حكايات| «ع واحدة ونص» بالفرعوني.. راقصات في حضرة الإله «بِس»

«ع واحدة ونص» بالفرعوني.. راقصات في حضرة الإله «بِس»
«ع واحدة ونص» بالفرعوني.. راقصات في حضرة الإله «بِس»

لو أن المصري القديم اعتاد تسجيل كل «رقصة» أو «سهرة أُنس» في حضرة آلهته أو مناسبة زفاف، وآلات الموسيقى تحيط بجميع القادرين، ربما كان الوضع اختلف كثيرًا فيما يرتبط بتاريخ الرقص في مصر.

 

من وحي اللغة المصرية القديمة، احتفظت بعض الكلمات بما يشير إلى «الرقص» أو التي  تصف بشكل نادر طبيعة الرقصات التي كانت تؤدى بها، فكانت الكلمة الأشهر «ibᵌ» أو التي تعني «أن يرقص». 

 

وبحسب ما توفر من رسوم ثنائية الأبعاد تخص الراقصين من مصر القديمة، ومصدرها جدران المعابد والمقابر أو حتى المناظر المرسومة على قطع الأوستراكا أو البردي، فإن هذه الرسوم ارتبطت بتقاليد الفن المصري القديم؛ لكنها لم توفر مساحة كافية من المرونة لإظهار مدى الانسيابية التي يتم تأديتها أثناء الرقص. 

 

ووفقًا للدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، فإن المناظر المصورة للرقص لم يكن الغرض منها التسجيل بهدف إعلام المشاهد بالرقصات أو طبيعتها؛ لكن كان الهدف منها أغراض أبعد مثل التعبير عن طقوس عبادة للإله، أو كمراسم لتسهيل عملية المرور للعالم الآخر.

 

حضارة «محافظة»

 

لأكثر من ثلاثة آلاف عام، استمرت الحضارة المصرية القديمة كواحدة من الحضارات المحافظة، لكن يجب الإشارة إلى فكرة أنه طرأت تغييرات وتطورات للرقص على مدار هذه الحضارة، بحسب الدكتور عبد البصير.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| توم وجيري.. كارتون فرعوني سبق «ديزني» بآلاف السنين

 

ولعل أقدم مناظر للرقص في مصر القديمة، التي ظهرت على القطع الصخرية والأواني الفخارية من عصر ما قبل الأسرات، وهناك كذلك مناظر للرقص من عصر الدولة القديمة تظهر مغنيين وراقصين في مشهد جنائزي عند مدخل أحد المقابر.

 

 

حتحور وبس

 

أما في عصر الدولة الوسطى فالمناظر المصورة في مقابر بني حسن ودير الجبراوي تظهر حركات تبدو أكروباتية أكثر من كونها حركات رقص، بالإضافة إلى أنه يما يخص الآلهة فقد ارتبط بعضهم بالرقص أمثال الإلهة حتحور وابنها حورس الصغير «ihy» فقد ارتبطا بالموسيقى والرقص. 

 

وظهر الراقصون يحملون أدوات موسيقية مخصصة ومقدسة للإلهة حتحور، وكذلك ارتبط الإله «بس» بالرقص، وقد ظهر يقوم بالرقص ويعزف آلات موسيقية، وربما كان هذا إشارة واضحة للمشاهد  التي صورت الأقزام يقومون بالرقص.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| أجمل نساء الأرض.. أسرار الفرعونيات مع «الكُحل والروج»

 

ورغم أن أغلبية المناظر التي تبقت الخاصة بالرقص من مصر القديمة تعبر عن طقوس دينية أو شعائر جنائزية، إلا أن هذا ليس دليل قاطع بأنه أقتصر فقط على هذه الشعائر بل بالضرورة كان له وجود أساسي في الحياة اليومية للمصري القديم. 

 

وفي عدد من المناظر ظهرت الراقصات في المآدب يرقصن على أنغام العازفين، كما ظهرت الراقصات يرتدين القلائد والأساور والأقراط، واضعات مكحلات الأعين؛ حيث بدا من تعبيرات وجوههن أنهم محترفات.