أخر الأخبار

تحولت إلى أداة لهدم وتدمير الدول..

السوشيال ميديا.. ترسانة إلكترونية أضرارها فاقت نفعها

صورة موضوعية
صورة موضوعية

سلط الرئيس عبد الفتاح السيسى الضوء على قضية غاية فى الخطورة، خلال إحدى جلسات منتدى شباب العالم وخصص وقتا كبيرا للحديث فى جلسة مطولة عن مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان :» هل تنقذ ام تستعبد مستخدميها» وتحدث عن كيفية مواكبة هذا التطور التكنولوجى وتعظيم ايجابياتها، والاستعداد لحماية شعوب المنطقة من آثارها السلبية.

 

لا يختلف شخصان على الاطلاق على أن مواقع التواصل الاجتماعى تحوّلت إلى واحدة من أهم ضروريات الحياة لدى كل شعوب العالم ، باختلاف الاعمار ، وبات من الاساسيات ، أن يكون لدى اى شخص حساب على احد مواقع السوشيال ميديا ، هذا العالم الافتراضى اصبح اداة « طيعة « لتدمير الشعوب وهدم الدول ، يستغلها البعض لتحقيق مصالح ، اضرارها اضعاف منافعها ، ويجب على الدول حسن استخدامها وعدم الوقوع فى « فخها».. فحسب دراسة نشرتها مجلة نيويورك تايمز، أجراها فريق بحثي، حيث قام بعمل مجموعتين إحداهما لا تتعرض لمواقع التواصل الاجتماعى وأخرى تتعرض له، وتوصلوا إلى نتيجة مهمة، وهى المجموعة التى لم تتعرض لمواقع التواصل الاجتماعى هى الأكثر سعادة، فى حين أن من يتابعون وسائل التواصل الاجتماعى باستمرار هم الأكثر كآبة.

 

«الاخبار» تناقش فى هذا الملف أضرار ومخاطر السوشيال ميديا مقارنة بالمنافع التى تجلبها.

 

شائعات «السوشيال»..قتل بلا رصاص
كلمات معدودات تكتب بطريقة ساخرة تهدف فى ظاهرها للضحك وتخفيف أعباء الحياة اليومية على متلقيها وفى باطنها تحاول النيل من أعمدة الدولة المصرية فى كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة، لزرع الفتنة بين المواطن والحكومة ونشر حالة من عدم الثقة بينه وبين مؤسسات الدولة، من خلال تضخيم الأحداث ونشر شائعات تربك المواطن وتدخله فى دوامة الصراع اللامنتهي.


فمع كل حادثة أو أزمة تخرج الكتائب الإلكترونية من جحورها لتتفنن فى بخ السموم بتحريف الخطابات والبيانات الرسمية أو نشر معلومات مغلوطة عن حادث ما، وكذلك خلق حالة من المؤامرة فى عالم مواز لا يسكنه إلا روادهم، ولعل أبرز «فبركات» بخاخى السم فى الآونة الأخيرة هو ما خرجوا به حول استغلال وزارة الداخلية أزمة احتكار منتجى «البطاطس» للمحصول؛ لتضخ كميات خاصة بها فى الأسواق التجارية، وهو ما يتنافى مع منطقية العقل، إذ تحاول مؤسسات الدولة منع حدوث أى أزمات لمواطنيها، فضلا عن أن بيع وتوزيع كميات من «البطاطس» بأسعار منخفضة يزيد من أعباء وزارة الداخلية المالية لعدم تربحها منه. بالإضافة إلى تحريف كلمات الخطابات الرئاسية، وكذلك التناول الساخر للأزمات لتثبيط عزيمة المصريين.


وفى هذا السياق يعلق النائب تامر الشهاوي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، قائلا :إن طرق تشكيل الرأى العام تطورت خلال الفترات الأخيرة من الصحافة الورقية للمواقع الإلكترونية غير المحدودة فى آليات النشر، والتى تسمح للترويج لأى أيديولوجية وإجهاض أى فكرة بناء، مشيرًا إلى أنه يجب التعامل مع «السوشيال ميديا» بشكل مؤسسى والخروج من دور المدافع وبدء زراعة أفكار للتسويق لأعمال الدولة بالشكل المطلوب.


ويضيف أن خطورة «السوشيال ميديا» تكمن فى انتشارها الواسع بين كل الفئات والطبقات المجتمعية، وأن المعلومة التى تبث من خلالها يستقبلها الملايين دون البحث عن مدى مصداقيتها وحقيقتها فى الواقع.


ويؤكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان أن الدولة تأخرت فى مواجهة أخطار مواقع التواصل الاجتماعى التى تطلق كلماتها رصاصات فى قلب معنويات الشعب المصري، وأن منشورات لمنصات الدولة المتخصصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو المؤسسات الإعلامية لا تلقى المردود المأمول، مختممًا بضرورة وجود رؤى مشتركة للهيئات الإعلامية المختلفة للتعامل مع المواقع الإلكترونية المحرضة وكذلك منشورات «الفيسبوك» المغرضة مع زيادة تواجد الوزارات ومؤسسات الدولة على السوشيال ميديا لمخاطبة الجماهير بطريقتهم الجديدة.


ومن جانبه يقول د. جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، إن هناك حالة من تدنى الوعى الثقافى تسيطر على الكثيرين فى العقود الأخيرة نظرا لظروف الانفتاح المعلوماتى والثقافى الذى يعيشه فضلا عن الظروف الاقتصادية الصعبة، وأنه يتعامل مع أى معلومة كونها حقيقة مطلقة لا تقبل النقد أو التراجع عنها، فضلا عن أن التدنى الثقافى تزرع فى البعض رغبة الظهور بالعالم ببواطن الأمور ، ويتابع قائلا : إن تأثير انتشار هذه المعلومات اجتماعيًا فى غاية الخطورة، إذ لا يتقبل المتلقى نفى المعلومة المغلوطة، ويبقى على اعتقاده فى صحة الشائعة، مرجعا ذلك لوجود مسافة بين الشعب والحكومة، وعدم نجاح الأخيرة فى التسويق لأعمالها بالشكل المطلوب الأمر الذى يسىء لصورتها ويضع المؤيدين فى موقف حرج ويظهرهم بشكل المنافقين.


ويشدد استشارى الطب النفسى على أن مواجهة شائعات السوشيال ميديا يتم على شقين الأول مؤقت بنفى الشائعة وتصحيح المعلومات المغلوطة، والثانى بالعمل على رفع الوعى المجتمعى والثقافى للتصدى لحروب الكلمات على «السوشيال ميديا».

 

صفحات «الإرهابيين».. السم فى العسل !
احترس من فضلك..»السوشيال ميديا بها سم قاتل»..هذا الوضع الذى آلت اليه وسائل التواصل الاجتماعى الآن، فتحولت الوسيلة التى من المفترض ان غرضها الرئيسى تقليص المسافات وخلق عالم موحد منفتح الثقافات إلى بوق لبث الاكاذيب وتضليل العقائد والعقول، وذلك عن طريق بعض الصفحات التى ادعت انها تسعى لنقل الاخبار بحيادية ولكنهم فى الحقيقة ليسوا سوى صفحات تضع السم فى العسل عن طريق نشر خبر صحيح يليه آلاف من الاخبار المغرضة.الامر لم يقتصر عند هذا الحد بل وصل بها السوء إلى انها اصبحت منصة اعلامية تدعو للكفاح المسلح وقتل رجالنا من القوات المسلحة والشرطة، بل انهم يقومون عن طريق رموز الارهابية بالشماتة فى القتلي.


اولى هذه الاكاذيب بطلها احدى الصفحات الخاصة بمتابعة أخبار سيناء كما تدعي، إلا انها خنجر مسموم، فتقوم هذه الصفحة بنشر اخبار وصور كاذبة لتضليل المواطن « السيناوي» ، الامر لم يقتصر فقط على بث الاكاذيب بل بلغت بهم الخثة بتبرير ازهاق الارواح دون سبب وذلك عن طريق « بوستاتهم» الشامتة فى قتل الابرياء فى اشارة للتحريض إلى الكفاح المسلح كما يدعون فتجد احد رموزهم والذى لقب بـ»ثعبان» الشاطر ورجل خيرت الامين ينشر على صفحته فى الفيس بوك كلمات محرضة على العنف وشامتة فى مقتل شهدائنا من القوات المسلحة قائلا: «سيناء بتصبح على الوادى #تسلم_الايادي_اللي_بتقتل_الاعادي» وكأن هؤلاء الابرياء الذين يحموننا ويواصلون الليل بالنهار لحمايتنا ليسوا بشرا من حقهم العيش لذا فإن دماءهم الطاهرة حلال لمثل هؤلاء السفاحين القتلة.


وهناك ايضا من يقوم بالترويج لأسهم فى البورصة ليس لها وجود ويتم الترويج اليها عن طريق الشائعات من خلال حسابات «أكونتات» وهمية عند كل عملية، حيث إنه بعد الانتهاء من كل سهم يقوم بإنشاء حسابات وهمية أخرى»، وتستمر هذه الحلقة المفرغة تدور لزعزعة البورصة والاقتصاد المصرى إلى ان تفطن مركز معلومات مجلس الوزراء إلى هذه الشائعات ويقوم بالرد بشكل دورى على هذه الشائعات اسبوعيا فى لفتة توضح ايقان الدولة بقوة السوشيال ميديا وتأثيرها على المواطنين.


فى نفس السياق يؤكد اسلام الكتاتني، القيادى الاخوانى المنشق، أن السوشيال ميديا اصبحت طاعونا يدمر ويفسد الكثير من العقول وبالرغم من هذا فإنها اضحت امرا واقعا يصعب اهماله بل ويجب ان ننتبه له ونتعامل معه بحرص شديد وذكاء حتى نتفادى الكوارث التى تنتج عنه ونحمى عقول شبابنا من الدمار الفكرى الذى يسببه


ويضيف: أن الجماعات الارهابية تستغل هذا الوضع وان مواقع التواصل الاجتماعى بحر كبير تكثر امواجه ويصعب السيطرة الكاملة عليه وتقوم بعمل ملايين الصفحات لبث سمومها لتضليل الشعوب ويتم ذلك بخطوات مدروسة يقوم بها متخصصون فى كل المجالات لتجنيد الشباب.


ويوضح: أن اولى مراحل التجنيد تبدأ بمتابعة حالة رواد هذه الصفحات وتعليقاتهم ودراسة اسلوبهم فى التعليق ومدى وعيهم الادراكى ومن يستشف انه عنصر يمكن تجنيده عن طريق اللجنه المختصة بالمتابعة تقوم لجنة اخرى باستمالة هذا العنصر وايقاعه فى براثن الفكر الارهابى له.


ويشير إلى انه يجب ان ننتبه لخطورة هذه الصفحات والبدء فى وضح حلول عاجلة لحماية عقول الشباب من انياب الفكر المتطرف وذلك عن طريق استغلال الامكانات الكبيرة التى تمتلكها الدولة والقيام برصد هذه الصفحات اولا بأول وبشكل دورى وإبرازها للرأى العام والاهم من ذلك ان يتم توضيح الاكاذيب التى تتناولها لينتهى بهذا دور هذه الصفحات.


ويرى الكتاتنى ان الحل ايضا بعمل حملات توعية وتأهيل للشباب لتعريف الشباب بالسوشيال ميديا لان الكثير من مستخدمى هذه الوسائل بالكاد يستطيع التعامل مع هذه الوسائل.

 

«الإنترنت».. منبر الجماعات المتطرفة !

اصبحت الجماعات المتطرفة والإرهابية تستخدم الإنترنت فى تنفيذ عملياتها وحشد الشباب الصغار.. وسبق للتنظيم الإرهابى أن بث شريطا مصورا تزيد مدته على 16 دقيقة، يدعو فيه أنصاره وعناصره الإرهابية للتفاعل بشكل مكثف على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» وغيرهما، ونشر الأفكار المتطرفة، قال فيه المتحدث: «بنقرة واحدة يصل صوتنا لملايين الناس»، حيث إن كل هذا جعل المنصات الرقمية على مستوى العالم تقوم بشن حملات تطهيرية ضد الحسابات المتطرفة فيها، كان آخرها إغلاق «تويتر» 300 ألف حساب تم تصنيفها على إنها إرهابية.


حيث إنها وعلى مستوى الأشخاص تضلل الكثير منهم، فليس كل ما يكتب فى مواقع التواصل الاجتماعى حقيقة، فقلة هى التى تتميز بالأمانة، البعض يكتب الأكاذيب، والبعض الآخر يروجها من دون تدقيق فيها.


الإرهاب يعتبر من أبرز النتائج السيئة لمواقع التواصل الاجتماعي، حيثُ يتمكن الإرهابيون من ترتيب العديد من الجرائم والتنفيذ عبر تلك المواقع، دون رقابة حقيقية، بالإضافة إلى استخدامهم هذه المواقع فى استقطاب الشباب، والتلاعب بعقولهم.. وفى ضوء ذلك يقول د.حسن الخولى أستاذ علم الاجتماع إن وسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين، فنجد لها مميزات وعيوبا، فسهلت عملية التواصل بين الأشخاص، وساعدتهم فى التعرف على المعلومات بطريقة سريعة وسهلة، ولكن فى المقابل لها العديد من السلبيات.


ويضيف : أن السوشيال لها ضرر أيضاً على مستوى الدول وليس فقط على مستوى الأشخاص، حيث تساعد مواقع التواصل الاجتماعى على الكسل وعدم الإهتمام فى الحصول على المعلومة والتدقيق فيها، بالإضافة إلى أنها ساعدت على التفكك الأسرى والتقليل من دور الأسرة فى الفترة الأخيرة، وعلمت الأطفال مصطلحات وكلمات يجب ألا يعلموها فى هذه الفترة العمرية، وتستخدم مواقع التواصل الاجتماعى فى حروب الجيل الرابع من خلال نشر الشائعات ونقل الأخبار الكاذبة واستهداف الدول مثل ما حدث مع مصر فى فترات سابقة، لكن يقظة الدولة وقوتها مكنتها من السيطرة على هذه الشائعات.