«صفقة القرن» بنظرة قطرية .. وأد المقاومة الفلسطينية مقابل تحسين الخدمات بغزة

بنيامين نتنياهو وتميم بن حمد
بنيامين نتنياهو وتميم بن حمد

فجرت القناة العاشرة الإسرائيلية مفاجأة حول تواطؤٍ بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ينال من جهود المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي.

الصفقة القطرية التي تحدث عنها السفير الإسرائيلي في اليونسكو شاما هكوهين، في حديثه للقناة الإسرائيلية، تتمثل في منع مخططاتٍ وضعتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" للتظاهر في قطاع غزة، احتجاجًا على نقل الولايات المتحدة، والمعروفة بمسيرات العودة الكبرى، التي انطلقت مع نهاية مارس الماضي ومستمرة إلى غاية الآن.

وفي المقابل، ستشرف تل أبيب على تحسين البنى التحتية في قطاع غزة، مثل الكهرباء والصرف الصحي، وبناء ميناء أو مطار في القطاع، وذلك وفق الرؤية القطرية، في خطوةٍ قالت وسائل إعلام إسرائيلية عنها إن الدوحة من خلالها تهدف للتقرب من إسرائيل.

تصريحات السفير الإسرائيلي

وقال السفير الإسرائيلي لدى اليونسكو إن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بعث برسالةٍ مع رجل الأعمال الفرنسي اليهودي فيليب سولومون، والحاخام أفراهام مويال تتضمن عرضًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بوقف المظاهرات وأعمال العنف من جانب حركة حماس في قطاع غزة مقابل تحسين البنى التحتية في القطاع، مثل الكهرباء والصرف الصحي، وبناء ميناء أو مطار في القطاع.

العرض القطري على الجانب الإسرائيلي كما يقول السفير الإسرائيلي كان قبيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والذي كان يوم الرابع عشر من مايو الماضي، تزامنًا مع الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل، الذي يعتبر ذكرى النكبة بالنسبة للعرب والفلسطينيين.

وقد ذكر هكوهين أن الوسيطين قد أخبراه في لقاء بالعاصمة الفرنسية باريس بأن القطريين يعتقدون أن حماس تخطط لشيء كبير في غزة، يوم افتتاح السفارة الأميركية الجديدة في 14 مايو وأنهم يريدون المساعدة في منع ذلك، وذلك حسبما نقل المراسل السياسي للقناة الإسرائيلية باراك رفيد.

ويشير الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن العرض القطري وقتها كان خياليًا بالنسبة لهم، حسب قوله، وقد زعم أيضًا أن قطر لم تمانع من إجراء محادثاتٍ مباشرةٍ بين أمير قطر ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

إقرار قطري سابق

وإن صدق كلام السفير الإسرائيلي، الذي لم تنفه الدوحة أو تؤكده بعده، فإن الأمر ليس بجديدٍ على الدوحة، فقد صرح السفير القطري لدى واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني في يونيو من العام الماضي، بعدما قطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع بلاده، بأن قطر تقوم بالتنسيق مع إسرائيل بشأن قطاع غزة.

وفي أواخر شهر يوليو الماضي، كشف السفير القطري لدى فلسطين محمد العمادي، عن أن بلاده تتواصل مع جهاتٍ سماها بالنافذة داخل إسرائيل، وقد صرح وقتها بأن حركة حماس لا تريد الحرب مع إسرائيل، وإنما تريد هدنةً طويلة الأمد.

تلك التصريحات أزعجت حركة حماس، ودفعتها لنفي ما قاله السفير القطري وقتها، لكن المؤكد لنا الآن، طبقًا لتصريحات دبلوماسي قطر أن الدوحة تتواصل بالفعل مع إسرائيل، وأن ما قاله السفير الإسرائيلي هكوهين ما هو إلا حلقة من حلقات التنسيق القطري الإسرائيلي.