حكايات| من خير سطوحنا.. «نجع عون» اكتفاء ذاتي من الخضار لـ«القراميط»

من خير سطوحنا.. «نجع عون» اكتفاء ذاتي من الخضار لـ«القراميط»
من خير سطوحنا.. «نجع عون» اكتفاء ذاتي من الخضار لـ«القراميط»

هذا زمن «خير بلدنا بإيدين ولادنا».. من قلب الشرقية تم كتابة قرار «صُنع في نجع عون»، قصة سطرتها عائلات آمنت بفكرة من الإبرة للصاروخ.. في الزراعة والصيد وصناعة السجاد والتجارة، وفي كل شيء، صارت العلامة التجارية «نجع عون».

 

بعد الملاحات إلى كفر العبيد وبالمحاذاة لترعة قريبة من طريق الإسكندرية الصحراوي، يرسم «نجع عون» لنفسه موقعًا مميزًا على خريطة أطلس «إنتاج أسطح المنازل»، بداية من المحاصيل سواء كانت زراعية أو منتجات تبدأ من أكلات بسيطة وصولا لصناعة سجاد الحرير اليدوي.

 

 

زراعة كل شبر 

 

لم يكتف خالد جويدة من سكان قرية نجع عون بزراعة سطح منزله بالكامل، بعد أن قام مهندس متطوع بعمل وحدتين له؛ بل تعلم كيفية إنشاء وحدات زراعة الأسطح ليضم سطح منزله ما يقارب من ست وحدات كاملة متعددة الطوابق بما يوازي مساحة نصف فدان من الأرض الزراعية يستزرع فيها كل المحاصيل الزراعية تقريبا وبدأ الإنتاج منها منذ عام تقريبا.

 

 

وفي «نجع عون» والقرى المتقدمة فقط، أصبح لـ«جويدة» مركزًا مميزًا في زراعة الأرز داخل أنابيب، تبدأ باستهلاك محدود للمياه وتنتهي بإنتاجية عالية، وتسميد المزروعات من خلال السماد العضوي، دون استخدام أي مواد كيميائية أو غيرها، وإعادة استهلاك المياه المنصرفة من الأنابيب، عبر إعادة ضخها مرة أخرى عن طريق الري بالتنقيط المعتمد عليه في الأساس.

 

«جويدة» خصص داخل منزله مساحة مناسبة لتفريخ دود القز لإنتاج خيوط الحرير؛ بل استزرع كذلك في جوار المنزل شجر التوت الهندي ليكون طعاما مناسبا للدود، الذي ينتج خيوطا يتم تغزلها فتيات من القرية يتم تدريبهن في المشغل، ليتم إنتاج سجاد يدوي بغرض البيع والاستثمار فيه، فكل شبر يتم الاستفادة منه ولو بشجر زينة.


 

الشغل يحب «الكروشيه»

 

رغم أن عمر نور أحمد لم يتجاوز16  عامًا إلا أنها صارت «ست البنات» في تعليم فتيات نجع عون طريقة رسم السجاد وتنفيذه، مستندة فقط على شهادة دبلوم.

 

«اللي بيحب الشغل.. الشغل بيحبه».. قصة قصيرة تلخص عشق «نور» لتعلمها فن الغزل ونول الحرير والصوف، قبل أن تعود إلى قريتها وفي نيتها تعليم 10 صديقات لها على إنتاج سجاد بمساحات مختلفة من الخامات المصنعة داخل القرية، وهو ما كان.

 

 

وإلى جوار «نور» قليلا تتجمع فتيات وسيدات، تتراوح أعمارهن ما بين الرابعة وحتى الثلاثين عامًا، يركزن على عمل الكروشيه، سواء كان ذلك لإنتاج المفارش أو غيرها من الأشكال المبهجة، باستخدام ألوان لا تقل بهجة عن وجوههن  المبتسمة.

 

جنة عوض 

 

منزل مبهر دفع «عوض ربيع» للتفاخر بالشقوق المحفورة في يديه من مجهوده، إذ نجح هذا الرجل في حفر الأرض لتربية سمك القراميط، ثم حفر بحيرة صغيرة لتربية البط والأوز، وعششًا لعصافير الزينة التي يستخدم سمادها لتسميد التربية الزراعية، التي يزرعها فوق سطح منزله.

 

 

ليس هذا فحسب، بل زرع شجر «المورينجا» ليبيع أوراقها وبذورها لشركات الأدوية لإنتاج علاج فيروس سي، ومساعدة المشغل على إنتاج خيوط الحرير من دودة القز، كل ذلك فقط تحت مظلة من تكعيبة العنب.



التبليط فن

 

مفاجآت «نجع عون» لم تتوقف عند هذا،  بل كان للأعمال الفنية جانبا هاما، ففكر أهالي القرية في شراء «كسر السيراميك» لتبليط مكان المشغل، وقدم مجموعة من الصبية لمسة فنية رائعة بتشكيل القطع بشكل متناسق للغاية، وأنتجوا لوحات من الفسيفساء «الموزاييك»، وبيعها من خلال معارض تقام عن طريق إحدى الجمعيات الخيرية وتدر ربحا مناسبا عليهم.


    
في كفر عون، لا يوجد لكلمة بطالة موقعًا في قاموس القرية، التي خلقت من العمل غاية ووسيلة للعيش الكريم وسط ظروف صعبة وتكاليف حياتية كانوا يشكون منها لتصبح أياديهم تتناغم مع العمل لتلتف في الحرير.