محمد البهنساوي يكتب من نيويورك : عندما تصبح مصر القبلة والمطلب 

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

" مصر تلقت العديد من الطلبات من قادة ورؤساء العالم للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي علي هامش زيارته الحالية للولايات المتحدة الامريكية لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة " .. 


هذه الجملة التي ذكرها وزير الخارجية سامح شكري في لقائه بالكتاب والاعلاميين بمقر البعثة المصرية في نيويورك تلخص حقائق مهمة .. لا تخص فقط المشاركة المصرية الرفيعة باجتماعات الجمعية العامة .. إنما تتعداها إلي وضع مصر دولياً والتغييرات التي طرأت علي سياستها الخارجية بعد ثورة ٣٠ يونيو .. ومدي نجاح تلك التغييرات إلي حد أبعد مما كان يتخيله أشد المتفائلين .. 


فمصر التي مرت بعقود من التراجع محلياً وإقليمياً .. ثم محاولات لطمس هويتها واختطافها ضمن مخطط إذابة المنطقة وفِي القلب منها مصر في بوتقة شريرة تصب في اتجاه واحد وهو إعادة بعث إمبراطوريات وخلق سلاطين وفرض هوية نهمة للسيطرة والاستحواذ .. وتلاقت أهداف هذا المخطط الأحمق مع أهداف دول وأنظمة كبرى لا تتمني للمنطقة تقدما ولا لمصر أمناً واستقراراً .. وبعد ان أفشلت ثورة ٣٠ يونيو تلك المخططات واجتثت مخططاتها من جذورها .. لم ينفرط عقدهم إنما سعوا في الارض تربصاً بمصر وتشويهاً لها في كل محفل .. ومحاولة وصمها بما ليس فيها .. واستغلال كبري وسائل الاعلام الدولية للترويج لتلك الاكاذيب .. وبالتوازي مع تلك المحاولات كانت وسائلهم الدنيئة القذرة بزعزعة أمن وإستقرار مصر بزرع جماعات الاٍرهاب الأسود نباتا خبيثا على أرض مصر الطيبة .. وتغذيته بما يحتاجه من تمويل وتخطيط ودعم بشري ولوجستي ليؤتي ثماره الخبيثة قتلاً وتدميراً وتخريباً وتشويهاً وكذباً وافتراء .


هذا المخطط متعدد الأهداف عميق الاستهداف كان من المتوقع والمنتظر أن يهدم مصر ٣٠ يونيو حتي قبل أن تبدأ البناء .. ويغير بوصلتها الإصلاحية حتي تزيغ يميناً ويساراً .. وتتخبط قراراتها ويبتعد داعميها وتتأجل أوتدفن في مهدها أهدافهاً وآمالهاً وأحلامهاً .. كل هذا كان مؤكدا حدوثه لعظم المخطط الأسود  .. لكن مصر التي نجت من محاولات اختطافها .. واستعصت هوية شعبها الضاربة قروناً طويلة في عمق التاريخ علي الطمس وقاومت وبقوة كل محاولات العبث بها .. كان لهم موقفا قويا قوة تاريخهم وصلبا صلابة دولتهم .. خرجت مصر سالمة من كل تلك المخططات .. التفت حول رئيسها وجيشها وشرطتها
لم تنج مصر فقط من تلك المخططات .. إنما وخلال سنوات قليلة تحولت من دولة مهددة بالانقسام والتشرذم .. ينطر اليها العالم بعين متوجسة خيفة مما سيحدث لها ومنها .. الي مشروع دولة قوية فتية .. تسترد أمجادها وتسطر من جديد مستقبلها وتعيد رسم خريطتها مقسمة بين مشروع عملاق هنا .. وآخر هناك يغطي كافة أركانها من أقصاها الي أدناها .. وتستعيد أمنها وأمانها وتضرب بكل قوة يد الاٍرهاب الغاشم .


وعلى الصعيد الدولي كانت الإنجازات بنفس القوة والنجاح .. إعادة صياغة للعلاقات الدولية والبعد عن التبعية واستقطاب القوى العظمى الواحدة .. وترسيخ مبادئ الدولة القوية متعددة العلاقات والتقارب فقط طبقاً لمتطلبات أمنها القومي ومصالحها العليا .. وكان لابد من تحركات خارجية لا تقل قوة وتركيزاً عن الخطط الداخلية .. ومع بوادر تغير النظرة المتوجسة لمصر إلى نظرة الاحترام والتقدير .. كان لابد من تحركات خارجية مكثفة متعددة وبكافة القارات .. بجانب التواجد القوي لمصر في المحافل الدولية وعلي رأسها الأمم المتحدة .. من هنا كان حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الرئاسة على المشاركة سنوياً في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة .. وعقد اللقاءات المكثفة على كافة المستويات لشرح ما يحدث بمصر من تطور ونمو علي كافة الأصعدة .


ولمن يريد أن يسأل علي هذا التحرك الإيجابي والذكي للرئيس السيسي في الامم المتحدة اتي أؤكله .. نجيب بعبارة وزير الخارجية التي أراها خير اجابة وأفضل دليل علي نجاح تلك المشاركات .. فبعد أن كانت تطلب مصر وتسعي .. أصبحت هي المطلب والمبتغى وقبلة الجميع .. فبعد قليل ستبدأ هنا في نيويورك اللقاءات الماراثونية للرئيس عبد الفتاح السيسي .. بحثا عن صالح مصر وسعياً لترسيخ مستقبلها وتوطيد مكانتها أقليمياً ودولياً.. ليست لقاءات سياسية فقط مع رؤساء وزعماء العالم .. إنما اقتصادية وإعلامية أيضا تنعقد كلها تحت شعار " تحيا مصر "