أمين «الإفتاء»: الحكم الشرعي في الإسلام خطاب من الله

مؤتمر الإفتاء العالمي
مؤتمر الإفتاء العالمي

قال الدكتور عصام أنس الزفتاوي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحكم الشرعي في الدين الإسلامي هو خطاب الله تعالى المتعلق أحكام المكلفين بالاقتضاء أو التخيير أو الوضع، حيث إن كل فعل للمكلف يتعلق به حكم في الشرع، ومن ثم تتشابك الأحكام الشرعية مع مساحات واسعة من أفعال الخلق مما يجعل بعضهم يعتقد أنه لا علاقة للأحكام الشرعية بها.

 

وأضاف «الزفتاوي »، خلال كلمته بمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، أن من الأحكام الشرعية المتعلقة أفعال المكلفين التي لها اعتبار آخر مثل مجال الطب البشرى، كحكم التداوي وتركه، وكحكم نقل الأعضاء ونقل الدم، وكالتداوي بالنجاسات، وصناعة الدواء من مشتقات الحشرات.

 

وأوضح أنه من الأحكام الشرعية المتعلقة المستجدات الطبية في مجال الأجنة، كالرحم الصناعي وتأجير الأرحام، والتلقيح الصناعي، لما لها من آثار شرعية في أبواب النسب، والأحكام الشرعية المتعلقة بالرضاع بسبب ما استجد في مجال الطب من إدرار اللبن مع عدم وجود حمل ورضاع بالصورة المعتادة، إلى غير ذلك من صور ومستجدات في مجال الطب، ينبني عليها أحكام شرعية، وينتج عنها آثارها الفقهية. 

 

وأشار الدكتور الزفتاوي إلى لمحات من القرآن والأحاديث النبوية الشريفة والقواعد والضوابط الأصولية والفقهية التي تساعد في مجال التأصيل للأحكام الشرعية في مجال الطب والعلاج، ويجد فيها الفقيه والمفتي بغيته في التأصيل والاستدلال والاستنباط والتخريج الفقهي للأحكام الشرعية المعاصرة في هذا الشأن. 

 

وختم «الزفتاوي» كلمته بعرض نماذج من المبادئ الإفتائية الشرعية، التي قررتها دار الإفتاء المصرية في فتاواها الصادرة في مجال المستجدات الطبية التي سئلت فيها عبر تاريخها العريق ومنذ سنة 1895 وحتى يومنا هذا، وهذه المبادئ مستخلصة من النظر الدقيق في الأدلة الشرعية، واستقراء كلام الفقهاء والعلماء للعديد من المستجدات الطبية مثل الطب الوقائي والطب الشرعي ونقل الأعضاء والتلقيح الصناعي والحقل المجهري، وطب الحروق وتقل الدم وعمليات التخسيس والخلايا الجذعية وغيرها.

 

ويشهد اليوم الثاني، من مؤتمر «التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق»، عقب الجلسات النقاشية التي يشارك فيها عدد كبير من المفتين والعلماء، ورشتي عمل لمناقشة المبادرات المختلفة التي أعدتها الأمانة العامة، خلال فعاليات المؤتمر الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام بمشاركة وفود من مفتين وعلماء ومؤسسات دينية من 73 دولة على مستوى العالم.

 

وبدأت فعاليات مؤتمر الإفتاء العالمي الرابع أمس، وتستمر حتى الخميس ١٨ أكتوبر الجاري، ويناقش العديد من المحاور والقضايا الهامة حول التجديد في الفتوى، والذي يعد بمنزلة حدث تاريخي تجتمع فيه كلمة المفتين للوفاء بفريضة التجديد الرشيد، والاجتهاد في الجديد.