رئيس كوبا حاضرٌ في قمة الأمم المتحدة .. لتدويل الخلاف مع أمريكا

دونالد ترامب وميجيل دياز كانيل
دونالد ترامب وميجيل دياز كانيل

حط الرئيس الكوبي الجديد ميجيل دياز كانيل الرحال يوم الأحد إلى مدينة نيويورك، في أول زيارةٍ له للولايات المتحدة، منذ توليه مقاليد الحكم في هافانا في أبريل هذا العام، وذلك لحضور أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط تصاعد الخلاف الأزلي بين بلاده والولايات المتحدة.

واشتعل الخلاف مجددًا بين الولايات المتحدة وكوبا مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم في البيت الأبيض، وذلك بعد أن هدأ التوتر قليلًا، ولو من الناحية الدبلوماسية فقط، في عهد سلف ترامب، باراك أوباما، الذي استأنف العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء بين البلدين في يوليو عام 2015، بعد قطيعة دامت لنحو 54 عامًا بدايةً من عام 1961.

واُفتتحت السفارة الأمريكية في كوبا في الرابع عشر من أغسطس في ذاك العام، بحضور وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري.

عودة العداء مجددًا

ولكن ما لبث أن عادت العلاقات بين البلدين إلى نقطة الصفر، بعد أن أعلن ترامب، في منتصف يونيو 2017، أمام حشدٍ من المهاجرين الكوبيين في مدينة ميامي، عن الإلغاء الفوري لإجراءات التطبيع في العلاقات الأمريكية الكوبية.

وكوبا كانت من أكثر الدولة المؤيدة للاتحاد السوفيتي والمعادية للولايات المتحدة إبان الحرب الباردة، ورغم انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة مطلع التسعينات من القرن الماضي، إلا أن الخلافات بين البلدين استمرت بعد ذلك وإلى الآن، في ظل استمرار الحكم الشيوعي في هافانا.

ودياز كانيل هو أول رئيس كوبي بعد فترة حكم الأخوين كاسترو، بعد أن استأثرت العائلة بالحكم لمدة تناهز الستين عامًا، بدايةً من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، من عام 1959 إلى غاية عام 2008، ومن بعده أخيه غير الشقيق راؤول كاسترو، الذي تقاعد عن الحكم في أبريل هذا العام.

ومن المنتظر أن يحضر دياز كانيل قمة نيلسون مانديلا للسلام، التي ستُعقد اليوم الاثنين، وسيدلي خلالها بكلمةٍ بصفته رئيسًا لكوبا، قبل أن يلقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء المقبل.

مطالب برفع الحظر عن كوبا

وسيندد الرئيس الكوبي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالحظر الذي تفرضه واشنطن منذ عشرات السنين على بلاده، وذلك حسبما ذكرت وسائل إعلام كوبية

وتفرض الولايات المتحدة حظرًا كاملًا على كوبا منذ عام 1961، أقره الكونجرس الأمريكي، وهي الجهة الوحيدة المنوط بها البت في أمر رفع هذا الحظر عن كوبا.

وسيقدم الرئيس الكوبي خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرارٍ يدعو إلى إنهاء الحظر التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة على الجزيرة، وذلك نقلًا عن وكالة "رويترز".

وزعمت واشنطن وقوع سلسلة هجمات صوتية أدت إلى إصابة دبلوماسيين أمريكيين في هافانا بمرض غامض أثر على حالتهم الصحية، وهو ما نفته الحكومة الكوبية، واتهمت فيما إدارة ترامب باستغلال أي شيء يحدث -إن كان حدث أصلا- كذريعة لتصعيد موقفها المعادي لكوبا.

ووقع الهجوم بعد أيامٍ قليلةٍ من إعادة افتتاح السفارة، وطردت بعدها واشنطن 15 دبلوماسيًا كوبيًا من أراضيها، متهمةً الحكومة الكوبية بالتقاعس عن حماية دبلوماسيها، لتستمر حالة العداء بين البلدين، الذي لم يتوقف حتى مع عودة التمثيل الدبلوماسي بينهما.