هل تؤثر عملية ذبح الأضاحى على جودة اللحوم؟

كيف تؤثر الرحمة بالحيوان قبل ذبحه على جودة لحومه
كيف تؤثر الرحمة بالحيوان قبل ذبحه على جودة لحومه

وضع الله تعالى في كتابه العزيز منذ أربعة عشر قرنا من الزمان مبدأين أساسيين فيما يتعلق بعملية الذبح، الأول يتعلق بصحة الإنسان، والثاني يتعلق بالإنسانية والرفق بالحيوان في سياق قتل الحيوان "الذبح حسب الشريعة" من أجل التغذي على لحومها.

وأوضحت د. شيرين علي زكي طبيب أول تفتيش على اللحوم، ورئيس لجان المتابعة الميدانية وسلامة الغذاء والقوافل البيطرية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، أنه ثبت علميا وبشكل مؤكد أن جسم الميتة الغير مذبوحة ذبحا سليماً يحتبس فيه الدم، وقد يتخلل جميع الأنسجة اللحمية، وتبدأ السموم عملها في كل خلايا الجسم، فتكتسب الميتة اللون الداكن، وتمتلئ الأوردة السطحية بالدماء، وتتوقف الدورة الدموية دون أن يتسرب حتى ولو قدر ضئيل من تلك الدماء إلى خارج الجسم، وتصبح بذلك الميتة كلها بؤرة فاسدة للأمراض، ومجمعا خبيثا للميكروبات، ويبدأ التعفن في عمله فيها، ويعم أثره في اللحم لونا وطعما ورائحة، فالميتة إذن ليست من الطيبات التي سمح الله لنا بتناولها.

أما الذبح على الشريعة الإسلامية فيه رحمة: فقد ثبت علمياً أن القطع السريع للوجدين والحلقوم والمريء معا أثناء عملية الذبح وبصورة مفاجئة يليه حدوث نزف سريع يقطع الدم والاكسجين عن المخ يجعل فقد الإحساس لدى الحيوان سريعا ويلغي إحساس المخ بالألم، كما يحدث للحيوان نوعا من التخدير للألم مع بقاء نشاط وعمل المخ والقلب بصورة طبيعية لإتمام عملية النزف خارجا، لهذا شرع لنا الله تعالى الذبح من الجهة الأمامية للعنق إلى الداخل وليس العكس فهي مؤلمة وبغيضة.

وأوضحت أن السكين الحادة والقطع السريع تعمل بمثابة أداة لقتل الألم اللحظي حين القطع كما أنها قاطعة الاحساس بالالم. وشرحت دكتورة شيرين كيف يؤثر توتر وتعذيب الحيوان على جودة لحومه، حيث أن الحيوان الذي يتعرض للتوتر والتعذيب تتأثر جودة لحومه وقيمتها الغذائية، حيث تقل جودتها وتصبح جافة وأكثر مرارة وأقل قدرة على البقاء صالحة للاستخدام، حيث أن هذا التوتر ينشأ نتيجة لعدد من الأسباب منها الخوف والقسوة والألم والإجهاد البدني والإجهاد الحراري والضوضاء واستخدام السماعات الضخمة وطول المسافة المقطوعة أثناء نقلها للذبح والنقل في وسائل مواصلات غير رحيمة وذبح الحيوانات أمام بعضها ورؤيتها للدماء وتعذيبها قبل الذبح بضربها او عرقبتها.

وأضافت أن الحيوان الذي يتعرض للتوتر لا ينزف نزفا جيدا وتحتقن عضلاته بالدماء ولا يزيد الوسط الحامضي " PH " للحومه بعد الذبح، وبالتالي تصبح اللحوم أكثر قساوة وأنسجتها أغلظ وتكون عرضة للفساد بشكل أسرع حيث أن الوسط الحامضي يعمل كحافظ رباني للحوم من البكتيريا والميكروبات.