نفسيون: «المتأسلمون» وراء انتشار الإلحاد.. والثورة الثقافية هي الحل

أعضاء الجماعات الإرهابية
أعضاء الجماعات الإرهابية

أصاب فيروس "الإلحاد" قطاعا كبيرا من شباب مصر في فترة ما قبل ثورة 30 يونيو، وانقلب الكثيرون على الجماعات الإسلامية، وخاصة تنظيم "الإخوان" بعد أن ارتدوا "لواء الدين" من أجل تحقيق مصالح الجماعة، كالسيطرة على الحكم، ومجلسي الشعب والشورى، والمؤسسات الحكومية، بهدف ترسيخ بذرة "الجماعة" في قلب مصر.


سبب الإلحاد
وعزا عدد من خبراء علم النفس بعد أن حللوا ظاهرة الإلحاد، السبب في تناقض أفعال قيادات الجماعة مع تصرفاتهم، واتجاههم إلى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المواطنين.


تشويه الدين
في هذا السياق، قال د. أحمد هلال، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر سابقا، إن الدين الإسلامي مشوه منذ زمن، موضحا أن الجماعات الإسلامية كانت السبب الأقوى في ذلك، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف "هلال" لـ "بوابة أخبار اليوم"، أن معاملات الإخوان شوهت الدين، مستطرا: كرهوا الناس في الدين، فكانوا يقولون ما لا يفعلون.

وذكر استاذ علم النفس، أن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أوصونا في الحديث الشريف: "كونوا مبشرين ولا تكونوا مكفرين"، ورغم ذلك نفر الإخوان الناس وخاصة فئة الشباب منهم ومن الدين، إذ قالوا إنهم سيطبقون الدين ويساعدون الفقراء دون تنفيذ ذلك على أرض الواقع.

وتابع قائلا: "الشباب كفر بالجامعات المتأسلمة، لأنهم كذبوا على الشعب، ونصبوا باسم الدين، وحاولوا تضليل الناس، واعتبروا مصر والدول العربية عبارة عن بقرة يحلبونها، وكله على حساب الشعب".


مصالح الجماعة
وأضاف "هلال": "الدين تم تشويه من قبلهم لتحقيق المصالح وحصد المكاسب، وحذر الله سبحانه وتعالى ورسوله من تجار الدين".

 

طرق المواجهة
وعن طرق مواجهة انتشار الإلحاد، قال :"الشباب يحتاجون قدوة، وبعض الدعاة يلهثون وراء الفنانات الجميلات، وقيادات الإخوان كانوا يفعلون ذلك من أجل مصالح خاصة".

 

ثورة ثقافة
وطالب "هلال" الشباب بالبعد عن تجار الدين، والنظر إلى جوهر الدين، وعدم تجسيده في شخصيات الجماعات الإسلامية، متابعا: "الشباب لين ويحب التواصل مع كل من يتحدث عن الدين ولكن بيسر، وليس من يكفرون الناس، فتلك كانت مأساة كبرى".

وتابع: "أحد مظاهر التخلف هو تتبع هؤلاء، والشباب صدم منهم لأنهم شوهوا الدين، ولكن إعادة تصويب الخطاب الديني أعاد الشباب إلى الطريق الصحيح".

وأضاف في نهاية تصريحاته: "نحن في حاجة إلى ثورة ثقافية، ومقرات فكرية وثقافية وأدبية تتعامل مع الشباب لاعادتهم إلى الطريق الصحيح".


قدوة الشباب
وقال الدكتور جمال فرويز، الاستشاري النفسي، إن الشباب المصري دائما يبحث عن قدوة يحتذي بها، موضحاً أنه دائما ما يتبع أي شخص يقربه إلى الله، فيظل يبحث عنه، وعندما يجده يبدأ في فهم طريقته في التعاملات بالصيغة الدينية.


أقوال لا أفعال
وأضاف "فرويز" لـ "بوابة أخبار اليوم"، أن ظهور جماعات الإسلام السياسي أمام الشباب كان "فرصة قوية" لمقارنة أقوالهم بأفعالهم، وتبين تناقض هذا مع ذاك، ما أدى إلى كفر الشباب بأفكار تلك الجماعات، وعدم تصديقهم، والبعد تماما عن مناهجهم.

وأشار إلى أن الكثيرون من الشباب أصيبوا بالإحباط بسبب تلك الجماعات، التي سارت بمبدأ تحقيق المصالح الخاصة على حساب الشعب، وأبعدوا بتصرفاتهم الشباب عن الدين.

 

وعود القيادة
ولفت الاستشاري النفسي إلى أن وعود القيادة السياسية دائما ما تكون مصدر ثقة للمواطنين، وخاصة الشباب، وإذا سقطت تسقط الثقة، وهو ما حدث في ظل حكم جماعة الإخوان.

 

الحل
وعن الحل شدد "فرويز"، على ضرورة مناقشة الشباب وإقناعهم بأن المتحدثين باسم الدين لا يعبرون عنه، مع ضرورة وضعهم على الطريق الصحيح الذي يعتمد على تثقيفهم للبعد بهم عن دائرة الإحباط والإلحاد، مع تقديم معلومات ذات مصداقية من المؤسسات الرسمية ودحض الشائعات لإعادة الشباب إلى دائرة الواقع.