بعد فتوى تحريم «السكر»| عضو الأزهر للفتوى: «كيف يعقل»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أثارت فتوى أطلقها عميد معهد إعداد الأئمة والدعاة بجامعة القرآن الكريم السودانية، ناجي مصطفى بدوي، يؤكد فيها تحريم تناول السكر، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

 


فقال في فتواه أن تناول السكر حرام شرعا، مستشهدا على أنه طالما أثبتت الأبحاث العلمية أن ضرره أكبر من نفعه فهو حرام كالخمر وغيره مما فيه ضرر أكبر من النفع.

 


ودافع عن فتواه بحجة أن عدد كبير مصاب بداء السكر، مما يتسبب في إصابة الكثيرين بأمراض الكلى والنوبات القلبية، ولا يقتصر الأمر على الأمراض فقط وإنما أيضا تكاليف العلاج.

 

وعلق الشيخ علي أحمد رأفت، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على هذه الفتوى مستشهدا بقوله تعالي: «يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات»، قائلا: «الطيبات: جمع طيب وهو الشيء المستلذ، وفسره بعضهم بالحلال، أي: قل لهم أحل الله لكم الأطعمة الطيبة التي تستلذها النفوس المستقيمة وتستطيبها ولا تستقذرها، والتي لم يرد في الشرع ما يحرمها ويمنع من تناولها».

 


وتساءل خلال تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»: «كيف يعقل قول من يقول بتحريم تناول السكر؛ والله جل جلاله أسبغ علينا نعمه، وأكمل لنا دينه، ويسر لنا شرعه، ومن مظاهر ذلك أنه سبحانه- أحل لنا التمتع بالطيبات؟، وهذا لا يتعارض مع الطب والعلم الحديث».

 


واستكمل تصريحه: «لو قال الطبيب لرجل مصاب بالداء السكري: لا تأكل الحلوىٰ، ولا تطعم فواكه السكريات، صار تناول ذلك حراما عليه ؛ لأنها تضره، ووجب عليه اجتنابها، مع كونها حلال لباقي الناس». 

 

وأضاف الشيخ علي أحمد رأفت: «بهذا يتبين خطأ قياس من يقيس المباح من الطعام والشراب على الخمور المحرمة بالنصوص القطعية، وليعلم المفتي أنه يوقع عن الله أمره، ونهيه، وأنه موقوف، ومسئول عن ذلك».


وروى قصة للإمام مالك، «كان إذا سئل عن مسألة كأنه واقف بين الجنة والنار، وجاءه رجل مسافر فسأله عن أربعين مسألة، فأجابه عن خمس مسائل، وقال عن البقية: لا أدري، فقال الرجل: جئتك من كذا وكذا، وتقول: لا أدري، قال: نعم، اركب راحلتك، وقل للناس: سألت مالكا؟ وقال: لا أدري».

 


وأوضح أن بعض العلماء قال لبعض المفتين: «إذا سئلت عن مسألة، فلا يكن همك تخليص السائل، ولكن تخليص نفسك أولا».