حكايات| مسابقة محرمة للخيول في الطيران والسباحة.. تنافس مصارعة الثيران

حكايات| مسابقة محرمة للخيول في الطيران والسباحة.. تنافس مصارعة الثيران
حكايات| مسابقة محرمة للخيول في الطيران والسباحة.. تنافس مصارعة الثيران

منذ سنوات بعيدة، دأب العالم على ابتكار شتى الوسائل الترفيهية التي كانت تضفي جوا من الإثارة والبهجة لفترات ليست بكثيرة، فالمئات يجتمعون لمشاهدة سباقا أو مصارعة تحمل تفاصيلها قدرا من الخطورة لكنهم في النهاية يخرجون «سعداء».

 

وبدأت الدول تشتهر بممارسة بعض السباقات، فإسبانيا على سبيل المثال عرفت لسنوات طويلة بمصارعة الثيران، فيقف المتسابق مرتديا ملابس مزركشة وقبعة وفي يده قماشته الحمراء العريضة التي تستفز الحيوان المفترس فيجري مسرعا قاصدا مهاجمته، ففي حال نجاحه من الهرولة أو القفز من أمام الثور يكون فائزا، أما في حال فشله فمصيره يكون إما الموت أو الإصابة الموجعة. 

 

ليست الثيران فقط

 

لم تكن مصارعة الثيران هي الهواية الوحيدة العجيبة التي أثارت غضب ورفض الكثيرين والتي وصلت إلى دعوات إيقافها مما دفع الحكومة الإسبانية إلى خفض الدعم المقدم لتلك الرياضة التي جذبت الملايين على مر العصور وصارت رياضة شعبية بإسبانيا.

 

اقرأ للمحرر أيضًا|  الانقراض الجماعي السادس.. مسلسل زوال الحيوانات بدأ والبشر يكتبون نهايته

 

رياضة أخرى، لاقت شهرة في بدايات القرن الماضي في العشرينيات والثلاثينيات بأوروبا وهي الخيول الطائرة، وثقت الصور لتلك الرياضة تفاصيلها التي تصور انتهاكات شديدة بحق الخيول من خلال إخافتهم والقفز بهم من ارتفاعات والغوص في المياه.

 

بدايات تلك الرياضة «المؤذية» جاءت من خلال فكرة طرأت لوليام كارفر في 1881 حينما قفز به حصان كان يرتديه من فوق جسر منهار جزئيا، وبدلا من اعتبار ما حدث حادثا مثيرا للخوف والفزع، قام بتطوير الفكرة ليجعلها سباقا يقوم من خلاله الخيالة بالقفز في الماء من منصات يبلغ ارتفاعها 40 قدما في الهواء ليستقر بهم الحال في الأعماق.

 

 

مع الأسف، حشد هذا العمل الفاحش حشودا وأعدادا ضخمة من المريدين في أي مكان يقام به وتحولت في ليلة وضحاها من فكرة متوحشة إلى رياضة تجذب الآلاف.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| مصريات في عالم الجاسوسية.. إحداهن أدخلت الألمان لـ«القاهرة»

 

ظهر الخطر الحقيقي لتلك السباقات في عام 1907 حيث سجلت أول حادثة للفارس أوسكار سميث الذي كان يبلغ من العمر 18 عاما، لقي حتفه بعد قفزه بالحصان نحو عمق المياه لينتهي به المطاف هناك بينما نجا الحصان من ذلك الحادث.

 

بعد وفاة مخترع تلك الرياضة في 1927، تم نقل مقر العروض واستقرت كنقطة جذب رئيسية على رصيف ستيل بولاية نيو جيرسي الأمريكية، واستطاعت تلك السباقات تحقيق نجاحات كبيرة في أوقات قصيرة وجذبت عدد ضخم من المحبين والسائحين من كافة الأماكن.

 

إصابة بالعمى 

 

في عام 1931، سجلت ثاني أشهر حادثة في تاريخ تلك السباقات، حيث أصيبت إحدى المشاركات بالعمى بعد فشل محاولة قفزها، وبدلا من الخوف والنأي عن هذا النوع الخطير إلا أن المتسابقة الكفيفة استغلت ما حدث لها لتقوم بعرض آخر والغوص مجددا. 

 

اقرأ للمحرر أيضًا| عرب على «تيتانيك».. مصري هدم أكذوبة «الفيلم» ولبنانيون قتلوا بالرصاص

 

مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين، ازدادت الجمعيات المعنية بحقوق الحيوان والرفق به، وبالطبع مثلت تلك الجمعيات صداعا في رأس منظمو سباقات الخيول القافزة وكثرت مطالبتهم بوقف تلك السباقات وحماية الخيول من المخاطر التي يتعرضون لها، وبالفعل نجحوا في خفض شعبية تلك الرياضة.

 

لكن انخفاض الشعبية لم يساهم في وقف الرياضة بشكل نهائي، فظلت تلك المسابقات تقام حتى أواخر السبعينيات قبل أن يغلق رصيف ستيل بيير لأسباب واضطرابات تعرض لها آنذاك، لكن الرصيف أعيد فتحه مرة أخرى مع تغيير اسمه إلى ترامب ستيل وذلك عام 1992 حيث شهد عروضا بعد هذا التاريخ بعامين، لكن المهتمين بحقوق وحماية الحيوان نجحوا في تلك المرة من وقف تلك المسابقات بصورة نهائية.