مفتي القدس: الإفتاء في القضايا المعاصرة يحتاج وضع منهجية محددة للبحث عن الحكم

المفتي العام للقدس الشيخ محمد أحمد حسين
المفتي العام للقدس الشيخ محمد أحمد حسين

أوضح المفتي العام للقدس الشيخ محمد أحمد حسين، أنه لابد قبل الإفتاء في القضايا المعاصرة، والتي منها الطبية، أن توضع منهجية محددة للبحث عن حكم هذه القضايا المستجدة، والتي لم يعثر على نصوص خاصة بها، ولا أقوالًا للفقهاء القدامى.

وأضاف الشيخ حسين، خلال كلمته بمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، أنه حتى نصل إلى حكم موافق للصواب مقارب للحق، كان لا بد للناظر في هذه النوازل والمستجدات من التقيد بمجموعة من الضوابط قبل الحكم على النازلة وخلال بحثها.

ولفت إلى أنه من أهم تلك الضوابط تحديد النازلة أو المستجدة، والتأكد من وقوعها، وتصور النازلة وفهمها فهما صادقا، والنظر بكل ما ورد بشأنها، واستشارة أهل الاختصاص ومراجعتهم في اختصاصهم، والعناية بالتكييف الفقهي للنازلة الطبية، وأخيرًا مراعاة مقاصد الشريعة.

وقال المفتي العام للقدس، عن دور الاجتهاد الجماعي في معالجة فقه النوازل الطبية، إن للاجتهاد الجماعي دور كبير في بحث المستجدات الطبية، والوصول إلى الحكم الأقرب للصواب، الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها وذلك لأن الاجتهاد الجماعي يتميز عن الاجتهاد الفردي بكونه أكثر استيعابًا وإلمامًا بالموضوع المطروح للاجتهاد، وأكثر شمولًا في الفهم لكل جوانب القضية وملابساتها.

وفي ختام كلمته عرض المفتي العام للقدس عدة نتائج منها المستجدات الطبية: هي الوقائع الطبية الجديدة الخاصة بالإنسان، والتي لم يعثر بشأنها على نص أو اجتهاد سابق، وكذلك حاجة الناس توجب الاجتهاد والنظر في النوازل الحادثة، لمعرفة الحكم الشرعي، وكذا لا بد للناظر في القضايا المعاصرة والمستجدات الطبية من ضوابط عدة للوصول إلى الحكم الشرعي الأقرب للصواب.

وأشار إلى أن أهم هذه الضوابط: تحديد النازلة والتأ كد من وقوعها، واستشارة أهل الاختصاص فيها لتصورها وفهمها فهمًا دقيقًا، وتكييفها فقهيا، لمعرفة الأصل الذي تنتمي إليه، مضيفا أنه يجب على الناظر في النوازل والمستجدات أن يراعي تحقيق المصالح في حكمه وفتواه، حتى لا يخرج عن كليات الشريعة ومقاصدها العليا، وأخيرًا الاجتهاد الجماعي له الدور الأكبر والأبرز في معالجة القضايا الطبية المعاصرة.

ويشهد اليوم الثاني -عقب الجلسات النقاشية والتي يشارك فيها عدد كبير من السادة المفتين والعلماء، ورشتي عمل لمناقشة المبادرات المختلفة التي أعدتها الأمانة العامة.


وتأتي فعاليات المؤتمر تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام بمشاركة وفود من مفتين وعلماء ومؤسسات دينية من 73 دولة على مستوى العالم.

جدير بالذكر أن مؤتمر الإفتاء العالمي الرابع الذي بدأت فعالياته أمس وتستمر حتى الخميس ١٨ أكتوبر الجاري، ويناقش العديد من المحاور والقضايا الهامة حول التجديد في الفتوى، والذي يعد بمنزلة حدث تاريخي تجتمع فيه كلمة المفتين للوفاء بفريضة التجديد الرشيد، والاجتهاد في الجديد.