء

تقول «مروة» لـ«بوابة أخبار اليوم»: «إنها كانت تسير بشارع الجلاء ومر بجانبها السفاح، وهو يستقل دراجة نارية، فحاول إصابتها بسلاح ابيض، لكنه فشل في المرة الأولى، فكرر الواقعة بعد التفافه بالطريق وسدد لها طعنة في كتفها»، مضيفة، «أنها رغم حيطتها وحذرها بعد منشورات الفيسبوك عن ذلك الشخص المجهول، إلا أنها لم تسلم منه، رغم حرصها على السير فوق الرصيف بجوار العمارات والمحال التجارية».

 

«مروة» أضافت «أنها لم تر وجه المجر، لكنها لاحظت ملابسه، حيث كان يرتدي جاكيت أسود، ويغطي رأسه بكاب، مستقلا دراجة نارية رفيعة، وأن تفريغ كاميرات المراقبة في المحال التي دخلتها مع رجال الشرطة لم يسفر عن شيء، سوى هيئته ولون دراجته ولم يظهر وجهه بوضوح».

 

وقف إجازات الضباط حتى ضبط «السفاح»

أمن السويس يكثف الجهود الأمنية لسرعة ضبط السفاح، حيث شكل اللواء محمد جاد مدير أمن السويس فريق بحث ضم عددا كبيرا من الضباط الأكفاء، لضبط المتهم، والذي أمر بوقف جميع إجازات الضباط لحين ضبط المجرم، فيما نشرت مديرية الأمن عدة أقوال أمنية، تمركزت بالأماكن التي شهدت وقائع السفاح، وبالقرب من جامعة السويس وكلية التجارة، بجانب الدوريات المتحركة في الشوارع، وإجراء كمائن مفاجئة لقائدي الدراجات المشتبه فيهم.

 

يوضح مصدر أمني مسؤول، ضمن ضباط فريق البحث «إن أقوال الفتيات اللاتي تعرض لهن ذلك الشخص تؤكد أنه واحد، وليس عدة أشخاص كما يروج البعض، وأن وصفهم لملامح المجرم مطابق، وهي شاب ذو بشرة سمراء، رفيع البنية، ويرتدي تي شيرت وبنطال اسود وجاكيت متسخه بالزيوت والشحوم ما يدل على أنه حرفي يعمل في ذلك المجال. ويستقل دراجة نارية سوداء ومقعدها لونه أحمر».

 

المصدر الأمني أضاف «أن الوقائع التي شهدتها السويس على يد ذلك المجرم هي الأولى من نوعها في المحافظة، ولا يوجد سابقة أعمال إجرامية من ذلك النوع، وأن الحالات الأربعة التي تعرض لهن، والحالة الأخيرة اليوم لم يريان وجهه بوضوح لتعمده الضرب من الظهر، ومع حالة الخوف والفزع التي انتابتهما يصعب التركيز في ملامح الوجه».