تعرف على «كسوة الكعبة» الأثرية في «متحف النسيج»| صور 

كسوة الكعبة
كسوة الكعبة

«الكعبة» هي قبلة المسلمين.. لذا فهي موضع إجلال واحترام منهم سواء أفراداً أو حكاماً في مختلف المراحل التاريخية؛ وقد أوقف الحكام القرى للصرف من ريعها على صناعة كسوة الكعبة المشرفة.

 

يطلق مصطلح «كسوة الكعبة» على تلك الكسوة التي تغطي الجدران الأربعة للكعبة من أعلاها حتى أسفلها والمربوطة بحلقات نحاسية على القاعدة المرمرية بمحاذاة الأرض، وكان يطلق عليه أسماء عديدة منها «كسوة السعادة» «البوشيدة المباركة» أو «حجاب الكعبة المكرمة» أو «ستارة كعبة الله الحرم».

 

كان أول من كسا الكعبة المشرفة سيدنا «إسماعيل عليه السلام» واستمر بعد ذلك تقليد كسوتها إجلالاً واحتراماً لبيت الله الحرام.

 

ذكر المؤرخون أن كسوة الكعبة كانت تصنع قديماً من نسيج القباطي، ثم مع تطورت فنون النساجة المصرية حتى أصبحت تنسج بالتطريز، ونسجت من نسيج الديباج المخوص بالذهب.

 

وتتكون عادة كسوة الكعبة من ثمانية أجزاء "ستور" تكسو جوانب الكعبة الأربع بواقع سترين لكل ضلع وتزينها أشرطة كتابية قرآنية ثم شريط كتابي قرآني يدور حول جوانب الكعبة من أعلاها ويسمى «رنك» ثم شريطان يتدليان من أعلى ضلع باب الكعبة والضلع المقابل له يطلق عليها «كراديس» وتتآلف الكسوة الداخلية من ستارة باب الكعبة «البراقع، كسوة مقام سيدنا إبراهيم، كسوة الحجرة النبوية، ستارة باب التوبة، ستارة باب المنبر، كيس لحفظ مفتاح الكعبة».

 

أما دور صناعة وإعداد الكسوة بمصر فهناك أماكن كثيرة صنعت بهاء من أشهرها محافظات الشرقية ودمياط، ومنطقة القلعة، ودار الإسكندرية، وأخيراً دار الخرنفش بالقاهرة.

 

تحتفظ بعض المتاحف المصرية بنماذج لأجزاء من كسوة الكعبة من أوائل العصر العثماني وأسرة محمد علي، من أشهرها تلك المحفوظة بمتحف النسيج المصري بشارع المعز و التي ترجع إلى عهد الملك فاروق الأول.

 

وتتكون من مجموعة من الأشرطة المنسوجة من الحرير الكحلي مطرز عليه كتابات منفذة بخيوط من فضة بطريقة السيرماء ، كما تتضمن آيات من القرآن الكريم واسم من أمر بصناعتها وتأريخها. 

 

يذكر أن كسوة الكعبة كانت تُرسل إلى مكة المكرمة بواسطة محمل عظيم يصطحب قوافل الحجاج، وكان من أشهر تلك المحامل المحمل المصري؛ وفاق كل المحامل العربية في تجهيزه وإعداده وتنظيمه واحتفالاته.