رئيس الإنتربول.. وجه جديد للصراع بين روسيا وأمريكا

علما البلدين
علما البلدين

لا يزال الصراع السياسي محتدمًا بين القطبين الروسي والأمريكي، وما يلبث أن يشتعل مع بروز أي حدثٍ سياسيٍ على الصعيد الدولي له صلة بأيٍ من البلدين.

 

كثير من الأوساط السياسية الأمريكية، خاصةً الديمقراطية منها، باتت في حالة عداء شديدة مع روسيا، وبالتحديد بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المنصرمة، والتي أفرزت دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وسط شبهة تدخل روسية في الانتخابات، وومزاعم تواطؤ حملة ترامب مع موسكو أثناء الانتخابات.

 

وتنفي روسيا تلك المزاعم، فيما تتعامل أوساط الديمقراطيين مع الأمر وكأنه حقيقةٌ مسلمةٌ، جازمين بضلوع موسكو في التدخل في الانتخابات التي جرت قبل عامين من الآن.

ولا يقتصر الأمر على الديمقراطيين فحسب، بل إن هناك عددًا من النواب الجمهوريين الذين باتوا يحملون مواقف عدائية تجاه روسيا، متأثرين بذكريات الحرب الباردة، التي توهجت في النصف الثاني من القرن الماضي.

 

رفض أمريكي لمرشح روسي

وجهة الصراع بين هؤلاء وموسكو تحولت صوب دولة الإمارات، حيث من المقرر أن تنتخب غدًا الأربعاء 21 نوفمبر، الجمعية العامة  للشرطة الدولية "الإنتربول" رئيسًا لها خلفًا للصيني مينج هونجوي، الموقوف في بلاده على خلفية قضايا فساد.

 

واختفى مينج هونجوي في نهاية سبتمبر الماضي، قبل أن يتضح فيما بعد أنه متواجدٌ في بلاده الصين، ومحتجزٌ هناك من قبل السلطات لاتهاماتٍ تتعلق بالفساد.

 

اللواء في وزارة الداخلية الروسية ألكسندر بروكوبتشوك يعد أبرز المرشحين للظفر بانتخابات الجمعية العامة خلال التصويت غدًا، لكن مشرعين في الكونجرس الأمريكي لا يريدون ذلك.

 

أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي "السيناتورز"، من بينهم ماركو روبيو، الذي كان منافسًا لترامب في انتخابات الحزب لرئاسة البلاد 2016، أصدروا  بيانا مشتركا أمس الاثنين 19 نوفمبر يطالبون خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب بمعارضة ترشيح الروسي ألكسندر بروكوبتشوك، لمنصب رئيس الإنتربول.

 

رد روسيا على توجه أعضاء بالكونجرس الأمريكي، لم يتأخر، فجاء على لسان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الذي شجب الخطوة الأمريكية، معتبرًا إياها نوعًا من التدخل في العملية الانتخابية لمنظمة دولية.

 

وأضاف بيسكوف أن القيادة الروسية لم تر رسالة الشيوخ الأمريكيين بهذا الخصوص بل قرأت الأنباء المنتشرة في وسائل الإعلام، واعتبر أن أعمال هؤلاء الشيوخ يمكن اعتبارها ضغطًا، داعيًا في الوقت ذاته إلى التمهل وانتظار نتائج الانتخابات في الإنتربول غدًا.

 

فهل تشكل مساعي الأعضاء بالكونجرس الأمريكي ضغطًا يسهم في تغيير مسار التصويت في اتجاهٍ بعيد عن المرشح الروسي بروكوبتشوك؟ وهو ما قد يواجه ردًا من موسكو حينها.