«من التوقيع للإلغاء».. القصة الكاملة للاتفاق النووي الإيراني

صورة أرشيفية من توقيع التفاق في لوزان
صورة أرشيفية من توقيع التفاق في لوزان

«اتفاق تاريخي».. «الأسوأ في التاريخ».. وصفان متناقضان يطلقان على الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم اتفاق لوزان والذي تم توقيعه في إبريل 2018.

وعاد الاتفاق النووي مرة أخرى للساحة الدولية بعد الجدل المُثار حول أهمية، بالإضافة لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده منه بل وعودة العقوبات على طهران مرة أخرى، وهو ما ردت عليه الدول الأوروبية ببيان استنكار مشترك.


وتستعرض بوابة أخبار اليوم خلال التقرير التالي القصة الكاملة لاتفاق لوزان النووي من بداية المفاوضات المُتعثرة حتى التوقيع عليه.


إطار عمل الاتفاق 


الاتفاق النووي الإيراني المعروف بـ «اتفاق لوزان النووى»، تم التوصل إليه بعدما عقدت إيران ودول الـ«5+ا»،  مفاوضات طويلة خلال الفترة من 26 مارس حتى 2 أبريل 2015، بمدينة لوزان السويسرية.


18 شهرًا كاملا من الاجتماعات المتقطعة في «جنيف، فيينا، نيويورك ولوزان» أدت للوصول إلى الاتفاق التاريخي الذي أنهى عصر كامل من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران مقابل أن تحترم إيران التزاماتها أمام منظمة الطاقة النووية.


وأنهى الاتفاق النووي أزمة استمرت 12 عاما حول «برنامج إيران النووي»، وكانت الاتفاقية مبنية على اتفاق جنيف الابتدائي الخاص بالبرنامج النووي الإيراني، الذي كان اتفاقًا تم توقيعه في 24 نوفمبر 2013. 


بنود الاتفاق
-    زيادة مدة إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع قنبلة نووية حتى عشر سنوات كحد أقصى بدلا من شهرين.
-    خفض إيران لعدد أجهزة الطرد المركزي بنسبة الثلثين خلال عشر سنوات. 
-    تقليل تخصيب اليورانيوم في المنشآت الإيرانية 3.67% خلال 15 عامًا.
-    عدم بناء إيران أي منشآت نووية جديدة طيلة 15 عاما.
-    تكليف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة منتظمة لجميع المواقع النووية الإيرانية.
-    تمكين مفتشي الوكالة من الوصول لمواقع عسكرية غير نووية.
-    الإبقاء على العقوبات الأمريكية المفروضة على الأسلحة لمدة 5 سنوات.
-    رفع كل العقوبات الأمريكية والأوروبية ذات الصلة بالبرنامج النووي الإيراني، على قطاعات الطاقة.

ودخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ في يناير 2016، تحت إشراف «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وأدى ذلك إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران والمتعلقة بتطوير الطاقة النووية، بما في ذلك العقوبات المتعلقة بالمعاملات المالية والتجارة والطاقة. 


ردود الأفعال الدولية


قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن التوصل لاتفاق نووي أولي بين إيران والقوى العالمية يوفر أساساً جيداً للتوصل لما قد يكون اتفاقاً شاملاً فيما بعد.


ووصف رئيس الدبلوماسية الألمانية الاتفاق النووي بـ «الخطوة الكبيرة والمهمة»، مشيرا إلى أن المفاوضات «كانت صعبة وعسيرة».


بينما دعا وزير الخارجية الصيني أطراف المفاوضات إلى الحفاظ على الاتفاقات الموجودة وتهيئة الظروف المناسبة وإزالة العقبات أمام اكتمال هذه العملية التاريخية قائلا «نحن نرحب بالتوصل إلى تفاهم في المفاوضات حول القضية الإيرانية، إن ذلك نبأ جيد للعالم المعاصر. وبذلت السداسية وإيران من أجل ذلك جهودا كثيرة ووضعتا من خلالها أساسا لإعداد اتفاقية شاملة».


بينما هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق النووي الإيراني بالخطأ التاريخي الذي يهدد بقاء بلاده.


الانسحاب الأمريكي


في 8 مايو 2018 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني لينفذ واحدة من أكثر الوعود الانتخابية التي كان يتحدث عنها خلال فترة المناظرات الرئاسية.


وكان ترامب يصف الاتفاق النووي الإيراني بأنه اتفاق سيء بل وهو الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.


ومنذ أيام أتخذ ترامب خطوة أكثر عدوانية تجاه طهران بعدما أعلن عن فرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها، وهو ما يعني وفاة الاتفاق النووي.


وأصدر الاتحاد الأوروبي ودول بريطانيا وألمانيا وفرنسا بيانًا استنكروا فيه العقوبات الأمريكية وأكدوا التزامهم بالاتفاق الموقع في لوزان رغم انسحاب الولايات المتحدة منه.