خلال الجلسة النقاشية للمؤتمر العالمي للإفتاء..

مجدي عاشور: التجديد واجب والاجتهاد الجماعي يُحيي صناعة الفتوى

مؤتمر العالمى لدار الإفتاء المصرية
مؤتمر العالمى لدار الإفتاء المصرية

أكد د. مجدي محمد عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاهتمام بقضية التجديد والإحياء في العلوم الشرعيَّة من جهة المناهج والأدوات والوسائل هو واجب الوقت، وذلك باعتبار أن قطاعًا من الأمة ليس بالقليل قد اعتراه خللا وانحرافًا في طريقة فهمه وتفكيره لهذا الدين الحنيف فذهب البعض بالأمة مذاهب الشدة والإفراط، في حين ذهب الآخر بالأمة موارد الانحلال والتفريط.

وأضاف "عاشور"، خلال الجلسة النقاشية للمؤتمر العالمي لدار الإفتاء المصرية، أن الأولوية في معالجة الحالة الدينية من خلال بعث معالم التجديد والإحياء في كافة مناحي الحياة لهذه الأمة حتى تعود إلى سيرتها الأولى، خاصة إذا كان هذا يهدف إلى قضية "تجديد التفكير الديني" أولاً قبل الفكر أو الخطاب؛ لأن الخطأ في المنهج أو الأدوات يؤدي إلى الخطأ في الثمرة أو الغايات؛ فلم ترد كلمة الفكر بمعناها المصدري - الذي هو الحدوث - في القرآن الكريم، وإنما ورد التفكر الذي يعني إعمال العقل وأدوات الفهم في تناول النصوص الشرعية، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ ال ذِكْرَ لِتُبَينَ لِلنَّاسِ مَا نزِلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يتَفَكَّرُونَ ﴾، وتكرر في القرآن قوله سبحانه: ﴿إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يتَفَكَّرُونَ﴾.

ولفت "عاشور"، النظر إلى أن هذه المعاني السامية قد اعتبرها فقهاء الإسلام عبر القرون فلم يقصروا في النظر الفقهي ولم يألُ جهدًا في البحث عن حكم الشرع الشريف في كل ما يجد حصوله في واقع الناس في كل عصر، وذلك وفق القواعد العامة الموضوعة لكيفية استنباط الحكم الشرعي من النص الشريف أو ما شهد له النص الشريف بالاعتبار من الأدلة.


واستعرض عاشور ما تقوم به دار الإفتاء المصرية في هذا الشأن، بما لها من مرجعية علمية ومنهجية وسطية في فهم الأحكام الشرعية المستمدة من الفقه الموروث على نحو من التوافق بين الرؤية الشرعية ومقتضيات العصر وحال المكلف، تقوم بواجب الوقت بما تقدمه من اجتهاد مؤسسي في الاضطلاع بأعباء التجديد لمعالم صناعة الفتوى والإحياء لمناهجها وأصولها، مما يؤكد أن دار الإفتاء المصرية لها دور أصيل في مسيرة التجديد في الفتوى بالعصر الحديث.

واختتم "عاشور" كلمته بالإشارة لمنهج دار الإفتاء المصرية في الاجتهاد واعتماد الفتوى، ببيان بعض المفاهيم كالاجتهاد الجماعي ومشروعيته والتجديد في الفتوى، وكذلك الكشف عن سمات وملامح الاجتهاد الجماعي الذي تعتمد عليه دار الإفتاء المصرية، ونظام إصدار الفتوى وآليته، مع الإشارة لنماذج من الفتاوى كدلائل عملية تظهر قيام دار الإفتاء المصرية بممارسة الاجتهاد الجماعي، وترسيخ مسيرة التجديد والإحياء في صناعة الفتوى وعلومها.