حوار| سفير مصر بالأمم المتحدة: السيسي و 95 رئيس دولة يفتتحون الدورة 73

السفير محمد إدريس
السفير محمد إدريس

• القاهرة تشارك في قمة "مانديلا"‬ و8 اجتماعات لمكافحة الإرهاب والشباب


• إلقاء الرئيس لبيان مصر في "‬الجمعية العامة" فرصة لتوجيه رسائلنا للعالم


• القضية الفلسطينية على رأس الملفات التي سيبحثها الرئيس السيسي


• فريق عمل للتحضير والإعداد الجيد للزيارة بتنسيق يومي مع وزير الخارجية


• نرفض أي تدخلات خارجية في الشأن العراقي وندعم وحدة اليمن واستقلاله


• موقفنا واضح في الأزمة السورية  بإعلاء المصلحة العامة للسوريين

 

 

أيام قليلة ويشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتعد تلك المشاركة هي الخامسة للرئيس السيسي عقب توليه رئاسة البلاد.

 

ويحرص الرئيس على المشاركة السنوية في تلك الاجتماعات المهمة وإلقاء بيان مصر أمام الجمعية العامة لتوجيه رسائل مهمة إلى المجتمع الدولي، ونقل الرؤية المصرية لكافة القضايا والأوضاع الداخلية، ورؤيتها للوضع الإقليمي، والدولي، مما يعطي انطباعًا حقيقيًا باهتمام الدولة المصرية، ممثلة في قيادتها، بعمل الأمم المتحدة، وقضاياها التي تمثل أجندة الاهتمامات الدولية، وتؤكد على استقرار الدولة المصرية، وتعكس صورة مصر الحديثة، بما في ذلك انفتاحنا على الآخرين.

 

وللتعرف على تفاصيل مشاركة الرئيس السيسي، وبرنامج زيارته لنيويورك، أجرت "الأخبار" الحوار التالي مع السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة.

 

 وإلي نص الحوار:

 

• يشارك الرئيس في أعمال الجمعية العامة الأسبوع المقبل، فما أهم محطات برنامجه واستعداداتكم لهذه الزيارة المهمة؟

 


- الاستعدادات لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح دورة الجمعية العامة، تتم عادة بشكل مسبق قبل بداية الزيارة بعدة أشهر، حيث يتم تكوين فريق عمل لذلك الغرض ببعثة مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك برئاستي للإعداد لكافة جوانب الزيارة، سواء من الناحية الموضوعية أو اللوجستية، بما في ذلك الإعداد للمقابلات المختلفة للرئيس ومشاركته في الاجتماعات والفعاليات التي تجرى بالأمم المتحدة وخارجها على هامش افتتاح دورة الجمعية العامة، ويتم في ذلك الصدد تنسيق شبه يومي مع وزارة الخارجية في القاهرة، وتحت إشراف مباشر من وزير الخارجية سامح شكري.

 

وفيما يخص الدورة رقم 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنها سوف تبدأ اليوم 18 سبتمبر، في ضوء ما يقضي به النظام الداخلي للجمعية العامة، من أن تنعقد كل سنة في دورة عادية تبدأ يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر، وسوف يبدأ الشق رفيع المستوى من الدورة يوم 25 سبتمبر الجاري، وهو النقاش العام للدورة الذي يقوم خلاله رؤساء وفود الدول بإلقاء بيانات دولهم أمام الجمعية العامة.

 

وقد تم الاتفاق علي أن يكون موضوع ‬"جعل الأمم المتحدة وثيقة الصلة والأهمية للجميع: القيادة العالمية والمسؤوليات المشتركة لتهيئة مجتمعات يسودها السلام والتكافؤ" محورًا للنقاش العام للدورة رقم 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

 

ماذا عن العدد المتوقع حضوره من القادة والزعماء للدورة 73 للجمعية العامة؟

 


- من المتوقع أن يشارك في النقاش العام للدورة رقم 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة حوالي 95 رئيس دولة بينهم مصر، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والأردن، وسويسرا، ونيجيريا ، والعراق، ولبنان، وجنوب إفريقيا، وإيران، وفلسطين، فضلاً عن نواب رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات ووزراء خارجية دول تشمل بريطانيا، واليابان، والكويت، وإسرائيل، وجنوب السودان، وإندونيسيا، والسعودية، والسودان، وباكستان.

 


أجندة التنمية


• ما أهم الفعاليات رفيعة المستوى التي سيشارك فيها القادة والزعماء على هامش الدورة 73 للجمعية العامة ؟

 


- من أهم تلك الفعاليات قمة نيلسون مانديلا للسلام، والتي سوف تُعقد يوم الإثنين ٢٤ سبتمبر احتفالاً بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الجنوب إفريقي ‬نيلسون مانديلا، وهي القمة التي سوف يشارك فيها العديد من رؤساء وملوك الدول، ومن المنتظر أن يبرز بيان مصر في هذه الاحتفالية ، مع التأكيد علي دوره التاريخي إزاء قضايا التحرر الوطني ومناهضة العنصرية وتحقيق التنمية للشعوب الإفريقية.


كما سيتم عقد الاجتماع رفيع المستوى حول تمويل أجندة التنمية 2030، والذي سوف يعقد بناءً على دعوة من سكرتير عام الأمم المتحدة يوم 24 سبتمبر، وهو الاجتماع الذي يهدف إلى إطلاق استراتيجية سكرتير عام الأمم المتحدة حول تمويل أجندة التنمية المستدامة 2030، وكذلك حشد الدعم اللازم لسد الفجوة التمويلية من أجل تحقيق وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.


وتشارك مصر في الحوار رفيع المستوى للسكرتير العام للأمم المتحدة حول "‬تنفيذ اتفاق باريس لتغيرالمناخ والطريق إلى مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ"، والذي سوف يٌعقد يوم 24 سبتمبر.

 

أهمية المشاركة المصرية تأتي في ضوء تولي مصر بصفتها رئيس مجموعة الـ 77 التفاوض على مخرجات مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين الذي يهدف إلى تفعيل كافة بنود اتفاق باريس لتغير المناخ، وتنفيذها خاصة البنود ذات الصلة بحشد موارد التمويل وتعزيز إجراءات التكيف.


و أيضاً تشارك مصر في حدث رفيع المستوى بشأن إعلان الالتزامات المشتركة لعمليات حفظ السلام، والذي سوف يعقد يوم 25 سبتمبر 2018، بدعوة من سكرتير عام الأمم المتحدة، لاعتماد إعلان سياسي، هو الأول من نوعه، في مجال حفظ السلام، حيث يتضمن الإعلان – الذي شاركت مصر في صياغته - مجموعة من الالتزامات المشتركة تقرها الأطراف المعنية بعمليات حفظ السلام الأممية.

 

 من المنتظر أن يلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي بيان مصر، للتأكيد على مواصلة الحكومة المصرية - بكافة هيئاتها ومؤسساتها المعنية - الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لتعزيز مساهماتها الميدانية بقوات وأفراد، وكذلك دعمها السياسي واللاستراتيجي واللوجستي لعمليات حفظ السلام حول العالم، وخاصة في القارة الإفريقية.


الرئيس السيسي سيقوم أيضاً بإلقاء الكلمة الافتتاحية للاجتماع الوزاري لمجموعة الـ77 والصين، الذي سوف يُعقد يوم 27 سبتمبر بمشاركة سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك في ضوء رئاسة مصر للمجموعة خلال عام 2018.


مصر ستشارك يوم 24 سبتمبر في حدث رفيع المستوى تعقده المبعوثة الخاصة للشباب والسكرتير العام للأمم المتحدة لإطلاق "استراتيجية الشباب 2030".


وتشارك مصر في الاجتماع رفيع المستوى المعني بمكافحة السل، والذي يُعقد بدعوة من رئيس الجمعية العامة يوم الأربعاء، ٢٦ سبتمبر وهو الاجتماع الأول من نوعه بشأن مكافحة مرض السل.


وتساهم في الاجتماع رفيع المستوي لإجراء استعراض شامل للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، والذي يُعقد بدعوة من رئيس الجمعية العامة يوم الخميس، ٢٧ سبتمبر وهو الاجتماع الذي يهدف إلى الخروج بالتزامات دولية للوقاية والتحكم في الأمراض غير المعدية، ومن المتوقع أن يتضمن بيان مصر نيابة عن دول مجموعة الـ 77 والصين الدعوة إلي زيادة المساعدات التنموية اللازمة لمواجهة الأمراض ذات الصلة.

 


• جهود مصر لمكافحة الإرهاب مستمرة محليًا وإقليميًا ودوليًا وسط إشادة عالمية فما أهم الاجتماعات التي سوف تشارك فيها مصر في الدورة الحالية ؟

 


- في إطار موضوعات مكافحة الإرهاب، سوف تشارك مصر في عدد من الاجتماعات المهمة ومنها الدورة التاسعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب التي ستُعقد يوم 26 سبتمبر، وهو الاجتماع الذي يعقد سنوياً على المستوى الوزاري في نيويورك علي هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، لتناول كافة الأبعاد ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.


وستشارك مصر في الحدث رفيع المستوي، الذي سوف تعقده كازاخستان يوم 28 سبتمبر على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماد مدونة سلوك حول مكافحة الإرهاب، وهي المدونة التي تم التوصل إليها بعد مفاوضات عقدت على مدار الأشهر الماضية لاعتماد مدونة سلوك تتضمن أهم المبادئ التي يتعين على الدول الالتزام بها في إطار جهود مكافحة الإرهاب.


ومصر كانت من أوائل الدول التي دعت إلي إنشاء مكتب بسكرتارية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وقد تم ذلك خلال عملية المراجعة الدورية الخامسة للاستراتيجية العالمية للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب عام 2016،.

 

مصر تعتبر من الدول التي لها باع طويل، وخبرة عريضة في موضوعات تجنب ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي ينعكس علي أداء وفد مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وتدركه كافة الدول الأعضاء وكذلك سكرتارية الأمم المتحدة.

 


• القضية الفلسطينية دائمًا ما تأتي على رأس أولويات الدبلوماسية المصرية في كافة المحافل الدولية ماذا عنها؟

 


- فيما يخص القضية الفلسطينية، من المقرر أن يشهد الشق رفيع المستوى للجمعية العامة، عدداً من الاجتماعات التي تتناول القضية الفلسطينية، وذلك في إطار اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي، وحركة عدم الانحياز التي تنعقد على المستوي الوزاري، هذا، فضلاً عن الاجتماع الوزاري الخاص بلجنة تنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني، الذي تشارك فيه مصر سنوياً في نيويورك.


والقضية الفلسطينية على رأس الموضوعات التي سيتناولها الرئيس ووزير الخارجية سامح شكري في اللقاءات الثنائية، سواء مع الأطراف الإقليمية أو الدولية، فضلاً عن الاجتماعات غير الرسمية التي سوف تعقد على هامش الشق رفيع المستوي حول الأزمات في الشرق الأوسط أو حول التحديات التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "‬الأونروا".

 


ومصر قامت بجهود كبيرة كذلك في إطار رئاستها السابقة، وعضويتها الحالية، للجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، سواء من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف وعقد المؤتمرات الدولية، بهدف سد العجز الموازنة، وذلك للتعامل مع التحديات التي تواجهها الوكالة حالياً والتي تؤثر سواء على الجانب الفلسطيني لا سيما بقطاع غزة ، أو على الدول العربية الشقيقة التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين.

 


بالتوازي مع ما تقدم، تستمر مصر في جهودها الهادفة لتحقيق المصالحة الفلسطينية واضعةً في ذهنها الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، وأهمية وحدة الفلسطينيين تحت مظلة منظمة التحرير لتدعيم الموقف التفاوضي الفلسطيني، كما تبذل جهداً كبيراً في تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة من منطلق شعورنا بالمسئولية المعنوية تجاه أشقائنا هناك، ورغم إدراك الجميع أن المسئولية الرئيسية والقانونية في هذا الصدد تقع علي عاتق دولة الاحتلال وفقاً لاتفاقات جنيف الدولية.

 


مصلحة الشعب السوري

 


• وماذا عن رؤية مصر لأهم القضايا والأزمات العربية ومنها الأزمة السورية؟

 


- بالنسبة للأزمة السورية، من المقرر أن تشارك مصر في الاجتماع الوزاري الذي يعقده الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا، وذلك في إطار متابعة اجتماعي بروكسل المعنيين بدعم الدولة المستضيفة للاجئين السوريين.

 

 مصر سعت للالتزام منذ البداية بموقف واضح يعلي المصلحة العامة للسوريين بصرف النظرعن توجهاتهم، أو التوازنات السياسية الدولية وحالة الاستقطاب التي أثرت بالسلب على الأزمة، لاسيما من خلال التعامل مع الوضع الإنساني المتدهور غير المسبوق في سوريا، والدفع نحو التسوية السياسية من خلال تشجيع عملية جنيف، وكذلك دعم الوضع السياسي لرموز المعارضة السورية الوطنية في وقت علت فيه أصوات التطرف والإرهاب، خاصةً تلك الرموز التي ساهمت في إنشاء ما يعرف الآن بـ"‬بمنصة القاهرة" والتي تمت الإشارة إليها في قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤.

 


وحول الأوضاع في اليمن والعراق وليبيا، مصر تتبني موقفاً ثابتاً بالنسبة للشأن العراقي يقوم علي أن قوة واستقرار العراق تكمن في وحدة أراضيه وسيادة شعبه على ترابه الوطني، مع رفض أي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي العراقي، خاصة تلك التدخلات التي تؤدي إلي تأجيج الفتن وترسيخ الانقسام بين مكونات الشعب العراقي، بما يغذي التربة الحاضنة للفكر المتطرف والإرهاب والذي يعاني منه الشعب العراقي وتدفع ثمنه شعوب المنطقة بأسرها.

 


وفيما يخص الأزمة اليمنية، فالموقف المصري يتأسس على ثوابت سياستنا الخارجية والتي يتصدرها دعمنا للشرعية، وفي هذه القضية شرعية الرئيس هادي وحكومته، فضلاً عن دعمنا لوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، ورفض التدخل في شئونه الداخلية، وجاءت مشاركة مصر بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتأييد الجهود السياسية التي تستهدف تسوية الأزمة سلمياً علي أسس المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني لعام 2013، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار 2216.

 

 وحول الأزمة الليبية، فإن الشقيقة ليبيا بها إحدى أخطر مظاهر الأزمات في دول المنطقة، وهي انتشار الجماعات المسلحة وعدم قدرة مؤسسات الدولة على ممارسة مهامها، ونحن على اقتناع بأن السبيل الأمثل والرئيسي للتعامل مع الأزمة الليبية، هو من خلال دعم الاتفاق السياسي الليبي وخطة عمل الأمم المتحدة، وحتي يتسنى، فإن هناك حاجة ملحة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية والقضاء على ظاهرة الميليشيات، وتعمل مصر لتوفير الظروف الملائمة لهذا التوحيد مع الحرص على عدم التدخل في تفاصيله كونه شأناً ليبياً، نجاح الجهود المصرية وكذلك جهود الأمم المتحدة، يتطلب من المجتمع الدولي وقفة حاسمة ضد تمويل ودعم العناصر الإرهابية في ليبيا.

 


قمم ثنائية

 


• ماذا عن اللقاءات الثنائية التي سيعقدها الرئيس علي هامش مشاركته في الجمعية العامة؟

 


- فيما يتعلق باللقاءات الثنائية التي سيعقدها الرئيس السيسي، فإنه يجري العمل على ترتيب لقاءات للرئيس مع عدد من القادة وكبار المسئولين الدوليين، من بينهم سكرتير عام الأمم المتحدة، ورئيس البنك الدولي، فضلاً عن قادة عدد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية والغربية، ورؤساء كبرى الشركات الأمريكية، ومع بعض الشخصيات الأمريكية المؤثرة، وبالإضافة إلى ذلك فإنه من المقرر أن يعقد الرئيس عدداً من المقابلات الإعلامية مع قنوات إعلامية دولية.

 


• ماذا عن أهم الملفات التي ستحظى باهتمام مصر خلال مشاركتها في اجتماعات الأمم المتحدة؟

 


- جدول أعمال الجمعية العامة، يتضمن على غرار الدورات السابقة بنوداً مهمة للأولويات والمصالح المصرية، تشمل موضوع تحقيق النمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة، بما في ذلك الموضوعات المرتبطة بالقضاء على الفقر، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة ، والتصدي لظاهرة تغير المناخ، والموضوعات المرتبطة بالصحة ومكافحة الأمراض، وتسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض التنمية المستدامة، والمسائل المتعلقة بالسياسات الاقتصادية، والتجارة الدولية والنظام المالي الدولي.

 


ويتضمن الجدول أيضاً بنوداً مرتبطة بموضوعات حفظ السلم والأمن الدوليين، والتي تشمل النزاعات السياسية على غرار الحالة في الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية، والوضع في أفغانستان، والمسألة القبرصية، وغيرها من الموضوعات السياسية الأخرى المرتبطة بنزاعات ما زالت قائمة حتى الآن، كذلك سوف يتضمن جدول أعمال الجمعية العامة، موضوعات حفظ وبناء السلام.

 


وهناك قضايا مهمة للأمن القومي المصري، وقضايا الشرق الأوسط، سواء كانت القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والوضع في ليبيا، واليمن، وقضايا مكافحة الإرهاب بما في ذلك وقف تمويل الإرهاب وإمداده بالسلاح أو توفير أي دعم له، ومنع توفير الملاذ الآمن للإرهابيين، والتعامل مع ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والتصدي لرسائل الإرهاب وأيديولوجياته، فضلاً عن قضايا التنمية في إفريقيا، وتعزيز احترام القانون الدولي، وحماية حقوق الإنسان، إضافة إلى موضوعات حفظ وبناء السلام التي تعتبر على رأس الأولويات المصرية في إطار عمل الأمم المتحدة.

 


• ما أهم مشاركات مصر في الأمم المتحدة خلال الفترة الأولى من ولاية الرئيس السيسي؟

 


تشارك مصر دائماً بنشاط وفاعلية في أعمال الأمم المتحدة، بما في ذلك في الشق رفيع المستوى لدورة الجمعية العامة، إلا أنها كانت عادة تتم على مستوى وزير الخارجية، وبالتالي فإن ما يميز فترة مشاركة مصر في الأمم المتحدة خلال فترة حكم الرئيس السيسي هو حرصه على المشاركة في افتتاح الجمعية العامة، وبالتالي الارتقاء بمستوي تمثيل مصر في هذا المحفل إلى المستوى الرئاسي، وهو أمر إيجابي وهام بكافة المقاييس.

 

كل هذا يعطي انطباعاً حقيقياً قوياً باهتمام الدولة المصرية، ممثلة في قيادتها، بعمل الأمم المتحدة وقضاياها التي تمثل أجندة الاهتمامات الدولية، وهو الأمر الذي يخلق زخماً يمكن البناء عليه لتعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والأمم المتحدة، وإبراز دور مصر وإسهاماتها الإقليمية والدولية، وهو ما يترتب عليه تعظيم استفادة مصر من أنشطة المنظمة وتحقيق مصالحنا من خلالها، وتعزيز الوضعية والمكانة المصرية علي الساحة الدولية.

 

مشاركة الرئيس السيسي في افتتاح الجمعية العامة، وقيامه بإلقاء بيان مصر أمام الجمعية العامة، تعتبر فرصة ممتازة لتوجيه رسائل هامة إلى المجتمع الدولي، من خلال أهم المحافل العالمية، مما يعكس الرؤية المصرية للتحديات الدولية، فالمشاركة  تؤكد على استقرار الدولة المصرية ، وتعكس صورة مصر الحديثة، بما في ذلك انفتاحنا على الآخرين، والتأكيد على احترامنا للقانون الدولي، ومعايير حقوق الإنسان، وحرصنا على تحقيق التنمية والاستقرار ونهضة اقتصادية في مصر، والإشارة إلى جهودنا في مجال مكافحة الإرهاب، والتي تصب في مصلحة المجتمع الدولي ككل، والتأكيد علي رؤيتنا إزاء القضايا الإقليمية الهامة، وكذلك استعراض الإنجازات التي يتم تحقيقها داخلياً علي كافة الأصعدة.

 

 


قضايا إفريقيا

 


• مصر ستترأس الاتحاد الإفريقي 2019 فما نصيب القارة السمراء من الاهتمامات المصرية في اجتماعات الأمم المتحدة؟

 


- الموضوعات الإفريقية تأتي في مقدمة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية، ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا، وإنما كذلك لاعتبارات المصالح المشتركة والمصير الواحد، وهو الأمر الذي يكتسب أهمية خاصة هذا العام عقب اختيار القمة الإفريقية لمصر كرئيس للاتحاد الإفريقي لعام 2019.

 


وفي هذا الإطار، يتضمن برنامج عمل الرئيس خلال تواجده في نيويورك عدداً من المقابلات الثنائية مع رؤساء الدول الإفريقية على هامش الشق رفيع المستوى لدورة الجمعية العامة، حيث سيتم بحث التطورات المتعلقة بموضوعات السلم والأمن بالقارة خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في جنوب السودان، وليبيا، ومنطقتي الساحل والبحيرات العظمي، بالإضافة إلى سبل دفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا.

 


مصر تهتم كذلك بتعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، خاصة مع قرب توليها لرئاسة الاتحاد الأفريقي في يناير 2019 من خلال تقوية الأطر التعاهدية القائمة في هذا الصدد، وتحقيق المزيد من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بالتعامل مع النزاعات القائمة بالقارة من خلال تكامل الجهود الأممية والإفريقية بالبناء على الميزات النسبية التي تتمتع بها كل منظمة، وكذلك دعم برامج الاتحاد الإفريقي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بإفريقيا وفقًا لأولويات واحتياجات دول القارة.