في ذكري ميلاده.. تعرف على أول من اكتشف البنزين

مايكل جيمز فاراداى
مايكل جيمز فاراداى

يحل اليوم ذكرى ميلاد مايكل جيمز فاراداى، العالم الكيمائي والفيزيائي الإنجليزي، أحد المشاركين في علم المجال الكهرومغناطيسي والكهروكيميائي، وأول من اكتشف البنزين، ودرس مسألة هيدرات الغاز واخترع آلة حرق البنزين، وأول من أطلق ألفاظ المصعد والمهبط والقطب والأيون.


ولد مايكل فاراداى في إنجلترا 22 سبتمبر عام 1791 من أسرة فقيرة، فقد كان واحداً من أربع إخوة، ولم يتلق إلا النذر اليسير من التعليم الأساسي فعلم نفسه بنفسه، وعمل صبياً في دكان لتجليد الكتب وهو في الرابعة عشرة من عمره وخلال سبع سنوات قضاها في هذا العمل كان قد قرأ العديد من الكتب من ضمنها كتاب "تحسين العقل" لمؤلفه إسحاق وات.

 

بحماسته قام بتطبيق ما ذكره المؤلف في كتابه مما جعله شغفاً بالعلم محباً له خاصةً علم الكهرباء، وكان متأثراً بكتاب "كلام في الكيمياء" لمؤلفه جين مارست، فدرس المجال المغناطيسي على موصل يحمل تيار كهربائي مستمر، وبذلك وضع أسس الكهرومغناطيسية، وهو مكتشف نظرية المحاثة والنفادية المغناطيسية وقوانين التحليل الكهربائي، وهو القائل بأن المغناطيسية تؤثر على الأشعة الضوئية ووضع أسس الربط بين هذين الظاهرتين.

 

عندما بلغ العشرين من عمره، كان في أواخر عهده بمتجر الكتب حضر بعض المحاضرات للكيميائي همفري دافي بالمؤسسة الملكية كما حضر أيضاً للأستاذ جون تاتوم، وبعد عدة محاضرات أرسل فرداي لهمفري دافي كتاباً من ثلاثمائة صفحة فيه تلخيص ما قاله دافي في محاضراته، وقد كان رد دافي سريعاً وفخوراً بمايكل فرداي، في بعض التجارب التي أجرها دافي حدثت انفجارات أدت إلى أن قطع اصبعان لدافي وفي مرة آخرى فقد إحدى عينيه. فقام باستدعاء مايكل فرداي لكي يكون مساعد شخصيا له.

                                                                                                                                   
رغم أن مايكل فرداي لم يدرس الرياضيات في المدارس غير القليل منها إلا أنه كان عالماً فذاً حيث صٌنف أنه من أعظم العلماء في التاريخ ، ففي نظام الوحدات الدولي نقوم بحساب قيمة المكثف ونقيسه بوحدة الفاراد على اسمه أي مايكل فرداي، وكذلك هناك ثابت فرداي أيضاً سمي على اسمه والذي يساوي 96,485 كولومب وهو شحنة المول الواحد من الإلكترونات.

 

سمي باسمه قانون فرداي للحث الذي يقول بأن تغير المغناطيسية في الزمن ينشئ قوى كهربية محركة، وأكثر ما عرف به فاراداى هو عمله في مجال الكهربائية المغناطيسية، وقد كانت أول تجربة مسجلة له هو إنشاء وحده خولئيه مكونه من سبع أنصاف عملات معدنية مع سبع أقراص من ورق الزنك بالإضافة إلى ست قطع ورق مبللة بماء مالح، ثم قام باستخدام هذه الوحدة في تحليل مركب كبريتات السيمغنسيا.

 

وفي سنة 1821 بعد أن اكتشف الفيزيائي والكيميائي هانز كريستين أورستد ظاهرة الكهرومغنطيسية، حاول دافي والعالم البريطاني هيول ولستون تصميم موتور كهربي ولكن فشلا، فقام فاراداى بمناقشة المشكلة مع العاملين ثم حاول بناء جهازين لتوليد ما سماه الدوران الكهرومغنطي حيث تقوم القوة المغناطيسية الدائرية بحركة دائرية متصلة حول سلك ويوضع سلك موضوع أخر في بركة من الزئبق بوجود مغناطيس في الداخل الذي سيدور حول مغناطيس لو مر تيار خلاله قادم من بطارية، وأما الجهاز الأخر فيدعى الموتور أحادي القطب، وهذه التجارب والاختراعات ساهمت في تأسيس تكنولوجيا الكهرومغناطيسة الحديثة.

وبعد اكتشافه للكهرومغناطيسية سنة1821 أستكمل فاراداى عمله المخبري في استكشاف خصائص المواد وتطوير خبرته.

وفي سنة 1824 قام فراداي بإنشاء دائرة كهربائية لدراسة إذا ما كان المجال المغناطيسي يمكنه أن يمرر تيار في سلك مجاور ولكن لم يتمكن من ايجاد هذه العلاقة ,وتبع هذه التجربة المعملية عمل مشابه باستخدام الضوء والمغناطيس من ثلاث سنوات سابقه ووصل إلى نفس النتائج ,وخلال السنوات السبع التالية قضى فراداي الكثير من وقته في تحسين وصفته للجوده البصرية للزجاج الثقيل ,وأستخدم لذلك بورو سلكيات الرصاص والذي استخدمه أيضا في دراساته رابطا الضوء بالمغنطه ,وفي أوقات فراغه من أعمله البصرية أكمل فراداي نشر أعمله المعملية (والتي ينتمي بعضها للمجال المغناطيسي) .

 

وأجرى مراسلات مع علماء آخرين (يعملون في المجال الكهرومغناطيسي) كان قد التقى بهم من قبل في رحلاته حول أوروبا مع دافي ,وبعد وفاة دافي بسنتين في سنة 1831 بدأ سلسلة عظيمة من التجارب والتي من خلالها اكتشف الحث الكهرومغناطيسي ,ويعتقد أن جوزيف هنري اكتشف الحث الذاتي قبل ذلك بعدة أشهر قبل فراداي وكلاهما تأثر بأعمال فراسيسكو زانتيديتش في إيطاليا بين سنتي 1829 و 1830.

 

توفي فاراداى في منزله في 25 أغسطس 1867 عن عمر ناهز 75 عاما و11 شهرا ,ودفن في مدافن اهاد جات وتبقى في سيرته الذاتية أنه عانى من حاله نفسية سيئة نتيجة الإرهاق العقلي.