مباراة سياسية بين «ترامب» و«روحاني» على مسرح الأمم المتحدة

دونالد ترامب وحسن روحاني
دونالد ترامب وحسن روحاني

كان مقر الأمم المتحدة بنيويورك مسرحًا لمباراةٍ سياسيةٍ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني، فكلا الجانبين قام بشيطنة الآخر، وصور الآخر على أنه ذراع الشر في كل قضايا العالم.

 

إيران نالت قسطًا ليس بالقليل من حديث ترامب اليوم، وهاجم الرئيس الأمريكي النظام الإيراني بضراوةٍ، ليرسخ العداء القائم بين الولايات المتحدة وإيران.

 

ولم يخالف روحاني التوقعات، في مسألة رد صاع الاتهامات التي وجهها ترامب لبلاده بصاعٍ من الاتهامات مثله، وهو الأمر الذي كان منتظرًا.

 

اتهامات ترامب لإيران

البداية مع ترامب، فقد كال الرئيس الأمريكي الاتهامات لإيران في كلمته اليوم، ووصف نظام الحكم في إيران بأنه ديكتايوري فاسد، واتهم زعماء إيران بنشر الفوضى والموت والدمار، حسب قوله.

 

كما رأى الرئيس الأمريكي أن أي حل في سوريا يجب أن يتضمن خطة للتعامل أيضًا مع إيران، على حد قوله، في إشارةٍ منه لضلوع إيران في الأزمة السياسية القائمة في الأراضي السورية منذ أكثر من سبع سنوات.

 

وقال ترامب إن أمريكا أطلقت حملة ضغط اقتصادي لحرمان إيران من تمويل سلوكها في المنطقة، مضيفًا أن بلاده ستفرض المزيد من العقوبات بعد استئناف العقوبات النفطية على إيران في الخامس من نوفمبر المقبل.

 

وتحدث ترامب عن إمكانية عقد مباحثاتٍ بينه وبين المسؤولين الإيرانيين، لكنه ذكر أن هذه المحادثات لن تكون في الوقت الراهن.

 

اتهامات روحاني لأمريكا

أما الرئيس الإيراني روحاني فقد تركزت معظم كلمته التي ألقاها أمام الأمم المتحدة على توجيه الاتهامات للولايات المتحدة، واستهل كلمته بتوجيه انتقاداتٍ لواشنطن لانسحابها من الاتفاق النووي.

 

وقرر الرئيس الأمريكي ترامب في مايو الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، والذي وقعه سلفه باراك أوباما مع طهران في أبريل عام 2015، رفقة خمسٍ من القوى العظمى في العالم (روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين).

 

وعزا ترامب خطوته تلك إلى خرق طهران ما سماه روح الاتفاق النووي، وذلك على الرغم من نفي الوكالة النووية للطاقة الذرية انتهاك إيران للاتفاق النووي.

 

وقال روحاني إن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة ترامب عازمةٌ على جعل كل المؤسسات الدولية غير فعالة، وقد اتهم روحاني الولايات المتحدة بأنها تدعو للمباحثات وتسعى لإسقاط النظام الإيراني في آنٍ واحدٍ، متحدثًا عن أن الأمر يعد مفارقةً.

 

وتساءل روحاني مستهجنًا، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن كيف يمكن لإيران أن تدخل في اتفاق مع إدارة أمريكية تنتهك سياسات الإدارة السابقة؟

 

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بداية الحوار مع الولايات المتحدة تكون بإنهاء التهديدات والعقوبات الظالمة التي تنافي مبادئ الأخلاق والقانون الدولي، حسب رأيه.

 

واستخدم روحاني تجاه الولايات المتحدة نبرةً تهديديةً، حينما قال، "مقترحنا واضح، الالتزام مقابل الالتزام، والانتهاك مقابل الانتهاك، والتهديد مقابل التهديد، وخطوة مقابل خطوة بدلًا من المحادثات من أجل المحادثات".

 

والحوار، هي الكلمة التي أشار إليها كلا الرئيسين في كلمته، لكن باقي ما جاء في خطابهما، يضرب هذا الحوار في مقتلٍ، لتبدو أن تلك المباحثات المزعومة بين الجانبين بعيدة المنال.