ورش تجديد الأتوبسيات.. «خلية نحل» في جسر السويس

ورش تجديد الأتوبيسات - تصوير محمد يوسف العناني
ورش تجديد الأتوبيسات - تصوير محمد يوسف العناني

- الورشة تجدد شباب 30 أتوبيسا متهالكا شهريا بتكلفة 21 مليون جنيه


أتوبيس النقل العام، عمره الافتراضى وفقا لتوكيل الشركة المصنعة له 6 سنوات فقط، بعدها يحتاج إلى الدخول إلى ورش جسر السويس، هذه الورش يدخل إليها الأتوبيس منتهى الصلاحية، يخرج منها كأنه جديد ولم يعمل من قبل، هذه الورش تضم كافة التقنيات والأدوات التى تحتاجها إعادة تجديد الأتوبيس، تستقبل شهريا أكثر من 30 أتوبيسا يكون « ميت إكلينيكا « يخرج بعد شهرين ونصف « جديدا « يتم تجديده بالكامل « شكلا ومضمونا « وتتكلف عملية التجديد هذه حوالى 700 ألف جنيه للأتوبيس الواحد، أى حوالى 35% من قيمة الأتوبيس الجديد، ليصبح إجمالى التكلفة لعدد 30 أتوبيسا شهريا حوالى 21 مليون جنيه.

 

«الأخبار» داخل أكبر مجمع لورش أتوبيسات النقل العام بجسر السويس، وهى أكبر ورشة فى الشرق الأوسط، عندما تطأ قدماك هذه الورشة ترى الأتوبيسات تقف فى انتظار دورها للدخول إلى مرحلة التجديد.. الجميع داخل هذه الورش يعمل لتجد صورة مشرفة أشبه ما تكون بــ «خلية نحل»، يجمعهم هدف واحد، وهو إعادة كفاءة آلاف الأتوبيسات وإصلاحها وإحلالها وتجديدها، تلك الورش تصنع كل شيء وكل جزء فيها فى ورشها المخصصة لذلك، لإجراء العمرة الكاملة بدءًا من مرحلة الفحص الفنى الشامل وتحديد النواقص كافة وثانيًا مرحلة فك الأتوبيس، واستبدال قطع الغيار القديمة بأخرى عالية الجودة، بعد اختبارها بشكل متكرر فى «ورش الميكانيكا» ويلازمهم فى ذلك الأمن الصناعى ومهامه تتلخص فى مراقبة عملية التشغيل والتدخل وقت اللزوم بأكثر من 35 اسطوانة لإطفاء الحرائق وتعمل على مرحلتين، فى ظل وجود «كومبروسر» وهو منظومة التهوية الملائمة لمد جميع الورش بالهواء المضغوط، وثالثًا مرحلة تصنيع الكراسى الخشبية والمقابض الحديدية والشبابيك والأنوار الداخلية فى ورشهم الإنتاجية، والدهان الداخلى والخارجى لهيكل الأتوبيس داخل الـ «5 كبائن للدهان». ورابعًا: مرحلة التشطيب النهائى. وخامسًا: مرحلة التجميع الكامل لأجزاء الأتوبيس. وسادسًا مرحلة الاختبارات على الطريق للتأكد من صلاحية قطع الغيار الجديدة للتشغيل، كل ذلك يتم بعد الحصول على أمر تشغيل كتابى من الإدارة المركزية للشئون الفنية.
إدارة منظمة
التقينا المهندس أحمد البرعى رئيس الإدارة المركزية لورش جسر السويس، التابعة لهيئة النقل العام، وأكد لنا أن هيئة النقل العام تدار الآن بشكل مدروس ومنظم وفقًا لرؤى واضحة وطموح، والأتوبيسات العاملة على خطوط خدمات النقل العام التى تخدم قطاعات واسعة من سكان القاهرة الكبرى، وهى بمثابة العمرة الكبرى التى تختلف عن سابقيها، حيث تستطيع جميع الورش استيعاب أكثر من 200 أتوبيسًا، لأن مساحة الورشة 69 ألف متر مربع، وتتكون من 5 خطوط لدعامات أتوبيسات النقل العام، وهى المسئولة عن التجديد الشامل للأتوبيس بعد تشغيله لمدة 6 أعوام.. وتتوافر لدينا كافة قطع الغيار، ومعظمها يتم تصنيعه بأيدى العمالة المصرية وبجودة عالية، وأضاف فمثلًا: موتور الأتوبيس يستطيع قطع مسافة 3 آلاف كيلومتر، كما يصنع «الفتيس»، والمحاور الأمامية والمحاور الخلفية، بخلاف باقى أجزاء الأتوبيس، وينتج كل خط 30 أتوبيسًا شهريًا، كما توجد محطات للوقود والمياه والكهرباء بالمكان، باعتبار أن تلك الورش مجهزة على أعلى مستوى.
وأشار أن ورش جسر السويس تعتبر من أكبر الورش فى الشرق الأوسط، والتى أنشئت عام 1990، حيث يمكنها إحلال وتجديد 5 سيارات بشكل يومى، ورفع كفاءة ما يزيد على 80٪ من الأتوبيسات داخل ورش، مؤكدا أن الورشة تستقبل 30 أتوبيسا شهريا، يتم إجراء عملية إعادة تجديد شاملة لهم، ليعود الأتوبيس كما لو كان جديدا، ويتكلف الأتوبيس الواحد حوالى 35 % من سعر الأتوبيس الجديد، أى حوالى 700 ألف جنيه للأتوبيس الواحد، ويعمل الأتوبيس أكثر من سنتين ونصف يعمل بكامل طاقته وكفاءته، أى أن إجمالى تكلفة إعادة صيانة الـ 30 أتوبيسا شهريا حوالى 21 مليون جنيه.. وهذه التكلفة كبيرة ولكنها مهمة والعائد المادى من ورائها كبير وأكد أن ازدهار ورش جسر السويس يرجع إلى مهارة 900 عامل فنى بجميع الورش، 20 مهندسًا بكافة التخصصات، بخلاف الملاحظين، وتقديرهم لعملهم، ومحاسبة المخطئ، ومكافأة المتميزين بشكل سنوى، بإعطائهم شهادة تقدير لتفوقهم فى مهامهم الموكلة إليهم ناهيك عن صرف مكافآت مالية.
وقال إن زيادة الأيدى العاملة الماهرة يعد أولى خطوات الإصلاح من قبل الهيئة، حيث تتم متابعة المشكلات التى قد تطرأ على الأتوبيسات أثناء سيره، وتحسين الأداء التشغيلى، وزيادة الإنتاج، والتصنيع بأعلى مستوى من الكفاءة والجودة والسلامة المهنية - بأفكار مصرية - بما يقدم خدمة أفضل للجمهور، وتعظيم موارد الهيئة، وخفض استيراد الخامات وقطع الغيار من الخارج، وتوفير العملة الصعبة خاصة فى الظروف الراهنة، وزيادة الأيدى العاملة الماهرة، ويتم تكثيف دورات تدريب العمالة بشكل مستمر.
تصنيع قطع الغيار
ويقول المهندس محسن عبد الغفار مدير الشئون الفنية بالورش إننا نقوم بصناعة أكثر من 700 قطعة غيار على أيدى الفنيين والعمال بالورش، بدلا من استيرادها، ويتم ذلك بالتعاون مع قسم الأبحاث والتطوير، لأن قطع الغيار أصبحت أسعارها مرتفعة التكاليف وعند طلبها من الوكيل ننتظر بالشهور وأضاف أن عمليات التصنيع التى نقوم بصناعتها تتمتع بجودة عالية وأضاف أننا نقوم بفحص قطع الغيار ونقوم بصناعتها فى وقت قياسى وأضاف أن الهيئة قامت بعمل معرض لقطع الغيار التى تم تصنيعها ولاقت قبول الجميع وأوضح أن قطع الغيار التى نصنعها يزيد عمرها الافتراضى عن القطع التى نستوردها ثلاثة أضعاف، واستطعنا توفير أكثر من 40 مليون جنيه لهيئة النقل العام، من خلال تصنيع قطع غيار داخل ورش جسر السويس.
 

 

 

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا