نيلسون مانديلا .. الغائب الحاضر في الجمعية العامة للأمم المتحدة

نيلسون مانديلا
نيلسون مانديلا

نيلسون مانديلا، اسمٌ سيظل خالدًا في تاريخ العالم لسنواتٍ مديدةٍ مقبلةٍ، فهو الرمز الذي كافح التميز العنصري، وناضبل من أجل انتزاع حق المساواة بين البيض والسود في بلاده، ودفع ثمن ذلك من عمري الكثير، بعد أن قبع نتيجة نضاله في غيابات السجون لأكثر من سبعة وعشرين عامًا.

ورغم وفاته قبل خمس سنواتٍ عن عمرٍ ناهز الخمسة والتسعين عامًا، إلا أن ذكراه لا تزال عالقةً، وحاضرةً بقوةٍ في المحافل الدولية، كتخليدٍ لاسمٍ عظيمٍ، أورث شعبه أرضًا لا تعرف للعنصرية سبيل بعد عقودٍ من الفصل العرقي على أساس لون البشرة.

قمة نيلسون مانديلا للسلام

ومع حلول الدورة الثالثة بعد السبعين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيكون نيلسون مانديلا غائبًا حاضرًا في أعمال هذه الجمعية، فعلى الرغم من أن الموت قد غيبه عن هذه الحياة، وحال دون أن يكون حاضرًا بجسده في أعمال الجمعية، إلا أن اسمه سيبرز اليوم الاثنين، حينما تُعقد قمة للسلام على هامش أعمال الجمعية تحمل عنوان "قمة نيلسون مانديلا للسلام".

ويشارك في أعمال هذه القمة عددٌ من زعماء العالم، ومن بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسيتقدم الحضور بالقمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس.

وتأتي هذه القمة بهذا الاسم هذا العام تزامنًا مع حلول الذكرى المئوية لميلاد نيلسون مانديلا (وُلد 18 يوليو 2018)، فارتأى للقائمين على صناعة القرار السياسي في الأمم المتحدة إحياء ذكراه بهذه الطريقة، وستتركز أعمال هذه القمة على العمل على تحقيق السلام العالمي.

ونيلسون مانديلا هو أول رئيس لجنوب أفريقيا يُنتخب بطريقةٍ ديمقراطيةٍ، عام 1994، وحكم البلاد لولايةٍ واحدةٍ مدتها خمس سنوات، وسلم الراية عام 1999 لخلفه تابو إيمبيكي.

تقدير نيلسون مانديلا

ولا يقتصر التقدير الأممي لنيلسون مانديلا عند هذا الحد فحسب، فقد اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للثقافة "اليونيسكو" في العاشر من نوفمبر عام 2009 يوم ميلاد نيلسون مانديلا (18 يوليو) يومًا دوليًا لنيلسون مانديلا، يتم إحياؤه كل عامٍ بدءًا من عام 2010 إلى الآن عرفانًا بما أسهمه المناضل الجنوب أفريقي في إرساء قيم السلام والحرية في أفريقيا والعالم.

وحاز نيلسون مانديلا عام 1993 على جائزة نوبل للسلام، بعد أن لعب دورًا محوريًا في تحرير السود من بني وطنه من قيود الفصل العنصري.

وسيظل نيلسون مانديلا رجلًا يرفع له العالم القبعات سواءً في محياه أو بعد مماته، فهو نبراسٌ لمن بعده من الأحرار في العالم، وامتدادٌ لزعماء خالدين كافحوا التميز العنصري، وراحوا ضحية نضالهم، ومن أشهرهم مارتن لوثر كينج.