تعرف على سبب تفضيل «عشر ذي الحجة» على غيرها

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يبتغي المسلمون الحصول على أعظم الثواب، خلال العشر الأوائل من ذي الحجة، لما فيها من أجر كبير لمن يفعل ما أمر الله ونبيه الكريم به، دون الوقوع في أي ذنوب أو أخطاء.


وأوضح مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف، الشيخ أحمد تركي، خلال تصريح لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن العشر ذي الحجة أفضال عن غيرها من باقي الأيام، وهي: 
 

الله أقسم بها

 
قال تعالى: «والفجر ۞ وليال عشر»، وقال غير واحد من السلف والخلف: هي عشر ذي الحجة، وهو قول جماهير المفسرين، واختاره ابن كثير .


 
 أفضل أيام الدنيا


جاء عن جابر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أفضل أيام الدنيا العشر» يعني عشر ذي الحجة قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: «ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب».


 
العمل الصالح محبب إلى الله


قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، يعني عشر ذي الحجة، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع منها بشيء».


 وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره».


 
الأمر بالذكر


قال الله: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق »، وقال ابن عباس، رضي الله عنه: «الأيام المعلومات أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق» رواه البخاري.


 والنبي - صلى الله عليه وسلم - أمر فيها بكثرة التحميد والتهليل والتكبير، وجاء عن ابن عمر - رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».


 
يوم عرفة


يكثر العتق من النار، في تلك الأيام، ويوم عرفة هو من أفضل أيام العشر، بل من أفضل أيام السنة، قال تعالى: « والسماء ذات البروج ۞ واليوم الموعود ۞ وشاهد ومشهود»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة».


والله من علينا فيه بكثرة عتقه للبشر، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟».


 
يوم النحر


وهو اليوم العاشر الذي قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم – في حديث: «إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر».


ويوم القر: هو اليوم الحادي عشر أول أيام التشريق، لأن الحجاج يقرون فيه بمنى.


وقال ابن رجب - رحمه الله - في لطائف المعارف: «لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وجعل الأفئدة تهوي إليه، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته كل عام، فرض الله سبحانه وتعالى على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين فمن عجز عن الحج في عام قدر - أي في العشر - على عمل يعمله في بيته فيكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج».

 

أيهما أفضل: عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟


أوضح الشيخ أحمد تركي، أن العلماء اختلفوا في الإجابة عن سؤال: أيهما أفضل: عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟

 

وقال "تركي" إن الراجح ما ذكره الإمام ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد: «أن ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان، وبهذا التفضيل يزول الاشتباه، ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فضلت باعتبار أيامها إذ فيها يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية».