نبض السطور

خالد ميري يكتب: أبواب الصين مفتوحة لمصر

خالد ميري
خالد ميري

خلال ٤ سنوات فقط شهدت العلاقات المصرية الصينية قفزة هائلة إلى الأمام.. علاقات استراتيجية شاملة فى كل المجالات، وبالأمس تأكدت هذه الحقيقة بما لا يترك أى مجال للشك فى القمة السادسة التى جمعت الزعيمين عبد الفتاح السيسى والصينى شى جين بينج فى بكين.


منذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس السيسى إلى العاصمة الصينية حيث كنّا فى انتظاره بمطار بكين.. كانت علامات الرضا والسعادة على وجه الرئيس، برغم رحلة الطيران الطويلة من العاصمة البحرينية المنامة إلى بكين والتى استغرقت حوالى ٩ ساعات، رضا الرئيس عن المستوى الذى وصلت إليه العلاقات وسعادته بالمستقبل المشرق الذى ينتظر البلدين.


مصر والصين من أقدم وأعرق حضارات العالم.. بلدان شهدا بزوغ عصور العلم والمعرفة وعلما كل الدنيا، شهدا فترات تراجع واحتلال وحروب ومحاولات إضعاف واستنزاف للثروات، لكن الدول ذات الحضارة الضاربة فى جذور التاريخ دائما ما تعود وتنطلق إلى الأمام، هذا ما حدث بمصر وما تكرر فى الصين.


من ينظر للقمة الأولى التى جمعت الزعيمين قبل ٤ سنوات فى نهاية ٢٠١٤ ثم يعيد النظر للقمة السادسة التى جمعتهما أمس يلمس الفارق بوضوح، مصر انطلقت بقوة على طريق المستقبل بإصلاحات اقتصادية واجتماعية كبرى وبمحاصرة الإرهاب والقضاء عليه وبحركة بناء وتعمير واستثمار واسعة لم تشهد مثلها خلال نصف قرن.. والصين تغيرت من حال القوة الكبرى إلى حال أقوى، وبخطوات سريعة سياسية واقتصادية تسير على طريق انتزاع زعامة العالم من أمريكا.


وداخل قاعة الشعب الكبرى رمز الحضارة والعراقة الصينية شهدنا القمة التى جمعت الزعيمين.. وبدأ بينج الحديث بتقديم التهنئة للسيسى لإعادة انتخابه لفترة ثانية بإجماع شعبى واسع، وأكد على تقدير الدور المصرى الكبير والحرص على العلاقات الثنائية القوية والمتصاعدة.. وأشاد الرئيس السيسى بحفاوة الاستقبال وبالتقدم الكبير الذى تشهده علاقات البلدين فى كل المجالات، وبعدها تم التوقيع على ٥ اتفاقات جديدة.. والتى تشمل القطار الكهربى الذى سيربط المدن الجديدة ومحطة توليد الكهرباء باستخدام الفحم النظيف والمرحلة الثانية من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة وقرض صينى للبنك المركزى ودعم المشروعات التنموية بمصر فى السنوات القادمة، والحقيقة أن العلاقات الاقتصادية تشهد زخما كبيرا حيث أصبحت مصر الشريك التجارى الثالث للصين فى أفريقيا ووصل التبادل التجارى العام الماضى إلى ١١ مليار دولار وهو فى زيادة مستمرة، كما تنافس الصين الإمارات كأكبر مستثمر بمصر حيث تعمل ١٣٤٥ شركة صينية بمصر توفر ٢٧ ألف فرصة عمل.. وفى نفس الوقت تشهد علاقات البلدين تنسيقا سياسيا كاملا فى مواجهة كل القضايا الدولية وعلى رأسها مواجهة الإرهاب الأسود الذى لا دين له ولا وطن.


بعد انتهاء المحادثات أقام بينج مأدبة عشاء تكريما للرئيس السيسى والوفد المرافق له، ليتواصل الحوار الودى على مائدة العشاء.. حيث هناك توافق كامل بين رؤى الزعيمين، وتقدير كبير من بينج للسيسى الزعيم الذى يقود بلده بثقة على طريق الحداثة والتقدم.


واليوم تتواصل الزيارة الثنائية حيث سيلتقى الرئيس السيسى برئيس الوزراء الصينى ورؤساء كبرى الشركات الصينية، كما يزور الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعى الصينى معمل تفريخ القيادات الصينية، وغدا تبدأ أعمال منتدى الصين افريقيا الذى يحضره رؤساء ٢٠ دولة أفريقية ومسئولين من ٣٠ دولة أخرى.


أبواب الصين مفتوحة لمصر.. وبينج حريص على تطوير العلاقات الاستراتيجية الشاملة، وزعيم مصر الذى أعاد احترام العالم لها يواصل العمل ليل نهار من أجل مستقبل مشرق لشعب مصر العظيم.