حوار| وزيرة البيئة المغربية: التغير المناخي يهدد الوجود.. ونسعى لإنقاذ الكوكب

وزيرة البيئة المغربية
وزيرة البيئة المغربية

قالت وزيرة البيئة المغربية، نزهة الوافي، إن اختيار القدس عاصمة البيئة العربية عام 2019، هو رسالة صمود بأن الموقف العربي لن يتغير ولا يمكن، إلا أن نقبل بالحل الأممي  والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني، حيث قرر مجلس وزراء العرب، المسئولين عن شؤون البيئة اعتماد إعلان مدينة القدس عاصمة للبيئة العربية عام 2019.

 

اختيار القدس عاصمة للبيئة العربية رسالة للسلام

وأضافت «الوافي»، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، على هامش مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي المنعقد في شرم الشيخ، إن اختيار القدس كعاصمة للبيئة العربية، هو رسالة للسلام ورسالة أن نزيل فتيل النزاع من المجتمع العالمي.

 

وحول عدم الاهتمام بالملف البيئي في الدول العربية، قالت «إن ذلك يتم تغيره على مستويين، الأول نقل السياسيين ما يتداول عن طريق الخبراء وتوصيله عبر الرسالة الإعلامية والنخبة الوطنية من أجل دعم عملية الاتصال، والمستوى الثاني عرض الإشكالات الملحة والحقيقية التي يتم طرحها حول التغير المناخي».

 

التغير المناخي يهدد الوجود

وأوضحت أن التغير المناخي يهدد الدول فقط، ولكن يهدد الوجود، وهو أحد أسباب الهجرة والاستقرار، الأمر الذي أفادت به تقارير دولية، كآخر تقرير للجنة الخبراء في التغير المناخي، وكذلك ممارسة ساحل الصحراء الذي يتكلم عن دول إفريقيا.

 

وذكرت الوزيرة المغربية أن كلفة التدهور البيئي المتعلق بالتصحر تصل إلى 0.56 % إلى 1% ككلفة للناتج الوطني الخام للدول، وهو أثر مالي ومادي وبالتالي يجب أن نوصل الرسالة، لافتة إلى أن هناك زواجا بين القرار السياسي والقرار البيئي لأول مرة لتاريخ النضال البيئي والمناخي لم يحدث قبل ذلك، ويجب أن نعمل جيدا لإنقاذ الكوكب الجميل وحماية المنظومة الأيكولوجية في العالم.

 

التعاون المصري في المجال البيئي

 

أكدت الوزيرة أن مصر والمغرب لهما رصيد كبير في التعاون الثنائي، فنحن نعمل في العديد من المنصات الأممية والمؤتمرات الإفريقية نعمل مع مصر جنبا إلى جنب، ونعمل  مع مصر في إطار المؤتمر المناخي خاصة الفريق الإفريقي متعدد الأطراف، كذلك نعمل من خلال العمل الثنائي الذي يجب أن  نعززه من أجل تقديم نموذج لتعاون بلدين عرقين.

 

ونوهت أن المغرب بلد منفتح على كل البلدان الإفريقية، وله رؤية أن تحتل دول إفريقيا الصادرة من حيث نقل هذه الخبرة الوطنية ونقل المشاريع، ولدينا في بعض المدن المغربية أضاءتها من البيوماس، بالإضافة إلى التجربة الرائدة التي أطلقها ملك المغرب محمد السادس فيما يتعلق بالطاقات المتجددة.

 

الاستثمار في الطاقة المتجددة

وأضافت أن اليوم لدينا أربع محطات تولد 800 كيلو وات كهرباء ولدينا طموح أن نصل إلى 2000 كيلووات 2020 ونصل في 2052 إلى أن نصل إلى30% من توليد الطاقة الكهربائية، وهناك مشروع واعد وطموح وملك المغرب قرره في وقت لم يكن أحد يتطرق إلى الطاقة الجديدة والمتجددة لرؤيته اليوم المغرب له استراتيجية وطنية، وهي كيف يمكن تحويل الطاقات المتجددة لتستثمر في النقل والصناعة والبنيات التحتية والكهرباء، والمغرب له رؤية واضحة هو أن يكون منصة من أجل أن يكون الرابح هو إفريقيا ولن تربح المغرب واحدها.

 

دور المرأة في التنوع البيولوجي

 

قالت وزيرة البيئة المغربية إن المرآة تلعب دورا هاما في التنوع البيولوجي ، والتركيز على دور المرأة مهم جدا نظرا لمحورية النساء ليس فقط على المستوى الاجتماعي، ولكن أيضا على المستوى السياسي اليوم، وبقدر ما تعاني النساء في إفريقيا فهناك نساء قياديات، وهو عنوان كبير يجب أن يفهم أنهن قادرات على تقديم أجوبة لإشكالات تتطلب البرجماتية وهذه صفات تتصف بها النساء هذا للمستوى الأول.

 

وحسب «الوافي»، فإن المستوى الثاني نحن كنساء وزيرات وخبيرات في التنوع البيولوجي حاضرات بقوة وهذه قيمة مضافة التي من الأوجه التي لم نتكلم عليها كثيرا وهي الحضور النسائي في القيادة والخبرة وفي النضال مجموعة من المؤسسات الدولية وجب أن نجتهد في خلق شراكة وهناك من جانبنا وعي لتقديم حلول لإشكالات التغير المناخي وإشكالات التنوع البيولوجي.

 

رئاسة مصر للمؤتمر

ووجهت الشكر للحكومة المصرية، لاستقبال القمة الإفريقية لوزراء البيئة، ومؤتمر الأطراف الرابع عشر للأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، مؤكدة أن النساء الإفريقيات أول من يقدمن الثمن بسبب التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن الآلاف منهن لم يتمكن من الحصول على الكهرباء والماء، لكن يعانين فى صمت من آثار التغير المناخي، وتغير المنظومة الأيكولوجية.

 

 

وأضافت أن الرئاسة المصرية للمؤتمر، في ظل رئاسة الوزارة امرأة، يمنحها أمل أن ذلك سيقدم دعم نحو علاج معاناة المرأة في القارة الإفريقية، لافته إلى أن القارة لا تحسن جلب التمويل، مشيرة إلى أن عقد القمة تعد فرصة مناسبة للتعاون ثنائي الأطراف لتقديم حلول للعالم، وان تستقر الشعوب والنساء، والأطفال، لأنه لا يمكن لأحد أن يترك أرضه إذا توفر له البيئة الطبيعية.

 

 

ولفت إلى أن الملك محمد السادس، جعل من التعاون بمشروع جنوب جنوب، من التغيرات المناخية سياسة أساسية،  وجعل لها أجندة وطنية، ولجنة مبادرة ثلاثية من أجل مكافحة الهجرة، والمغرب اليوم ينطلق من قاعدة والرابح هو القارة الإفريقية، ومتأكدين أن مصر بخبراتها، سنتعاون سويا فى إطار الاتفاقية متعددة الأطراف، لتقديم حلول مبتكرة لوقف نزيف الهجرة والمعاناة الصامتة والهجرة السرية، ومشكلات الأمن الزراعى.

 

وقالت وزيرة البيئة المغربية، إن ما يحدث الآن يثبت أننا قادرون على مواجهة التصحر والتنوع البيولوجي، وكل القضايا البيئية الشائكة، حيث إن آلاف النساء لديهن دور ملموس في كل القضايا الدولية والبيئية، إلا أن العالم لا يلاحظ هؤلاء السيدات اللاتي يعانين في صمت من تغيرات المناخ.

 

 

وتابعت: «إن منصة التعاون الإفريقي ستكون قادرة على تحقيق مشروعات فعلية لهؤلاء السيدات، ضمن منظومة التكنولوجيا الحديثة حتى لا يصبحن مجبرات على الهجرة خارجا»، مضيفة أننا نسهم معا لحماية المكان الذي يجمعنا "كوكب الأرض"، مشيرة إلى أن الملك محمد السادس يجعل مشكلات التنوع البيولوجي في صدارة الأجندة السياسية، وهذا يطمئننا لمستقبل أفضل، والرابح سيكون  القارة الإفريقية وليس أحد آخر.