أجندة الجمعية العامة للأمم المتحدة تحفل بمناقشة التصدى للتحديات التى تواجه البشر

 الجمعية العامة للأمم المتحدة
الجمعية العامة للأمم المتحدة

تنطلق بعد غد الثلاثاء أعمال المداولات العامة رفيعة المستوى للدورة العادية الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتى تستمر حتى أول أكتوبر القادم، ويشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى وملوك ورؤساء دول وحكومات العالم لاستعراض وجهات نظرهم تجاه القضايا الدولية الملحة ذات الأهمية، ومناقشة سبل التصدى للتحديات التى تواجه البشر والتنمية فى كافة بقاع الأرض وإحلال السلام وكفالة حقوق الإنسان . 

وسيلقى الرئيس السيسى، الذى وصل إلى ولاية نيويورك الأمريكية أول أمس الجمعة، بيان مصر أمام الجمعية العامة، وسيشارك فى فاعليات الاجتماعات رفيعة المستوى التى ستعقد على هامشها حول موضوعات السلم والأمن والهجرة وغيرها، وتتضمن البنود المدرجة على جدول أعمال اجتماع الجمعية العامة 10 بنود، إلى جانب بندين إضافيين مطلوب الموافقة على إدراجهما فى جدول الأعمال، وهما بندا منح مجمع الفكر الدولي للبلدان النامية غير الساحلية مركز المراقب لدى الجمعية العامة، ودور المجتمع الدولي في درء الخطر الإشعاعي في آسيا الوسطى .

فيما تشمل البنود العشرة المطروحة للنقاش موضوعات، تعزيز الإطار التعاهدي الدولي وتدعيمه، منح مصرف التنمية الجديد مركز المراقب لدى الجمعية العامة، حماية حيز المحيطات لأجيال الحاضر والمستقبل، طلب فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن نتائج الالتزامات القانونية للتداول بموجب مصادر مختلفة من مصادر القانون الدولي فيما يتعلق بحصانات رؤساء الدول والحكومات وغيرهم من كبار المسئولين، منح مركز المراقب للمجلس الدولي لاستكشاف البحار، منح المنظمة الأوروبية للقانون العام مركز المراقب لدى الجمعية العامة، المسئولية عن الحماية ومنع الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، الحالة في أراضي أوكرانيا المحتلة مؤقتا، منح المصرف الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية مركز المراقب في الجمعية العامة، وقائمة بالبنود التكميلية المقترح إدراجها في جدول أعمال دورة الجمعية العامة الثالثة والسبعين .

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد بدأت الثلاثاء الماضى أعمال دورتها العادية الـ ٧٣، ورأست الجلسة الافتتاحية السيدة ماريا فرناندا إسبينوزا جارسيا، وهى دبلوماسية من الإكوادور تمزج بين الأدب والسياسة، وتعد رابع امرأة تتولى رئاسة الجمعية العامة التي أنشئت في عام 1945 بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ومن جانبه أشار الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جويتريش إلى أنه فى هذا الوقت المتسم بالاستقطاب، يحتاج العالم لجهود الجمعية العامة لإظهار قيمة التعاون الدولى .

وفى كلمتها الافتتاحية، قالت رئيسة الجمعية إن الأمم المتحدة مازالت تواجه الكثير من التحديات والقضايا العالقة، متطرقة إلى قضية الهجرة والاتفاق الدولى بشأنها والمتوقع اعتماده رسميا فى مراكش بالمغرب آخر العام الحالى، وأعربت عن تطلعها إلى جعل الأمم المتحدة أكثر كفاءة وقربا من الناس، وقامت بتسليط الضوء على النساء فى عالم السياسة والمطالبات بالمساواة فى مكان العمل والنساء والفتيات ضحايا العنف، وأولئك اللائى يطالبن بالتعليم الجيد، مشيرة إلى أن أكبر مؤشر على النجاح هو رفاه الإنسان فى حياته اليومية وآفاقه المستقبلية، وإحداث هذا الأثر هو ما سيبقى رسالة الأمم المتحدة مهمة للعالم بأسره .

وشهدت قاعة الجمعية العامة قبل يومين ضمن فاعلياتها، تكريم الأمم المتحدة لذكرى كوفى عنان أمينها العام السابق الذى توفى فى شهر أغسطس الماضى عن عمر يناهز الثمانين، وقد كان أول شخص يترقى من بين صفوف العاملين فى المنظمة الدولية ليتولى قيادتها لفترتين من عام ١٩٩٧ إلى عام ٢٠٠٦ .

والجمعية العامة للأمم المتحدة هي واحدة من الأجهزة الستة الرئيسية للأمم المتحدة، وتحتل موقعا مركزيا بصفتها جهاز الأمم المتحدة التمثيلي الرئيسي للتداول وصنع السياسة العامة، حيث تحتل موقع الصدارة بين تلك الأجهزة الستة، وتضم الجمعية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، وتتمتع كلها بتمثيل متساو وفق قاعدة صوت واحد لكل منها. 

وتبدأ الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا في يوم الثلاثاء، في الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر، وتنعقد بصفة دورية سنويا ، بشكل مكثف خلال الفترة من شهر سبتمبر إلى شهر ديسمبر، ثم تعاود انعقادها في شهر يناير إلى أن تم الانتهاء من النظر في كافة بنود جدول الأعمال، وهي العملية التي تستمر حتى قرب بدء انعقاد الدورة التالية. 

ومنذ الدورة الـ60 التي عقدت في عام 2005، أصبح عرفا أن يختار الرئيس المنتخب لرئاسة الجمعية موضوعا ذي بعد عالمي للمناقشة العامة المقبلة للدورة، ويختار هذا العنوان بناء على مناقشات غير رسمية مع الدول الأعضاء ورئيس الجمعية العامة المنتهية ولايته والأمين العام للأمم المتحدة، وبعد اعتماد الرئيس المنتخب كرئيس للجمعية يقوم بإرسال رسائل إلى الدول الأعضاء فيها يطلعهم على العنوان الذي اختاره للمناقشة العامة، ويطلب منهم أن يجعلوا من ذلك العنوان موضوعا لخطبهم .

وتنعقد الجمعية العامة في دورة استثنائية إذا طلب ذلك مجلس الأمن أو غالبية الدول الأعضاء أو أحدها إذا وافقت على ذلك الدول الأعضاء، ويمكن أن تنعقد الدورات الاستثنائية الطارئة في غضون 24 ساعة بطلب من مجلس الأمن إذا صوت على ذلك 9 من الدول الأعضاء فيه، كما يمكن أن تنعقد إذا طلبت ذلك غالبية الدول الأعضاء أو أحدها إذا وافقت على ذلك بقية الدول الأعضاء.