في ذكرى وفاته|

أحمد رجب.. مشوار «الكحيتي» الفلاح الساخر في «نص كلمة»

الكاتب أحمد رجب
الكاتب أحمد رجب

«الكلام  نوعان؛ كلام فارغ، وكلام مليان بكلام فارغ».. كانت تلك أشهر مقولة لقليل الكلام عظيم الأثر الكاتب الساخر أحمد رجب.

 

وكانت هذه قناعته خلال مشواره الطويل لأكثر من 50 عامًا ،والتي ظهرت من خلال كتاباته البسيطة ،وكانت تزين عمود «نص كلمة»  ،أما «الكحيتي - فلاح كفر الهنادوة - عبد الله - قاسم السماوي - مطرب الاخبار - عبده حريقه - عزيز بيه الاليت - عباس العرسة »، وغيرها من الشخصيات كانت أهم الشخصيات التى كتبها أحمد رجب ورسمها العملاق مصطفى حسين ،حيث قامت ببناء فكر جيل بأكمله لم يكن يبدأ يومه قبل أن يقرأها يوميًا على صفحات "جريدة الأخبار" يروى من خلالها الكثير من الحكايات عن أخطاء كانت تقع أو مواقف يعلن فيها سياسيون غضبهم من «الأخبار» حتى أعلن "على أمين" فصل سكرتير التحرير أحمد رجب شكلاً، لكنه بقى وظلت «أخبار اليوم» له مثل الماء للسمك لم يغادرها لينتشر، أو يعيد إنتاج نفسه.

 

محطات فى حياة «أحمد رجب»

 

ولد أحمد رجب فى الإسكندرية فى 20 نوفمبر 1928  ، وتخرج من كلية الحقوق -جامعة الإسكندرية،وأثناء دراسته في الكلية أصدر مع آخرين مجلة «أخبار الجامعة»، كانت طريقه للتعرف على «مصطفى وعلي أمين»، وعمل في مكتب «أخبار اليوم» في الإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة، وتولى سكرتارية التحرير واكتشف علي ومصطفى أمين مواهبه وطلبا منه ،الاختصار فى كتابة أحد الموضوعات المكتوبة فى 10 صفحات لـ 1/2 صفحة ،ومن هنا بدأت رحلة “رجب” الصحفية فى جريدة الأخبار وعموده الصحفى نصف كلمة.

 

كان له مقالة ثابتة يوميًا في صورة رسالة ساخرة مختصرة في جريدة الأخبار بعنوان «نصف كلمة»، وشارك مع رسام الكاريكاتير مصطفى حسين في كاريكاتير الأخبار وأخبار اليوم يوميًا من أفكاره حتى رحيلهما في شهر واحد.

 

مؤلفاته

 

كما أنه قام بإصدار العديد من المؤلفات مثل .. توتة – أى كلام – نهارك سعيد – الحب وسنينه – نص كلمة – كفر الهنادوة – كلام فارغ.

 

كما نجح رجب فى كتابة العديد من الرويات التي تحولت إلى أفلام ناجحة ،عشقها معظم المصريين مثل "محاكمة على بابا – فوزية البرجوازية – شىء من العذاب – نص ساعة جواز – شنبو فى المصيدة".

 

ما قاله عنه الفنان "مصطفى حسين" 

 

بدأت علاقتى به على يد مصطفى وعلى أمين بعد  عودتهما إلى «أخبار اليوم» بعد فترة طويلة من تعرض الأول للسجن  ،كان ذلك فى أوائل السبعينات فى عهد الرئيس الأسبق أنور السادات ،عندما قرر الأخوان ،إستنادًا إلى تقاليد مدرسة أخبار اليوم، أن أصاحب كرسام كاريكاتير كاتبًا أوعدد من الكتاب الساخرين ، ولذلك فكرا فى أن يجمعانى بالكاتب الساخر الوحيد الموجود وقتها بالمؤسسة أحمد رجب ،وكانت فكرة صائبة لأنه لم يكن فقط مجرد كاتب ساخر بل كان يجيد فن الكاريكاتير ولا ينقصه سوى أن يرسم.

 

وفاة أحمد رجب

 

أحمد رجب كان يعرض عليه العمل فى صحف كثيرة ومنها صحف معارضة بالمرتب الذى يحدده ولكنه كان دائمًا يرفض ويتمنى أن يقضى عمره فى «أخبار اليوم» حتى كانت وصيته الأخيرة أن يخرج جثمانه بعد رحيله من داخل دار أخبار اليوم ،وحدث بالفعل أن خرجت جنازته يوم 12 سبتمبر 2014 من داخل بهو أخبار اليوم إلى جامع عمر مكرم ومنه إلى مثواه الأخير ،حيث دفن بمسقط رأسه بمحافظة الاسكندرية.