الصديق الذي تحترمه روسيا 

الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الروسي  فيلاديميربوتين
الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الروسي فيلاديميربوتين

روسيا أمة عظيمة، انطلق منها أول إنسان خارج حدود كوكبنا إلى فضاء الكون الفسيح، هي من أكثر الأمم براعة في علوم الرياضيات العلم الأساس في كل ما نراه من تقدم بشرى، حاولت آلة الدعاية الأمريكية بالبروبجندا السوداء تسفيه تقدم الأمة الروسية لكن العالم وقف مذهولا عندما اكتشف أن الصواريخ الأمريكية التي تنطلق إلى محطة الفضاء الدولية حاملة المعدات تنطلق بمحركات عليها عبارة صنع في روسيا.

غضب الكونجرس غضبا شديدا واعتبر الأمر فضيحة لا يعلم عنها شيئا وان الولايات المتحدة منذ منتصف التسعينيات تستعمل المحركات الروسية، طالب الكونجرس بأن يتم وقف التعاقد مع الروس كان الرد من المسئولين عن التعاقد بعبارة واحدة «لا بديل».

ستحتاج الولايات المتحدة المحركات الروسية حتى عام 2021 ولا توجد بوادر حتى الآن تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تستطيع محاكاة التكنولجيا الروسية في المدى القريب.

تفاخرت الولايات المتحدة بنظام (gps) لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية واعتبرت واشنطن أن كل ذرة رمل في الكوكب تخضع لنظامها، استفاق العالم على حقيقة أخرى مماثلة لمحركات الصواريخ وهى أن نظام «جلوناس» الروسي لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية هو الأكثر دقة والأقوى في قدرته ويغطى كوكبنا بالكامل عبر شبكة من الأقمار الصناعية.

اضطرت الشركات الدولية المصنعة للتليفونات المحمولة ومنها الأمريكية إدخال نظام «جلوناس» في أجهزتها لأنه الأدق.

أطلقت الولايات المتحدة حملة دعاية جبارة خاصة بأسلحتها التى تنتجها مصانعها وأنها الأفضل على مستوى العالم، استخدمت فى الحملة سحر هوليود، قد لا تجيد الأمم الجادة مثل الأمة الروسية أفعال «الشو»  والتسويق مكتفية بالعمل.

تظهر الحقيقة فى ساحات القتال التي لا تعترف بالخدع السينمائية والشو.. تفوق السلاح الروسي بجدارة في هذه الساحات.

فضلت الدول الباحثة عن أمنها السلاح الروسي فعند لحظة الجد تختار الدول أمنها وليس الشو.

يتميز السلاح الروسي بالتكنولوجيا المتقدمة لكن الأهم أنه سلاح يمتلك موقفا فحركات التحرر في العالم ضد قوى الاستعمار والهيمنة مدينة لرجل روسي اسمه ميخائيل كلانشينكوف الذي صمم وصنع بندقية حملتها الأيادي المطالبة بتحرير أرضها ولم تبخل روسيا على الأحرار، دائما كان السلاح الروسي في صف المظلومين الباحثين عن العدل والحرية ولم يكن في موقف المعتدى.

رغم كل هذه المقومات فإنها لا تكفى لتمنح أمة درجة العظمة والجدارة فالتكنولوجيا في عالم لا يتوقف عن البحث قد يصبح أحد مالكيها متأخرا فى ركب التقدم أمام الآخر أو قد تزول التكنولوجيا نهائيا.

هناك مقومات أخرى تعطى للأمم عظمتها وتتفوق على الطائرات والصواريخ وأجهزة الكمبيوتر والأقمار الصناعية، يكمن فى هذه المقومات الأخرى سر عظمة الأمة الروسية فهى تمتلك مالا يزول أو يتأخر فى الركب أو يندثر.

أهدت الأمة الروسية للإنسانية مدداً من الروح والعقل فكل تكنولوجيا العالم لا تستطيع صياغة عبارة من أعمال تشيكوف وبوشكين وديستوفسكى وجوركى وتولوستوى أدباء روسيا العظام، لن تفلح التكنولوجيا في تلحين جملة موسيقية من أعمال كيرساكوف وتشايكوفسكى هل تستطيع تكنولوجيا العالم محاكاة رشاقة فراشات مسرح البلوشوى وهن يرقصن البالية؟ 

استطاعت الأمة الروسية بامتياز امتلاك رافد أساسي للروح الإنسانية بأدبائها وفنانيها ومفكريها، أيقن العقل البشرى أنه مدين لهذه الأمة بجزء من ارتقائه وسموه.

أصبحت النخب الإنسانية دائما في موضع اختبار فحصولها على العلامة الكاملة كنخبة يلزمها  باستيعاب روح الأمة الروسية المتجسدة فيما صنعه هؤلاء الأدباء والفنانين والمفكرين، حتى ألد أعدائها ومنافسيها من أجل استمرارهم فى المنافسة يجب عليهم أن ينهلوا من إبداع هذه الأمة.

قبل أيام سيطرت الدهشة على الأصدقاء قبل الأعداء فالأمة الروسية التي تمتلك كل هذه المقومات استقبلت زعيم الأمة المصرية عبد الفتاح السيسى بحفاوة غير مسبوقة وكسر الزعيم الروسى فيلاديميربوتين كل قواعد البروتوكول المتعارف عليها من أجل إظهار الأحترام والترحيب بابن مصر.

فكان زعيم مصر أول زعيم دولة يلقى كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسية ،كان الأول الذي تطلعه روسيا على فخر صناعتها العسكرية، كان الأول الذي يعرض أمامه الزعيم بوتين مشروع السيارة الوطنية الذي يتبناه ويصطحبه في جولة بهذه السيارة التي تمثل التفوق الروسي في مجال صناعي تشتد فيه المنافسة بين الكبار.

يجب أن تزول الدهشة فما حدث كان طبيعيا من عدة أوجه فزعيم مصر ينوب في زيارته لروسيا عن الأمة المصرية صانعة التاريخ والتي وضعت للإنسانية قواعد الارتقاء والسمو وهى التي منحت البشرية أصل العقل والروح.

جاءت الزيارة في لحظة تاريخية اجتازتها الأمة المصرية بتفوق بقيادة زعيمها حيث استطاعت أن ترفع في 30 يونيو عن رقبة العالم سيف الإرهاب وتقف متصدية لأخطاره وشره بمفردها ولو لم تتصد الأمة المصرية لهذا الخطر ويعلن زعيمها في 3 يوليو زوال حكم الفاشيست لكانت أغلب الأمم المتحضرة ومنها الأمة الروسية تدفع ثمنا غاليا من أمنها واستقرارها.

تدرك جيدا الأمة الروسية أخطار الفاشية فهي واجهت الفاشية النازية في أربعينيات القرن الماضي في حرب عالمية ودفعت روسيا أكثر من 20 مليوناً من أرواح أبنائها لمواجهة هذا الخطر.

لذلك فهي تقدر جيدا ما قامت به الأمة المصرية في مواجهة الفاشية الأشرس وهى الفاشية الدينية وتعلم بخبرتها معنى أن تعربد الفاشية الدينية في العالم بلا رادع وجاءت الأمة المصرية في ال30 من يونيو لتردعها وتنهى ألاعيب ومؤامرات قوى الهيمنة والاستعمار التي أرادت استخدام الفاشية الدينية كمخلب لتحقيق مخططاتها على حساب الشعوب.

عندما تساءلت الصحافة الروسية فى انبهار عن سر القاهرة وكيف استطاعت الأمة المصرية استعادة توازنها فى اللاوقت بحساب عمر الأمم نقول للأصدقاء الروس ان القاهرة أسرارها علنية.

يكفى أن يذهب الأصدقاء الروس الى حى الجمالية العريق الذى شهد مولد زعيم مصر هناك سيجدون إجابة على أسئلتهم وسيعرفون من حوارهم مع بسطاء المصريين وكلماتهم الودودة كيف استعادت هذه الأمة القوية بأبنائها وزعيمها توازنها فى  اللاوقت  وكيف انتصرت بتسامحها على حقد الفاشية والفاشيست.

أمام كل هذا لم يكن مستغربا أو مدهشا أن تكلل الأمة الروسية زيارة زعيم الأمة المصرية بكل أيات الترحيب والحفاوة ويكسر الزعيم بوتن قواعد البرتوكول لأنه يستقبل صديقاً تحترمه روسيا يمثل أمة عريقة يحترمها العالم.