حكايات| من الجاهلية للقرن الـ21.. عبادة الأم الكبرى «اللات»

حكايات| من الجاهلية للقرن الـ21.. عبادة الأم الكبرى «اللات»
حكايات| من الجاهلية للقرن الـ21.. عبادة الأم الكبرى «اللات»

هناك في الطائف كان له بيتٌ مشيدٌ، يضاهي به أهل الطائف الكعبة المشرفة، وكان له واديٌ، يُدعى «وادي الربة»، كان عباد اللات في قديم الزمان يحرمون هناك قطع الأشجار في هذا الوادي، ولا صيد الحيوان، كانوا يقولون إن من دخله كان آمنًا بزعمهم.

 

وحينما بعث الله رسوله الكريم محمدًا باعثًا فجر الإسلام، الذي كان ليلًا للإله المزعوم «اللات»، فتناقص أعداد عباده بعد كثرتهم، واندثروا مع مرور الوقت، ليهدم تمثال اللات، فلم يعد حينها من يعبد غير الله في جزيرة العرب.


ومرت الأعوام والسنين والعقود التي شكلت قرونًا من الزمن، ولم يعد يذكر اسم اللات، إلا على أفواه المسلمين في الآية الكريمة: «أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20)»، وجميع هؤلاء كانوا أصنامًا يعبدها العرب بالجزيرة.

 
 صدق أو لا تصدق

 

ومع الوقت ظنّ الجميع أن عبادة اللات فنيت من الأرض مثلما فنيت عبادة العزى ومناة، ومن قبلهم في الأصنام الأولين ودًا وسواعًا ويغوث ويعوق ونصرًا، فلم يعد أحدٌ يؤمن بعبادة وثنٍ، لا يملك ضرًا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.

 

اقرأ حكاية أخرى| قرية العميان.. آفة بلدتنا «الزواج»

 

لكن في أقصى شمال الكرة الأرضية لا يزال من يدين إلى الآن بعبادة «اللات»، فهناك في سهول سيبريا، تتواجد مجموعة من البشر، يسمون أنفسهم «دائرة المخلصين للإلهة اللات»، يدينون بالولاء للإله الذي دحض الإسلام عبادته منذ أكثر من ألف وأربعمائة عامٍ.

 

وربما يتماشى ذلك مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما أخبر صحابته الكرام بأن الناس سيعودون لعبادة اللات والعزى مرة أخرى.

 

طقوس البسملة

 

ولتلك المجموعة المسماة «دائرة المخلصين للإلهة اللات» طقوسٌ دينيةٌ لعبادة إلههم المزعوم، فكما يقول المسلمون حينما يستفتحون كلامهم عن ربهم بسم الله الرحمن الرحيم، يقول هؤلاء العباد لللات «ﺑﺳﻡ ﺍﻠﻶﺕ ﺍﻷﻡ ﺍﻠكبرى سبحان ﺍﻠﻶﺕ ﺍﻠصبح الحمد للات الحبيبة». 

 

اقرأ حكاية أخرى| «منديس» المقدسة.. أول قبلة حج إليها المصريون القدماء

 

 

ويؤنث هؤلاء إلههم اللات، فجماعتهم اسمها المخلصون للإلهة اللات، وهم يناودتها بالأم الكبرى.


ديانات متنوعة

 

وفي منطقة سيبريا، إلى جانب القلة القليلة من عباد اللات من جماعة المخلصين للآلهة اللات، يوجد مجموعة متنوعة من المعتقدات في جميع أنحاء سيبريا، بما في ذلك المسيحية الأرثوذكسية وطوائف أخرى من المسيحية، كما يعيش نحو سبعين ألف يهودي هناك، كما يدين البعض هناك بالإسلام، لكن الديانة السائدة هناك المسيحية الأرثوذكسية.

 

ومن الآلهة الوثنية، يُعبد بوذا هناك، وبالتحديد الديانة البوذية التبتية، وهي ديانة تنتشر في التبت وتوفا وقليميقيا، وهي أقاليم روسية، كما توجد في بلدان نيبال والهند وبوتان ومنغوليا.