حكايات| صالح سليم «المايسترو النمساوي».. 4 شهور صنعت نجمًا بعد الثلاثين

 صالح سليم «المايسترو النمساوي».. 4 شهور صنعت نجمًا بعد الثلاثين
صالح سليم «المايسترو النمساوي».. 4 شهور صنعت نجمًا بعد الثلاثين

يداعب الكرة كما لم يسبق لأحد أن استطاع قبله، يحادثها وتبادله الحديث، لهذا أطلقوا عليه لقب المايسترو.. وقد كان حقًا مايسترو الأهلي وكرة القدم المصرية طوال تاريخه لاعبًا وإداريًا ورئيسًا، إنه صالح سليم.

 

ولد صالح سليم في 11 سبتمبر من العام 1930 بالقاهرة، واشتهر بين أصدقائه بمهارته الفائقة في ممارسة كرة القدم، حتى انضم للنادي الأهلي في العام 1944، وأصبح أحد أهم الناشئين في تاريخ الكرة المصرية الذي استقبله فاتحًا ذراعيه بعد ذلك عندما تم تصعيده للفريق الأول.

 

أقرأ حكاية أخرى| حسين حجازي.. الأقدار تكتب قصة «الأب الروحي» للكرة المصرية 

 

الجمهور والتاريخ يذكر دائمًا صالح سليم قائد الأهلي ومنتخب مصر، ومدير الكرة الناجح، ورئيس النادي الأشهر صاحب مبدأ «الأهلي فوق الجميع»، ولكننا اليوم نتناول حكاية منسية من حكايات التألق الكبير لصالح سليم، عندما حزم حقائبه وسافر إلى النمسا في الموسم 1962/63.

 

 


خطاب فريتز

 


في صيف العام 1963، تلقى صالح سليم قائد فريق الأهلي آنذاك خطابًا من النمساوي فريتز، المدير الفني السابق للفريق الأحمر، يعرض عليه الانضمام لصفوف فريق جراتز المنافس في الدوري الممتاز النمساوي والذي يتولى قيادته الفنية بعد التدهور الكبير في نتائجه وتذيله لترتيب المسابقة المحلية في النمسا.

 

اقرأ حكاية أخرى| مغامرات التوأم حسن الأوروبية من سالونيكي إلى نيوشاتل

 


تعجب صالح من العرض باعتباره لاعبًا محليًا في مصر وتخطى عامه الثاني والثلاثين، ولكن ثقة مدربه به دفعته لقبول العرض في منتصف شهر أبريل من العام 1963، وبالفعل حزم حقائبه وسافر إلى النمسا بعد وداع مؤثر من زميله ورفيق رحلته عادل هيكل، حارس مرمى الأهلي المخضرم.

 

 

عقد جراتز النمساوي مؤتمرًا صحفيًا في فندق “دانييل” فور وصوله، أعلن خلاله انضمام صالح سليم بعقد مدته 4 أشهر، وأبهر اللاعب المصري الأول الذي يخوض تجربة اللعب في الدوري النمساوي الصحفيين هناك بلباقته وإجادته التامة للإنجليزية والفرنسية والإيطالية.

 

صناعة الفارق

 

لم يأخذ صالح سليم وقتًا للتأقلم وإظهار قدراته الفنية ففي أولى مشاركاته بقميص جراتز أمام فريق فرونلايتن سجل 4 أهداف بمفرده «سوبر هاتريك» وانتهت المباراة بنتيجة 14/1 وديًا.

 

اقرأ حكاية أخرى|  أليكسس كوجياس.. الرئيس «الشرس» يستقبل باسم مرسي في لاريسا

 


واستطاع صالح في مباراته الرسمية الأولى أمام فريق جراجس فورد، أن يسجل هدفًا في الوقت القاتل أهدى به الفوز لجراتز بعد أن ظل متعادلاً طوال اللقاء بهدف لمثله، ولكن القدرات الهجومية للفرعون المصري حسمت المباراة لتبدأ الانطلاقة نحو المربع الذهبي.

 

 

وفي المباراة الثانية أمام فريق فيكرز قاد صالح جراتز لتحقيق الفوز بثلاثية نظيفة، مسجلاً هدفًا صاروخيًا من مسافة قاربت الـ 30 ياردة، وكانت مباراته الثالثة أمام الفريق الكبير أوستريا فيينا ليواصل الفرعون المصري تألقه ويسجل هدف الفوز لفريقه في مباراة عصيبة كانت ستنتهي بالتعادل الإيجابي 1-1 لولا هدف صالح القاتل.

 

وبعد سلسلة النتائج الإيجابية التي حققها جراتز في بمشاركة صالح، كتبت الصحافة النمساوية عنه:" اللاعب الذي أخذ بيد ناديه إلى المربع الذهبي في الدوري النمساوي"، ليستحق عن جدارة لقب أفضل لاعب محترف في النمسا خلال هذا الموسم.

 

أقرأ حكاية أخرى|  الكرة ليست «للدوري الممتاز فقط».. هنا «بيلا» مصنع الدخلات


ولم يخسر جراتز في ظل مشاركة صالح سوى عندما أصيب المهاجم المصري ولم يستطع إكمال إحدى المباريات وحينها كان فريقه متأخرًا بهدف، لتنتهي المباراة بعد خروجه من الملعب مصابًا بخسارة جراتز بالسبعة.

 

رسائل الحنين

 

حالة حب وصداقة ربطت بين صالح سليم وعادل هيكل، دفعت الحارس الشهير للاطمئنان على صديقه بخطابات متواصلة لأحد أقاربه المقيمين في النمسا، وكذلك خطابات أخرى لصالح الذي كان يرغب في الاستمرار مع جراتز النمساوي بعد نجاح التجربة.

 

وبعد تدهور نتائج الأهلي في موسم احتراف صالح، أرسل خطابًا لزملائه عقب الهزيمة أمام الترسانة في الدورة الرباعية لتحديد بطل الدوري بهدفين نظيفين، وطالبهم باستحضار شخصية الأهلي وأن تكون الهزيمة بداية جديدة لتحقيق الانتصارات، لكنها لم تكن كافية.

 

أقرأ حكاية أخرى| مجدي طلبه.. نجم عشقته اليونان ولعب للثلاثة الكبار في مصر

 

قدم أمين شعير، سكرتير عام النادي الأهلي آنذاك، طلبًا لاستدعاء صالح سليم من النمسا لإنقاذ مسيرة فريق الكرة بعد تدهور النتائج في غيابه، وأرسل النادي الأهلي خطابًا لصالح يخطره بمضمون الطلب الذي تقدم به شعير، وانتظروا الرد.

 

 

عودة الابن البار

 

سافر صالح إلى إيطاليا لقضاء إجازة محاطة بشائعات عديدة عن عروض إيطالية من ناديي لاتسيو ويوفنتوس، بجانب العروض النمساوية وأبرزها من ناديي أوستريا فيينا ورابيد فيينا، وفوجئ بمكالمة من نادي جراتز النمساوي يخطره فيها بوصول خطاب من النادي الأهلي مضمونه وجود طلب عاجل بعودته إلى القاهرة. 

 

 

 

ولم يخب ظن النادي الأهلي بابنه البار صالح سليم، الذي أثبت جدارته بمسيرته وسيرته فعاد على الفور إلى القاهرة، تاركًا خلف ظهره فترة تاريخية قضاها في الدوري النمساوي وعروض احتراف بأكبر الأندية الإيطالية.

 

 

 

وبالفعل، وقع «صالح» أول عقد احترافي للاعب كرة في مصر مقابل 300 جنيه و100 جنيه شهريًا ليعود الأهلي إلى البطولات مجددًا.