«الاعتقالات في تركيا» على أجندة الاتحاد الأوروبي.. وآمال العضوية تندثر

صورة مجمعة
صورة مجمعة

في جولةٍ جديدةٍ من مباحثات تركيا مع أوروبا حول عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي، يجلس وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو على طاولةٍ واحدةٍ مع مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني ومفوض شؤون التوسعة بالتكتل، يوهانس هان، في العاصمة التركية أنقرة، وحديثٌ ثلاثيُ حول مطالب العضوية سيكون هو الغالب في ذلك الاجتماع.

 

وتصر تركيا على المضي قدمًا في مطالبة الاتحاد الأوروبي بنيل عضويته، رغم توصية البرلمان الأوروبي صيف العام الماضي بوقف مباحثات انضمام أنقره لحلف بروكسل، وهو ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقتها للتصريح بأن أوروبا تعامل تركيا معاملة المتسول، حسب وصفه.

 

العضوية بعيدة المنال

ونقلًا عن وكالة "رويترز"، فإن المعارضة داخل الاتحاد الأوروبي لعضوية تركيا زادت جراء حملة أنقرة على منتقدي أردوغان منذ الانقلاب الفاشل في منتصف يوليو 2016، وأن المخاوف زادت من تحول تركيا على نحو أكبر صوب حكم الرجل الواحد.

كما أن حملة الاعتقالات، والتي جاءت قبل أيام من إجراء تركيا محادثات مع الاتحاد الأوروبي، عززت من القلق الغربي والاعتقاد بأن حملة أنقرة الطويلة لم تسحق معارضي أردوغان فحسب، وإنما بددت أيضًا آخر أمل لتركيا في الانضمام للتكتل الأوروبي، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية.

 

حملة اعتقالات واسعة

وقبل أيامٍ، عادت اعتقالات الفجر من جديد لتركيا يوم الجمعة الماضي، حينما وصلت الشرطة التركية إلى منزل الناشط يجيت أكساك أوغلو قبل الفجر، فاعتقلته مع 12 آخرين من الأكاديميين والنشطاء المتهمين بالتحريض على احتجاجات حاشدة للإطاحة بحكومة الرئيس أردوغان.

واتهمت السلطات التركية أكساك أوغلو بدعم محاولات رجل الأعمال المسجون والمحامي الحقوقي عثمان كافالا لإحياء الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها حديقة غازي باسطنبول في 2013 ضد حكم أردوغان.

وفي ذات اليوم، ذكرت وسائل إعلام تركية أن ممثلي الادعاء أمروا باعتقال 188 شخصًا، بينهم 100 من أفراد سلاح الجو السابقين بسبب صلات برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن، حليف أردوغان السابق والمتهم الأول من قبل السلطات التركية بتدبير انقلاب 2016 الفاشل.

واليوم، أصدرت محكمةٌ تركيةٌ حكمًا بالسجن المؤبد والمشدد على 74 شخصًا، قال المحكمة إنهم أُدينوا بتدبير محاولة الانقلاب والعمل على تعطيل النظام الدستوري، ومن بين المحكوم عليهم جنودٌ في الجيش التركي دون أن يتم الكشف عن عددهم بعد.

ويرى زعماء الاتحاد الأوروبي أن حملة أردوغان لم تستهدف مدبري الانقلاب العسكري الفاشل فحسب، بل امتدت لتطال مناوئي الرئيس التركي على الصعيد السياسي، معتبرين أن أردوغان استخدم الانقلاب ذريعة لسحق المعارضة، وهو ما تنفيه أنقرة، وتتذرع في أن هذه الإجراءات ضرورية بسبب خطورة التهديدات التي تواجهها البلاد.

وبخصوص عضوية الاتحاد، يرى مفوض التوسعية يوهانس هان ضرورة إنهاء محادثات الانضمام بين أنقرة وبروكسل، ومحاولة إبرام شراكة بديلة بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وستلقي حملة الاعتقالات الأخيرة بظلالها على محادثات الغد بين تشاويش أوغلو وموجيريني وهان، وهو ما سيعقد من مهمة نيل أنقرة عضوية الاتحاد، وبدت أن حلقات المحادثات بين الجانبين قد استحكمت بعد الحملة الأخيرة على معارضين أتراك في بلاد الأناضول.

فهل بدد نهج أردوغان، الذي أبان عليه بعد محاولة الانقلاب الفاشل، والذي يصفه الكثيرون بأنه أشبه بالانتقامي آخر آمال تركيا في نيل عضوية الاتحاد الأوروبي؟