حوار| رئيس جمعية تطوير المناهج: تعدد أنواع التعليم خطر يهدد الشخصية المصرية

د. محمود كامل خلال حواره مع «الأخبار»
د. محمود كامل خلال حواره مع «الأخبار»

الكتب الدراسية بريئة من التطرف الفكرى


مطلوب غرس الهوية الوطنية فى أبنائنا.. وإبراز دورنا الحضارى


انتهى زمن التلقين.. ولابد من تطوير المعلمين

 

د. محمود كامل الناقة، يكفى أن تسرد الاسم أمام الجامعيين أو التربويين فى مصر والعالم العربى لتجد من يُخبرك بمؤلفاته العلمية التى أسست لأساليب وطرق التدريس وتطوير المناهج فى مصر والعالم العربي، فهو شيخ التربويين الحاليين وأستاذهم بلا منافس، وهو أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، وعضو مجمع اللغة العربية، وغيرها من المناصب التى يُفضل عليها دومًا أنه رئيس للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس. 

 

إنه موسوعة علمية وتربوية وإعلامية، يملك ذاكرة حديدية مليئة بمواقف وأسرار مع أساطين الصحافة المصرية: محمود أمين العالم، ومصطفى أمين، وموسى صبري، وأنيس منصور، ومحمود عارف، وغيرهم.. الكثير من المناقشات حول المناهج وكيفية مواكبتها للواقع الوطنى الجديد فى هذا الحوار...

 

دائما ما تفتخر بأعمال الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس.. ماذا قدمت الجمعية للحياة العلمية.. وكيف استفادت وزارة التربية والتعليم من ذلك فى المنظومة الجديدة؟


- جمعية تطوير المناهج تضم كوكبة من أفذاذ التربويين المصريين، كما أنها أقدم جمعية علمية تربوية فى مصر والبلاد العربية، حيث أصدرت 234 عددًا من مجلتها العلمية تتضمن مئات البحوث والدراسات، وعقدت ستة وعشرين مؤتمرًا كلها تناولت المعنى الشامل لمصطلح المنهج التعليمى حيث خصص كل مؤتمر لدراسة مكون من مكونات المنهج وبحث تطويره، وهى جمعية لا تقبل التبرعات وتعتمد فقط على إسهامات أعضائها لإقامة الندوات والمؤتمرات العلمية، كما أن لدينا ورشة عمل كبرى لكل أساتذة التربية الشهر المقبل حول تطوير البحث التربوى والتخطيط العلمى له والارتفاع بمستواه بمصر مع التدريب على طرائق التدريس الحديثة والمعاصرة..

 

ومع كل هذا فإن وزارة التربية والتعليم- للأسف الشديد- لا تستعين ببحوثنا فى تطوير المناهج، أو تأخذ حتى بآرائنا فيما تقوم به من تطوير، ولو من باب الاستشارة، وأنا أدعو للالتفات إلى هذه الجمعيات العلمية المهمة لأنها كنز وطنى وعلمى تجب الاستفادة منه.


أمة فى خطر


يدرك الجميع أن المناهج الدراسية هى الأساس لأى نهضة وطنية منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية (أمة فى خطر).. فهل ترى أننا الآن فى حاجة لمثل هذا الإعلان؟


- المنهج لا يعنى الكتاب أو ما يدرسه الطالب فى فروع العلم المختلفة المقررة عليه فى أى صف دراسي، ولكنه يعنى كل ما تهيئه للطالب لكى يتعلم ويكتسب الخبرة الكاملة من معلومات ومعارف ومهارات وقدرات تفكير ونقد وإبداع إلى جانب القيم والاتجاهات التى يتخلق بها المجتمع ويحافظ عليها.

 

ولعل هذا يعنى أن المدرسة بكل ما فيها من مبانٍ ومعامل وملاعب وحجرات نشاط وحجرات دراسية، وكل ما فيها من معلمين وإدارة وتوجيه، وكل ما ينبغى أن يتوافر بها من وسائل الإمتاع والاستمتاع بالعملية التعليمية وأيضًا كل ما يقدم للطالب من معرفة، أى أن المنهج هو جماع كل هذه المكونات ومن ثم تصبح المناهج الدراسية هى التعليم وعليه نستطيع أن نقول إذا صلحت المناهج صلح التعليم وإذا توافرت لها عوامل الجودة تحققت جودة التعليم، ومن ثم وبمنطق العلاقات الوثيقة تتحقق نهضة الأمة.

 

فإذا قلنا إن هناك (أمة فى خطر) نتيجة لتخلف مناهجها التعليمية فنحن بالفعل أمة فى خطر، فمناهجنا بالمعنى الواسع والعلمى عقيمة وغير صالحة، محصلتها التعليمية لدى أبنائنا تهدد نهضتنا بالخطر الداهم، ونعتقد جازمين أن الإحساس بالخطر يؤدى إلى التحفز بمجابهته وصده، وهو فى الحقيقة ما تشعر به الأمة المصرية الآن وتحاول أن تتصدى له وتمنعه.


دراسة الواقع


تعمل الدولة (بجهد وافر) على تفكيك المناهج وإعادة تركيبها لتناسب الواقع، هل ترى أن ذلك كافٍ لبناء فكر جديد؟


- الأمر فى حقيقته ليس تفكيك مناهج وإعادة تركيبها الأمر يتطلب عدة عمليات هى دراسة الواقع وتحديد جوانب تخلفه وقصوره، وفى ضوء ذلك نحدد دوافع لإعادة بناء المناهج وتطويرها، ومن ثم نحدد الأسس العلمية لهذا البناء والتطوير، وفى ضوء دراسة الواقع وتحديد دوافع ومبررات إعادة البناء والتطوير، ووضع الأسس العلمية نقوم بوضع خطة علمية محكمة لتطوير المناهج تتضمن أهداف التطوير وخطواته ومسئولياته وبرنامجه الزمنى وتكلفته المادية وما يتطلبه الأمر من تجريب ثم التحديد الواضح والكفء للتنفيذ.. وبهذا تصبح مجهودات الدولة لتطوير مناهج التعليم عملية علمية أكبر وأشمل من أن تكون عملية تفكيك وإعادة تركيب.


محتوى معاصر


إذن ما الذى ينقص المنظومة التعليمية الحديثة لتسهم فى إذكاء الحالة العقلية للطلاب؟


- ينقص كل هذا التصور العلمى الذى طرحناه سابقًا، لأنه بدون هذا التصور أصلًا لا نستطيع أن نحدد ما ينقص لإذكاء الحالة العقلية للطلاب.. أما إذا اجتزأنا هذا الإذكاء فإننا نقول إن ما ينقصنا هو محتوى تعليمى معاصر قائم على الحوار والأخذ والعطاء وإتاحة الفرصة لإبداء الآراء والتوجهات المختلفة، ومن ثم معلم كفء متمكن من المعرفة فى تخصصه، متمكن من طبيعة عمليتى التعليم والتعلم ومن ثم فهم طلابه، ثم كفاءة استعمال مداخل تدريسية وطرائق واستراتيجيات وأساليب وفنيات لا تلقن الطلاب بقدر ما تساعدهم وتوجههم إلى التعلم معتمدين على ذواتهم وممارساتهم.


مواجهة التطرف


هل ترى أن المناهج الدراسية الحالية قادرة على مواجهة التطرف فى الفكر عند بعض الطلاب؟


- لابد أن نسلم بأن المناهج حتى بمعناها الضيق وهو الكتب والمقررات الدراسية قادرة على تحقيق أى هدف تعليمى ومنها مواجهة التطرف الفكرى خاصة إذا ما وفرنا ما جاء فى إجابة السؤال السابق مما ينقص المناهج لإذكاء الحالة العقلية للطلاب، فالتطرف الفكرى حالة عقلية وأتصور- على عكس ما هو شائع- أن مناهجنا الآن ليس فيها ما يؤدى إلى التطرف الفكري.

 

وإذا كانت هناك فلتات من ذلك فى مقررات التربية الدينية أو بعض موضوعات القراءة فقد استُدرك ذلك وأعتقد أن العمل جار الآن على علاجها والتخلص منها، إلا أن الأمر ليس موكلًا للمناهج التعليمية ومن الظلم أن نحملها ذلك، فالتربية الأسرية والمجتمعية والظروف الثقافية المحيطة بالطلاب أقوى أثرًا فى إحداث التطرف الفكرى أو فى محاربته من المناهج التعليمية.


يعتقد البعض أن تطوير المناهج وحده غير كاف فى ظل وجود علاقة متوترة بين الطالب والمعلم.. ما رأيك؟


- عند تطوير المناهج بالمعنى الشامل لابد أن تؤخذ العلاقة بين طرفى العملية التعليمية فى الحسبان، ومن هنا تركز خطط تطوير المناهج على إعداد المعلم وتدريبه وفى مقدمة أهداف هذا الإعداد والتدريب تنمية قدرة المعلم على فهم طلابه وإقامة جسرٍ بينه وبينهم وهو الألفة والمحبة والاحترام المتبادل، وأن يرى الطلاب فى معلمهم كفاءة علمه وثقافته وتدريسه وقيمه.. وبالطبع إذا لم يؤخذ هذا الأمر الخاص فى الحسبان فلن يجدى تطوير بقية جوانب المنهج فى نجاح المنهج المطور فى تحقيق أهدافه.


لا علاقة!


يتحدث الجميع الآن عن تطوير الخطاب الديني.. أين صدى هذا الخطاب على المناهج الحالية؟


- لابد أن ننتبه إلى أننا نحمل مناهج التعلم العام المدنى مسئولية ما لا علاقة لها به.. فما علاقة هذه المناهج بالخطاب الدينى وهى علاقة على ما يبدو وثيقة بمناهج وبرامج لمؤسسات الوسائط التعليمية الدينية مثل الأزهر الشريف والمساجد والكنائس، وليس فى المناهج المدنية بما يتصل بهذه القضية سوى مقررات التربية الدينية وهى الآن على ما أعتقد مختصرة وهامشية ودورها يكاد أن يختفى فيما يتصل بتطوير الخطاب الدينى لأنها فى الأصل غير مهيأة لذلك.

 

ثم ما الدلالة المحددة الإجرائية الواضحة لمصطلح (الخطاب الديني) فعلى كثرة ما كُتب أنا شخصيًا لا أعرف هذه الدلالة بشكل علمى حتى أحققه، ولذا فكل الجهات المسئولة عن تطوير الخطاب الدينى لا تستطيع أن تحقق هذا لأن المسئولين عن هذا المصطلح لم يقدموا شيئًا ملموسًا عمليًا للمفهوم كما لم يقدموا شيئًا عن وسائل وأساليب تحقيقه.

 

فأرجو ألا نقحم مناهج التعليم العام المدنى فى هذه القضية، وكل ما ينبغى أن نشير إليه هو أن على هذه المناهج فى مقررات التربية الدينية أن تبتعد بالدين عن القضايا السياسية وقضايا اختلاف الأديان وتركز على القيم الدينية التى ينبغى أن يتحلى بها كل أفراد هذا المجتمع بصرف النظر عن أديانهم وعقائدهم.


ألا يؤدى اختلاف أنواع الدراسة بين الأزهر والتعليم العام، بل واختلاف أنواع التعليم والمدارس إلى تشتيت عقليات الطلاب؟


- هذه قضية كبرى فى التعليم المصري، وأظن أنه لا يوجد شبيه لها فى معظم دول العالم. فالأمة حريصة على هويتها والخصائص المشتركة لمواطنيها والمستهدفة دائمًا من تعليمها ترسيخ قيمة الولاء والانتماء عند أبنائها لا يمكن أن تقبل تعدد أشكال التعليم وأنظمته وأنواعه التعليم كما هو حادث فى مصر.

 

فالمسألة لا تقتصر على تشتيت عقول الطلاب، إنما تتعدى ذلك إلى تشتيت هويتهم وتفتيتها وانهيار وحدة الشخصية المصرية فالتعليم العام يصبغ الطلاب بصبغة معينة، والتعليم الأزهرى يصبغ خريجيه بصبغة أخرى، والتعليم الخاص تعليم الأغنياء يخرج أفرادًا مختلفين عن النوع السابق، والتعليم الأجنبى وهو غالبًا ما يكون تعليم الأثرياء يعطينا أفرادًا مختلفين عما سبق، مما يجعلنا نتساءل أين الانسان المصرى المطلق؟ أين وحدة الشخصية المصرية؟ أين الانتماء الواحد؟ ولمن؟!! .

 

سنجد العديد من الشخصيات لا يجمعها سوى أنهم يعيشون فى مصر ولكل منهم شخصية مختلفة عن الأخرى ومن ثم ولاء وانتماء مختلفان، ولا أبالغ إذا قلت هذا تمزيق للشخصية المصرية وهدم لعنصر المواطنة المصرية ومن ثم ضياع للهوية، ومن ضاعت هويته ضاعت حياته، من هنا ندرك خطورة تعدد أشكال التعليم وأنواعه ومناهجه فى وطن واحد.


وإلى أى مدى تصبح تلك الشخصيات المختلفة خطرًا على قيمة قبول الآخر؟


- قيمة قبول الآخر ستنهار، لأن تعدد أنواع التعليم يُقلص من فرص قبول الآخر بالمعنى الواسع، حيث لوحظ أن خريجى كل نوع تتكون لديهم عوامل رفض لخريجى النوع الآخر وعدم قبولهم وهو أيضًا من عوامل ضياع الهوية بمعناها العام، وفى الحديث عن الهوية من حيث أيهما أقوى الهوية الدينية أم الوطنية؟ .

 

نقول: الهوية أشمل من أن تكون هوية دينية أو هوية وطنية، فالهوية جماع مكونات عديدة منها المكون المعرفى والثقافى والدينى والتاريخى واللغوي.. وأى مكون من هذه المكونات منفردًا لا يكون هوية على الإطلاق لذا فمن الخطأ أساسًا أن نطلق على مكون واحد مصطلح هوية.


العمود الفقرى


لم يعد التركيز على الهوية الوطنية رفاهية.. كيف نعمل على دعمها فى مناهجنا الدراسية؟


- علينا أن ننظر إلى مناهج التعليم باعتبارها المدخل الأساسى والعمود الفقرى لاكتساب الهوية الوطنية والحفاظ عليها، فالمناهج التعليمية هى التربة التى نعدها والبيئة التى نهيئها ونتعهدها بالرعاية لنغرس فيها نبتنا- المتمثل فى أبنائنا- لينمو هذا النبت من خلال امتصاص المعارف والقيم والمهارات والتاريخ والثقافة التى تحملها هذه المناهج معبرة عن حياة المجتمع وتراثه وتطلعاته فينتسب إلى هذه الحياة ويتجذر فيها ويكتسب هويته منها فينتمى لوطنه ويكرس له ولاءه، وتصبح هويته وطنه، ووطنه هويته.

 

وما أضيع الإنسان عندما يفقد هويته، وما أشقاه عندما تصاب بالضياع عندما يتم العبث بالمناهج التعليمية لتتخلف وتنهار، من هنا يصبح الحديث عن المناهج التعليمية والهوية حديثًا له قدره وتقديره.


وما الأهداف المرجو تحقيقها لطلابنا حين ينتبه المجتمع إلى قوة هويته الوطنية؟


- المجتمعات تتوسل بالمناهج التعليمية من خلال التربية النظامية لتحقيق ثلاثة أهداف كبرى فى مقدمتها بناء الهوية وترسيخها والحفاظ عليها، هذه الأهداف هي: تنمية الهوية والحفاظ عليها ومن ثم غرس الولاء والانتماء للوطن والمجتمع، والحفاظ على مقومات حياته ووحدته، وترسيخ القيم العليا بمفهومها الشامل إذ تمثل مقومًا رئيسيًا من مقومات الهوية، وكذلك الإعداد لمسايرة التطور العلمى والتكنولوجى والإسهام فيه وهو أيضًا أمر يمثل أحد المكونات الرئيسية للهوية وإلا أصبح مفهوم الهوية مفهومًا جامدًا ومتخلفًا.

 

وهذه الأهداف التى ترى أن الهوية ليست الاسم والجنس والمولد والعمل وإنما هى بشكل رئيسى ثقافة الإنسان وانتماؤه أى كينونته ووجوده وعمود الخيمة لحياته وحياة مجتمعه ولهذا تصبح المناهج التعليمية وسيلتنا الرئيسية لبناء الهوية أى كيان الإنسان وحياته.


هوية الإبداع


ولكن كيف تحقق المناهج هذه الأهداف ليكتسب الأبناء هوية ثقافتهم ومجتمعهم ووطنهم؟


- يتحقق هذا من خلال المقررات التعليمية، والأنشطة: مناهج تعليم اللغة القومية: وكيف تغرس فى نفوس أبنائنا حب اللغة القومية والاعتزاز لها والإحساس بأنها أداتنا للوحدة وأداتنا للتفكير وأداتنا للارتباط بتراثنا والتعامل مع طبيعة العصر، وأداتنا للإبداع لأن أى أمة بلا إبداع أمة بلا هوية.

إن الحديث عن تعليم اللغة حديث عن اللغة والهوية والولاء والانتماء والوحدة الوطنية. لذلك لابد أن تحرص مناهج تعليم اللغة العربية على الاهتمام بإبراز مكانة لغتنا بين اللغات وتقديم وجهها المبدع من خلال أدبها ومن خلال تراثها وجمالها وقدرتها على أن تكون لغة اتصال ولغة إبداع ولغة علم.. ومن اللغة أيضًا مناهج الأدب التى تكشف للمتعلم فنون الأدب فى لغته وتراثها وجمالها فتنمو لديه حاسة التذوق لمنتج شعرائه وأدبائه قصاصين وروائيين ومسرحيين فيعتز بهم وينتمى إليهم ومن ثم ينتمى لوطنه وترسخ هويته وولاءه وانتماءه.


وما الدور الذى يجب أن تقوم به المواد العلمية فى تعميق الشعور بأن الوطن يسهم بالفعل فى خدمة الإنسانية؟


- بالطبع لا بد من إبراز دور علمائنا ومؤسساتنا العلمية ومراكز البحوث فى مناهج العلوم التى تكشف عن تقدمنا العلمى وإضافتنا للحضارة العالمية، وتنمية شعور المتعلمين نحو العلم والعلوم، وفى هذا السياق من المهم أن تهتم هذه المناهج بتاريخ العلم، وتتبنى أحدث نظرياته والعمل على تحقيقها على أرض الوطن.

 

من هنا يمكن أن يشعر المتعلم بقدر وطنه فينتمى له ومن ثم تنمو هويته وترسخ، وكذلك مناهج الرياضيات: وكيف ترتبط بواقع وظائفها فى المجتمع، وتمكن أبناءنا من توظيف تعلم الرياضيات فى قضايا تنمية المجتمع وفى تطوير التعامل الرياضى اليومى فى حياة الناس وفى اكتساب التفكير الرياضى المنطقى وفى الإحساس بدور الرياضيات فى حياة المجتمع وحل مشكلاته مما ينعكس على المتعلم حبا فى تعلم الرياضيات والإحساس بتقدير دورها فى مجتمعه ووطنه فيعتز وينتمى ويشعر بقيمة هويته.


لا بد من السؤال حول المنهج المدرسى الدينى وكيف يتم استغلاله فى تثبيت محبة الوطن فى قلوب التلاميذ، خاصة مع دعوات المتطرفين بأن الهوية الدينية أقوى من الهوية الوطنية؟


- الحديث عن الدين والقيم العليا وعلاقة ذلك بالهوية أمر يبرهن على أن مناهج دراسة الدين وما يتضمنه من قيم خلقية سامية تتيح الفرصة لأن تتكون لدى المتعلم منظومة قيمية وسلوكًا ينم عن هوية راقية، هوية تعبر عن اتصاف حاملها بالخلق القويم والسلوك المهذب والاتجاهات الإيجابية نحو كل ما يرتقى بالمجتمع والوطن، إلى غير ذلك مما يكسب المتعلم اعتزازًا بهويته ومن ثم وطنه فتصبح الهوية عنده وطنا، ويصبح الوطن عنده هوية.