ظاهرة ينتظرها العالم مرتين سنويًا.. «الشمس» تداعب وجه رمسيس مجددًا

«تعامد الشمس» على معبد أبو سمبل للفراعنة حسابات أخرى
«تعامد الشمس» على معبد أبو سمبل للفراعنة حسابات أخرى

تحتفل محافظة أسوان بظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، غدًا الأحد،  بالمعبد الكبير بمدينة أبو سمبل، وتجسد إعلان بدء موسم الحصاد وجلوس الملك الإله رمسيس علي العرش.


قام الفراعنة بحسابات فلكية متطورة أثناء بناء المعبد وحدد مكان قدس الأقداس بحيث لا تدخله الشمس إلا في يوم الواحد والعشرين من أكتوبر، بداية موسم الزراعة وولادة الملك الآله رمسيس، والواحد والعشرين من فبراير يوم تتويجه على العرش.

 

تم إنقاذ معبد أبو سمبل من الغرق بمياه السد العالي و نقل من مكانه الأصلي إلى مكان يرتفع عن مستوى نهر النيل بحوالي 200 متر في عام 1964، فتم تقطيع المعبد إلى قطع مرقمة ومن ثم إعادة بناءها مرة أخرى.


تسببت عملية النقل في تغيير أهم ظاهرة للمعبد ، فأصبحت تحدث في يومي الثاني و العشرين من فبراير و الثاني و العشرين من أكتوبر ، ويتزامن تعامد الشمس في شهر فبراير مع بداية موسم الحصاد أما في شهر أكتوبر فيتزامن التعامد مع بداية موسم الزراعة.

 

وتعتبر ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل هي اكتشاف قدماء المصريين لنقطة شروق الشمس من ناحية الشرق و نقطة غروبها من ناحية الغرب تماماً في الحادي و العشرين من شهر مارس ، ثم تتغير نقطة الشروق متجهة إلى الشمال كل يوم بمقدار ربع درجة تقريبا ، بناءً على ذلك أختار القدماء المصريون نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن تكرارها زمن قدره أربعة أشهر ، ثم شرعوا في بناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار التي تدخل منه أشعة الشمس من خلال فتحة ضيقة من ناحية الشرق على وجه رمسيس الثاني ، وسبب ضيق الفتحة حتي لا تسقط أشعة الشمس في اليوم التالي على وجه التمثال.


اكتشفت هذه الظاهرة عام 1874م من قبل المستكشفة الانجليزية إميليا إدواردز والفريق المرافق لها ، وقد قامت بتسجيلها في كتابها «ألف ميل فوق النيل».


في الصباح الباكر ليوم الثاني والعشرين من شهر فبراير تخترق الأشعة مدخل معبد أبو سمبل وتسير بداخلها بطول ستين متراً حتى تصل إلى الغرفة المسماة بـ «قدس الأقداس» ، وتضيء ثلاثة تماثيل، هم تمثال رع حور أختي وتمثال الملك رمسيس الثاني، و تمثال آمون رع ، ويظل التمثال الرابع في الظلام، وهو ما يعتبره مؤرخون دليلا على براعة المصري القديم، لكون التمثال الرابع هو للإله «بتاح» وهو اله الظلام فلا يجب أن يضئ.


وفي الساعة الخامسة وثلاثة وخمسين دقيقة في يوم الثاني و العشرين من أكتوبر يتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجه الملك رمسيس داخل حجـرته في قدس الأقداس ، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة ليضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس.

 

ويستمر التعامد لمدة عشرين دقيقة ، ويحضر هذا الحدث أكثر من ثلاثة آلاف زائر سنويا.