عيد الأضحى| هل صيغة التكبير المعروفة في العيد «بدعة»؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية


« الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا»، بهذه التكبيرات تتعالى الأصوات بدءا من فجر يوم العيد.


وورد سؤالا إلى دار الإفتاء المصرية حول ما إن كانت صيغة التكبيرات «بدعة»، الأمر الذي أجاب عليه مفتي الديار السابق الدكتور علي جمعة، قائلا: إن التكبير في العيد مندوب، وقد ورد الأمر الشرعي به مطلقا، فقال تعالى: «ولتكبروا الله على ما هداكم» [البقرة: 185].

 

وأضاف أن الأمر فيه على السعة؛ لأن المطلق يؤخذ على إطلاقه إذا لم يرد ما يقيده في الشرع، ولم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي رضي الله عنه على التكبير بصيغة: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد»، كما وردت الزيادة والاختلاف عليها عن بعض الصحابة والسلف رضي الله عنهم، ونقل الإمام البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما زيادة: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا».


وأوضح أن الإمام الشافعي رضي الله عنه، قال في كتاب «الأم»: «يبدأ الإمام فيقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر حتى يقولها ثلاثا، وإن زاد تكبيرا فحسن، وإن زاد فقال: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، الله أكبر، ولا نعبد إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر، فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببته».


أما الجلال المحلي في شرحه على «منهاج الطالبين»: «وصيغته المحبوبة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد، ويستحب أن يزيد بعد التكبيرة الثالثة كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، وفي الروضة وأصلها قبل كبيرا: الله أكبر، وبعد أصيلا: لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده».


وأشار إلى أن هذه هي الصيغة التي يكبر بها أهل مصر من قرون طويلة، ويزيدون عليها الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيقولون: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا»، وهي صيغة شرعية صحيحة وصفها الإمام الشافعي رضي الله عنه بالحسن كما سبق.


واوضح فتواه أن زيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع أيضا؛ فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدا حتى من المنافق كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.


واستخلص من هذا كله، أن من ادعى أن هذه الصيغة المشهورة بدعة فهو إلى البدعة أقرب؛ حيث تحجر واسعا وضيق ما وسعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقيد المطلق بلا دليل، ويسعنا في ذلك ما وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها وجريان عادة الناس عليها بما يوافق الشرع الشريف ولا يخالفه، ونهي من نهى عنها غير صحيح لا يلتفت إليه ولا يعول عليه.