حكايات| من فضلات الرخام لأفواه المصريين.. هل ينقرض حجر عجن الطعمية؟

حكايات| من فضلات الرخام لأفواه المصريين.. هل ينقرض حجر عجن الطعمية؟
حكايات| من فضلات الرخام لأفواه المصريين.. هل ينقرض حجر عجن الطعمية؟

أطنان من الحجارة العملاقة، متراصة ومعدة للتقطيع والتصنيع، بينما تنطلق أصوات المطارق في أيدي الحرفيين وكأنها طبول الحرب تشق صمت المقابر بالجهة الخلفية لهم، كل ذلك داخل إحدى ورش تصنيع حجر أساس الطعمية.

 

تتساقط حبات العرق وسط حر الصيف على وجوه رسمت الشمس عليها خطوط أشعتها، ورغم نحافة أجسادهم إلا أنهم يعملون بجد، وحماس، ونشاط، وبتركيز عال خشية الإصابة من قطع الحجر المتطايرة أثناء نحتهم لتجويفه وإعداده بحرفية ومهنية غير مسبوقة وتسهيلا لطحن وفرم عجينة الطعمية، الوجبة الشعبية الأولى في مصر.

 

 

في السيدة عائشة

 

الحاج محمد شلبي صاحب إحدى ورش تصنيع أحجار أساس الطعمية بمنطقة السيدة عائشة، والذي تحدث عن وراثته الصنعة عن أجداده، وعلمها لأبنائه، وازدادت خبرته بها لأكثر من 40 عاما، حيث يقوم بشراء الحجر الخاص بعجينة الطعمية من محافظة أسوان.

 

اقرأ حكاية أخرى| قرية نجريج «العالمية».. «الياسمين» الذي سبق محمد صلاح لأوروبا

 

بـ20 ألف جنيه، يحصل شلبي ورفاقه على «نقلة» أحجار، يتم وزنها بالطن، وبعد تقطيعها، وتحديد المقاسات اللازمة لكل حجر يبدأ العامل الحرفي في نحته وتجويفه، والذي يستغرق يومًا أو يومين، إذ تطلق صافرات بدء العمل أبواقها عند السادسة صباحًا حتى الثالثة عصرًا.

 

 

الرايش.. العدو الأول

 

مع تطاير بعض القطع الصغيرة من الأحجار «الرايش»، تترك الصنعة ذكريات سيئة عن التعامل مع الأحجار، فمع تطاير بعض القطع، أثناء النحت بالمطرقة قد تُصاب العين وتلتصق بداخلها وتسبب بفقدان البصر، أحيانًا، وإصابة أصابع اليد نتيجة إفلات المطرقة فيصاب العامل بقطع أصبعه أو اللجوء لعمل جراحة للعصب.

 

أما أنواع تلك الحجارة العملاقة والمخصصة لفرم الطعمية، فتنقسم إلى نوعين الأول «أحمر أسواني» والثاني «أسود أسواني»، وفي النهاية تمثل جميعها فضلات الرخام والجرانيت، وبعد تصنيعها يتم تصديرها أحيانًا لبعض من دول الخليج، وداخل محافظات مصر وبيعها لأصحاب المطاعم.

 

اقرأ حكاية أخرى| سحرة فرعون.. قصة اغتيال رمسيس الثالث بـ«إخفاء القتلة»

 

وبعيدًا عن مكسب الحجر الواحد الذي قد يصل إلى ألفي جنيه، إلا أن التخوف من انقراض تلك المهنة، لعدم وجود أي وسيلة لاستمرار وجود الطعمية غير هذه المهنة، لا يزال يسيطر على أصحاب المهنة.

 

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي