خلال المؤتمر الخامس لجمعية الصحة الإنجابية

طرق جديدة لاستخلاص الحيوانات المنوية من الخصية وتنشيط المبايض

د.مدحت مراد - رئيس المؤتمر
د.مدحت مراد - رئيس المؤتمر

اختتمت الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية، مؤتمرها الدولي الخامس، اليوم الجمعة 14 سبتمبر، بحضور أكثر من 2000 خبير وأخصائي من مصر ومختلف دول العالم.


يعد المؤتمر، أكبر وأضخم المؤتمرات في مصر والشرق الأوسط، لمناقشة أحدث الأساليب والتطبيقات لتشخيص وعلاج تأخر الإنجاب، وأمراض الذكورة، والنساء والتوليد، والعقم.

 

أسلوب جديد للفحص الوراثي

 

وأكد أستاذ الذكورة والعقم بطب قصر العيني، ورئيس الجمعية المصرية للصحة الإنجابية، د.مدحت عامر، أن انعقاد المؤتمر هذا العام يأتي استمرارًا لجهود الجمعية في استعراض أحدث الأبحاث العلمية العالمية، والطرق التشخيصية والعلاجية، ونقلها إلى الأطباء المصريين، للارتقاء بمستوى وكفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

 

وأعلن "عامر" أن المؤتمر في دورته الخامسة، تناول بالبحث والدراسة التقنية الحديثة المستخدمة في فصل الجسم القطبي من البويضة وهو أسلوب مستحدث للفحص الوراثي، ويعتمد على تواجد المادة الوراثية بالجسم القطبي، وهو ما يمنع التأثير المحتمل على الأجنة في حالة أخذ عينة من الجنين مباشرة.

 

أسباب الفشل المتكرر لعملية الحقن المجهري

 

وأشار د.مدحت عامر، إلى أن هذه التقنية تبشر بتحسن معدلات نجاح الحقن المجهري، وذلك في إطار مناقشة نتائج وتطبيقات التقدم المذهل في عالم الجينات بتقنياته المختلفة، مثل "CGH ARRAY- NGS" وغيرها من الوسائل التي أدت إلى حدوث ثورة في مجال تشخيص العيوب الكروموسومية أو الجينية في الأجنة بعد فحص خلاياها وقبل نقلها للرحم، وكذلك أحدث استخدامات الموجات الصوتية في حالات عديدة، لمتابعة تنشيط التبويض وهو مايعد حاليًا الوسيلة الأساسية لمتابعة نشاط المبايض ومدى استجابتها، بجانب تحاليل هرمونات التبويض، ومناقشة أحدث البروتكولات والطرق المحفزة لاختبارات المادة الوراثية بتقنياتها المختلفة، فضلا عن استعراض نتائج الأبحاث الحديثة التي تمثل ثورة في الحضانات والمواد المستخدمة، وكذلك الفحص الوراثي لاختيار الأجود من الأجنة، واختبارات كفاءة بطانة الرحم لاختيار الوقت المناسب للنقل.

 

وأضاف أستاذ الذكورة والعقم بطب قصر العيني، ورئيس الجمعية المصرية للصحة الإنجابية، أن مناقشات المؤتمر تناولت مراجعة الأبحاث لتجنب الأخطار نادرة الحدوث في نظم الجودة المتبعة في معامل أطفال الأنابيب، واستعرض المستجدات بشأن أساليب التجميد التى تزيد نسب نجاحها من سنة إلى أخرى.

 

ولفت "عامر" إلى أن المؤتمر أولى اهتماما خاصا ببحث أسباب وعلاج الفشل المتكرر لعملية الحقن المجهري مثل تقدم السن، ووجود مشاكل في بطانة وتجويف الرحم مثل بعض الالتصاقات، ووجود مشاكل في الكروموسومات أو الجينات لدى الزوجين، وكذلك بعض الأسباب المناعية التي قد تؤثر على علاقة الجنين ببطانة الرحم، ووجود عيوب تشريحية في الرحم مثل بعض الأورام الليفية، والتى يفضل استئصالها طبقا لشروط معينة مثل الحجم ومكان وجودها.

 

وقال د.مدحت عامر، إن المسح الميكروسكوبي للخصية يعد أحدث طرق استخلاص الحيونات المنوية وأدقها لأنه يساعد على أخذ عينات أكثر، وبالتالي زيادة فرص الاستخلاص، كما يقلل من حدوث مضاعفات مثل حدوث ضمور بالخصيتين، ولذلك أفرد المؤتمر جلسة خاصة لتبادل التجارب الناجحة بهذا الخصوص.

 

طرق حديثة للتقليل من مشاكل مرضى التكيسات

 

وقال سكرتير الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية، د.وليد حامد، إن الأوراق البحثية للمؤتمر تضمنت حالات تكييس المبايض، وكيف أنه لا يحول في حد ذاتة دون الحصول على بويضات، بل يوفر احتمالية الحصول على بويضات أكثر.

 

وأضاف د.وليد حامد، إن الجديد في العلاج يتمثل في وجود طرق علمية حديثة تعمل على تقليل فرط الاستجابة التي قد تحدث لبعض مرضى التكيسات، ورصد نتائج الأدوية الحديثة، وبروتوكولات علاج، وخبرات الأطباء فى هذا الشأن، كما تم مناقشة دور هرمون الأنسولين الهام جداً في عملية التمثيل الغذائي بالمبيضين ويعد أحد العوامل الرئيسية في حالات تكييس المبيضين مع التركيز على تطبيقات البروتوكول المضاد للجونادوتروين، وهي طريقة استحدثت للإخصاب المساعد قللت من أيام التنشيط واعتمدت أسلوب علمي حديث للتقليل من أعراض فرط الاستجابة للأدوية لحالات معينة.

 

وتابع: "الأبحاث ناقشت المستجدات في استخدامات منظار الرحم لتنشيط البطانة، وزيادة فرص نجاح الحمل للحالات التي سبق و فشل معها عملية الحقن المجهري، وكذلك استخدام المنظار في علاج بعض الحالات التي تعانى من مشاكل في بطانة وتجويف الرحم، وأهمية إعطاء مثبتات للحمل في حالات الحقن المجهري لما أثبتته الأبحاث من أن ذلك يزيد من فرص انغراس الأجنة في بطانة الرحم ، ويقلل من فرص حدوث إجهاض مبكر بعد انغراس الأجنة".

 

واستطرد د.وليد حامد: "المؤتمر ناقش التقدم البحثي والتطبيقي في حالات نقص مخزون التبويض، والاستجابة الضعيفة وما وصلت إليه التجارب على البشر في بعض المراكز في أوروبا وأمريكا، عبر نقل الخيوط الخلوية للبويضات لتتحسن جودتها، وكذلك الأجنة، وهوما يزيد فرص النجاح خاصة لحالات متقدمي السن وضعيفي المخزون".

 

وأعرب سكرتير الجمعية المصرية للصحة الإنجابية، عن اعتزازه بالفوائد التراكمية التى تحدثها المؤتمرات المتوالية للجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية بالتعاون مع مستشفي آدم الدولي، خاصة لما تتناوله من أحدث الأبحاث والتطبيقات التقنية، وبروتوكولات العلاج، مشيرًا إلى أن أهم المستجدات التي يتناولها المؤتمر في دورته الجارية تتمثل فيما أحدثته مؤخرًا الثورة في مجال التحاليل والفحوصات، باكتشاف الكثير من الأسباب المناعية والكروموسومية والتشريحية التي قد تؤدي إلى حدوث فشل متكرر، وأيضًا حدوث تطور هائل في مجال فحص الكروموسومات وجينات الأجنة قبل نقلها إلى الرحم، مما يزيد من فرص انغراس هذه الأجنة، وفرص نجاح الحقن المجهري".

 

أما استشاري النساء والعقم والحقن المجهري، د.حسام الدين فاهم، فقد قال إن المؤتمر تناول بالبحث والدراسة مجال تجميد أنسجة المبيض والبويضات، والنجاحات الكبيرة التى تحققت فى طرق زيادة فرص نجاة البويضات، وأنسجة المبيض بشكل كبير بعد فكها حيث وصلت فرصة نجاة البويضات إلى حوالي 95%.

 

وأشار "فاهم" إلى أن ذلك يتكامل مع نجاح الجهود البحثية التي ناقشها المؤتمر أيضا بشأن الفحص الجيني لاكتشاف عيوب خلقية في مجال الأجنة قبل إرجاعها حيث تم التوصل إلى وسائل وطرق جديدة للفحص مثل "NGS" وهي الأكثر دقة في تشخيص العيوب الكروموسومية، وهوما أدى إلي زيادة معدلات نسب نجاح الحقن المجهري لحالات الفشل المتكرر والسن المتقدم للزوجة، ووجود تاريخ مرضي بوجود مشاكل كروموسومية في أحد الزوجين أو في عائلتهما.

 

تناول الفيتامينات يحسن كفاءة الرحم

 

وفي سياق ذي صلة قال استشاري النساء التوليد د. مها الشاهد، أن المؤتمر خصص جلسة لمناقشة مشاكل السيدات فوق سن الأربعين، والتي لا تتوقف فقط عند وجود ضعف في مخزون التبويض، ولكن لوجود مشكلة في جودة البويضات أيضًا، لذا تم استحداث بروتوكولات متطورة للتنشيط كما ابتكرت تقنيات جديدة لفحص الأجنة كرموسوميًا قبل نقلها للرحم، ومع توافر معمل وأخصائيي أجنة لهم خبرة طويلة ثبت أن ذلك يعزز فرص زيادة نسب النجاح في الحقن المجهري للحالات التى تجاوزت سن الأربعين من السيدات.

 

كما أكدت "الشاهد" أن أبحاث المؤتمر سلطت الضوء مجددًا على أهمية الالتزام بضوابط تناول الفيتامينات، وبعض المكملات الغذائية لتحسين كفاءة البويضات، والرحم، مما يساهم في تحسين النتائج.