«الوعي الزائف».. خبراء يقدمون استراتيجية إعلامية لتشكيل وعي الشعب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ليلى عبدالمجيد: الاهتمام بالإعلام الوطني البناء «ضرورة».. وابعدوا عن «فيس بوك»

جمال النجار: الربح والإثارة والبيزنس هدف «الإعلام الخاص».. ونطالب ببرامج هادفة بقنوات الدولة

وصفوت: العالم يطالب «الأعلى للإعلام» برؤية متكاملة لإنهاء حرب الشائعات

 

«الوعي المنقوص والمزيف هو عدونا الحقيقي».. بتلك الجملة حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة، من الوعي المزيف وحرب الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تحولت إلى «لقمة سائغة» في حلق وسائل الإعلام الممولة المعادية للدولة، والتي تعتمد على التشخيص الخاطئ للأحداث والوقائع في مصر وتزييفها في محاولة لعزل الشعب المصري وخصوصًا الشباب عن المجتمع.

 

 وجدد الرئيس تحذيره من هذا النوع من المعلومات، مؤكدًا أهمية التعرف على الصورة الكلية للواقع الذي يعيشه المصريون، قائلا: «إذا كنا مهتمين بحفظ البلد وحمايتها يجب أن ندرك الصورة الكلية للواقع الذي نعيشه، بنسمع كلام كتير مترتب لكن لما نيجي نتكلم عن التنفيذ نلاقى المواضيع بعيدة عن هذا الكلام، ويا ما سمعت كلام مترتب عن واقعنا ومستقبلنا»، ليرمي الرئيس الكرة في ملعب الإعلام.

 

الإعلام.. وتشكيل الوعي

في هذا السياق، ترصد «بوابة أخبار اليوم» في هذه السطور، دور وسائل الإعلام في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي لدى المجتمع على لسان الخبراء في السطور التالية..

 

ترى د. ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام في جامعة القاهرة سابقاً، أن الوعي عملية تراكمية ويتكون من منظومة التعليم والإعلام وكذلك لثقاقة، موضحة أن تأثير التعليم والثقافة بعيد شيئًا ما، أما الإعلام فتأثيره يكون بشكل مباشر، لكونه ينقل لنا أحداث كل لحظة وكل يوم، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» والإعلام الالكتروني.

 

وقالت «عبدالمجيد» لـ«بوابة أخبار اليوم»: إن الوعي الحقيقي يمر بعدة مراحل، أولها توفير المعلومات كافية وصحية ودقيقة عن الحدث أو القضية وبعد ذلك تقديم فهم واضح من قبل وسائل الإعلام للحقائق والوقائع والأحداث لكي تكون دقيقة وموثقة، بعد ذلك شرح التداعيات والتفاصيل، ثم تكوين الآراء بالمعلومات والتعرف على الآراء الآخرى، ومن ثم تكوين الاتجاه والرأي السديد.

 

الوعى الزائف

وبالنسبة للوعي الزائف، أكدت أستاذة الإعلام أنه يتكون من المعلومات المغلوطة بوسائل التواصل الاجتماعي، وتكرارها بشكل مختلف حتى يعتقد الجمهور بها ويصدقها، لافتة إلى أنه يتم بناء عليه مواقف وسلوكيا غير حقيقة، مستطردة: هذا النوع من الوعي يضر الجمهور والشباب ويدمر المجتمع، كما يهمش الشباب ويحول مسارهم عن أهدافهم، كما يخلق نجوم زائفة مثل بعض الفنانين والراقصات ولاعبي الكرة بعيدًا عن التركيز عن تضحيات شهداءنا وجهود أطبائنا وامتيازات الطلبة المتميزين، متابعة: وبالتالي يكون وعي غير حقيقي يبعد المواطن عن أهدافه الحقيقية.

 

وشددت «عبدالمجيد» على ضرورة الاهتمام بالإعلام الوطني الذي يبنى الوعي الحقيقي ولا يزيفه، مضيفة: أما شبكات التواصل الاجتماعي زائفة، لكنها إذا قدمت معلومة سليمة فهي بالتأكيد تلعب دورًا مهمًا في بناء الوعي ليست منفصلة عن التعليم والثقافة، لافتة إلى أهمية الاهتمام بالمنظومة بالكامل وتحديثها لبناء الوعي المجتمعي الحقيق الذي يعبر عن المجتمع المصري، ويوضح ماذا نريد الوصول إليه مستقبلًا.

 

الربح والاثارة والبيزنس

أما جمال النجار، نائب رئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإسلامية، فذكر أن وسائل الإعلام الخاصة تعتمد على الربح والإثارة والبيزنس، فتجذ الجمهور بمعلومات تافهة تكون بعيدة كل البعد عن الأهداف التي تسمو إليها الدولة مستقبلًا، وتغرق الجمهور في قضايا تافهة وتشغلهم عن أهدافهم، فهو يهتم بالإعلان وليس الإعلام.

 

وشدد «النجار» في تصريحاته لـ«بوابة أخبار اليوم» على ضرورة الاعتماد على برامج تعليمية وتثقيفية، وعدم الاهتمام بمشاهير الفن والكرة غير الهادف، مع إجراء لقاءات وحوارات مع العلماء والمفكرين، والشباب وخصوصا من القيادات، وخلق قدوة صالحة للأجيال الجديدة.

 

قنوات الدولة.. وبرامج هادفة

وأكد على ضرورة الاهتمام ببرامج هادفة لخلق الوعي الحقيقي للشباب والمجتمع، مستطردًا: ويمكن سد هذا النقص بالقنوات التي تدشنها الدولة وهي قنوات ماسبيرو، فهدفها تقديم معلومة صحيحة للجمهور بعيدا عن الربحية، وهذا هو ما نحتاجه حتى لا ينصرف الشباب إلى وسائل التواصل التي تجذب اهتماماته بقضايا تافهة ومعلومات مغلوطة تكون وعي زائف لديه، وتشجعه على التقوقع في عالمه الخاص بعيدًا عن الدولة.

 

المؤسسات الإعلامية.. والرؤية الكاملة

فيما يرى الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن المؤسسات الإعلامية المصرية في حاجة إلى الرؤية المتكاملة  خلال الفترة الحالية، حتى يمكنها أن تقدم كل ما يحتاجه الجمهور من معلومات سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وبالتالي يمكنها أن تشكل الوعي المجتمعي.

 

وأضاف «العالم» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن القنوات الفضائية الآن تعتمد على «الترافيك» وتختار موضوعات ترتبط بالأحداث دون الاهتمام بتقديم مادة دسمة تشكل وعي المجتمع وخصوصا الشباب، فهي ليس لديها رؤية مسبقة عن ذلك، مشددًا على ضرورة التركيز على إعلام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة.

 

وذكر أن الشباب لجئوا إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تأتي في مقدمة وسائل الإعلام الحديثة للوصول إلى المعلومات والتي غالبًا ما تكون مغلوطة، لافتًا إلى ضرورة أن يهتم  الإعلام بالحصول على المعلومات السياسية، وكذلك تعريف الجمهور بالقضايا السياسية ليسهم في تكوين اتجاهات إيجابية تجاه المواضيع السياسية.

 

المعلومة السليمة.. ونهاية حرب الشائعات

وتابع: من المهم عرض المعلومة الصحيحة للجمهور وخصوصا ما يرتبط بالأحداث السياسية، بعد استقدامها من مصادرها الرسمية، وكذلك شرح كل تفاصيل القضية للجمهور، وأيضًا كل ما يدور حول الحدث أو المعلومة، بالإضافة إلى عرض مرجعية تاريخية لأحداث شبيهة وما حدث في وقتها، وأخيرًا تقديم كل الحلول الخاصة بأي مشكلة.

 

وطالب «العالم» في نهاية تصريحاته، المجلس الأعلى للإعلام بتقديم رؤية لسياسات يلتزم بها جميع القنوات ووسائل الإعلام لتقديم معلومة دقيقة للمصريين يتم على أساسها هزيمة حرب الشائعات التي تستهدف الدولة.

 

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي