تغريدة «نجيب» تدشن عهد جديد لحوار الأديان  

بعد دعوة «ساويرس» للإسلام.. ثورة تجديد الخطاب الديني تواجه المتطرفين

نجيب ساويرس
نجيب ساويرس

كتب: عبد الله عسكر

«الكل سواء.. لا إكراه في الدين.. لا تمييز في مصر بين رجل وامرأة أو دين ودين.. حق المواطن أن يعبد كما يشاء أو لا يعبد».. ثلاث سنوات منذ أن نادى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بثورة دينية لتجديد الخطاب الديني، حتى بدأت اليوم جهوده تؤتي أكلها بين المواطنين الذين بدأوا في تغيير ثقافاتهم لتقبل العيش مع أي آخر كان طالما كان مواطنا.

 

«ثورة تجديد الخطاب الديني»  

 

في 1 يناير عام 2015 خلال الاحتفال بالمولد النبوي أطلق الرئيس السيسي الثورة الدينية لتصحيح الخطاب الديني، ليتحدى الجميع في عام 2018 من منتدى شباب العالم في دورته الثانية أن يستطلعوا رأي الشارع الآن في أي حادث يستهدف الأشقاء والمواطنين المسيحيين، لينقل صدق التحدي على مواقع التواصل في حوار بين «مواطنين مصريين مختلفي الديانة» مؤكدا أن الردود تكشف بدء مرحلة جديدة من الحوار الإيجابي وقبول الأخر   


«ساويرس».. وثقافة السلم الاجتماعي

 

من نوعية هذه الحوارات التي أشار إليها الرئيس، شهد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حالة من الحوار على تغريدة «أنا لو خيرت بين مصلحةً طائفتي أو مصلحة بلدي هختار مصلحة بلدي!».. كانت لرجل الأعمال المصري مسيحي الديانة نجيب ساويرس، على موقع التواصل الاجتماعي «توتير»، لتأتي ردود المواطنين بمستوى راق، نادرا ما كانت تعهده مستويات الحوار بين مسلم ومسيحي، ما يوحي أن ثمرات تجديد المفاهيم الدينية بدأت تصل إلى هدف الرئيس بالوصول إلى «السلم الاجتماعي» في مصر.

 

«الإيمان بجميع الأديان»

 

هنا أعلن «ساويرس» تمسكه بدينه في قوله «أنا مسيحي ومؤمن بديني وبتضحية السيد المسيح وبالله الواحد علشان محدش يتحيير»، لكن الرد جاء من «هالة ناصف» تؤكد تقبل التعامل مع أي آخر فتقول: «حاسة إنك بتبذل مجهود عشان تثبت للناس دينك وحاسة الناس متحيرة فيك لا المسيحيين حاسين إنك مسيحي زيهم ولا المسلمين عايزينك تفضل مسيحي وبيدعوك للإسلام أنا لو مكانك أعلن إنني أؤمن بكل الأديان».

 

«لكم دينكم ولي دين»

 

ما زال الحوار دائر بين «ساويرس» وعدد من رواد المواقع الاجتماعي حول أكثر قضية شائكة كانت تسبب في أكثر الفتن بين المواطنين، فيقول: «عرفت وقرأت عن الأديان الأخرى وما زلت متمسك بديني ومقتنع بيه».

 

الثقافة بمقتضى ما حمله خطاب الرئيس حول تجديد المفاهيم الدينية بدت جلية في رد «نور» التي قالت: «الإسلام نعمة لن يزيد باعتناق أحدهم له عزا، ولن ينقصه إدبار أحدهم، دعوا الخلق للخالق... لكم دينكم ولي دين، ديننا أخبرنا أن المسيحيين أقربهم لنا مودة وهذا الأهم».

 

«محاربة التطرف»

 

حين تطرق الحوار إلى دعوة «ساويرس» للدين الإسلامي فلم تتجاوز صحيح الدين الذي أرسى قواعد «ادعوهم بالحسنى.. ولكم دينكم ولي دين»، وظهر التطور في الفكر الديني خاصة في ردود المسلمين على ما كتبه شخص يحمل حسابه على تويتر اسم «احب الصالحين ولست منهم» والذي قال: «ساويرس أدعوك للدخول في الإسلام.. تكون بكدا كسبت الدنيا وكسبت الآخرة وكسبت المسيح ومحمدا عليهما الصلاة والسلام، أما لو فضلت كافر بمحمد صلى الله عليه وسلم هتكون كسبت المليارات في الدنيا لكن خسرت الآخرة».

 

الردود توالت على التغريدة، وكانت في أغلبها تحمل هجومًا على صاحبها، وغرابة من رد فعل «ساويرس» الهادئ، وهاجم عدد من المسلمين صاحب الدعوة مؤكدين انه يسئ للإسلام وانه له حظ من اسمه بأنه ليس من الصالحين.

 

فقال أحدهم: «هو أنا مش قادر أفهم أنت إزاي بترد بطريقة لطيفة وبتبرر له حاجة هو المفروض ملهوش دعوة بيها وملهوش الحق إنه يتكلم فيها أصلاً، أنت متضايقتش بجد؟».

 

وأضاف الأخر: «يا أخي في ٤ آلاف دين على كوكب الأرض وفي ملايين لا دينيين وفيه ملحدين ..دع الملك للمالك تعامل مع الناس بمبدأ الحب فقط .أنت ولدت مسلم لذلك أنت مسلم وغيرك ولد مسيحي إذا فهو مسيحي ولو كنت أنت شخصيا ولدت على دين أخر لكنت الآن مؤمن به وتدافع عنه».. فيما قالت راجيا: « وأنت ولا غيرك تدعوه ليه ما تسيبوا كل واحد في حاله.. كلها أديان ربنا».

 

وقال هشام: «الحوار بين الطرفين قمة الصراحة والوضوح والصدق والرقي، بعيدا عن النفاق والكذب والتدليس الذي يعاني من الكثيرين والتعليقات متنوعة بكل الأفكار والمعتقدات، شكرا لمن قدم النصيحة وشكرا لمن قبلها وكل منكما رد برقى واحترام وصدق ووضوح».

 

ودخلت سيدة في النقاش لتحسمه موجهة سؤالا لصاحب التغريدة قائلة: «وإحنا برضه ندعوكم للدخول في المسيحية دين المحبة.. ولأن ما حدش هيدخل الجنة غير المسيحيين المؤمنين بإلوهية المسيح.. شفت ضايقك ردي إزاي؟ يا ريت كل واحد يخليه في دينه».
 


«ساويرس» ختم الحوار مع من دعاه لتغيير دينه قائلا: «أنا سعيد بديني كما أنت سعيد بدينك.. في النهاية محدش اختار دينه والله واحد للكل ولو شاء ربك لوحد الأديان!».