علاء عابد: كثرة الأحزاب حولتها إلى جمعيات أهلية

علاء عابد
علاء عابد

- الحياة السياسية تحتاج 4 أحزاب فقط لنجاح التجربة الديمقراطية
- يجب نبذ الخلافات الداخلية وتشكيل كيانات حزبية قوية تدعم الدولة

التغيرات السياسية الفترة القادمة لصالح المواطن والشباب..نبذ الخلافات الداخلية والعمل على حسن تشكيل كيانات حزبية قوية تدعم الدولة.. وكثرة عدد الأحزاب تحولها إلى جمعيات أهلية والحياة السياسية تحتاج 4 أحزاب فقط لنجاح التجربة الديمقراطية.. بهذه الرؤية عبر النائب علاء عابد نائب رئيس حزب مستقبل وطن ورئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب فى حوار لـ«الأخبار» عن رؤيته للحياة الحزبية وكيفىة علاج أخطائها.


 فى البداية ما تقييمك للتجربة الحزبية فى مصر؟
- الحياة الحزبية فى مصر تحتاج إلى نبذ الخلافات الداخلية والعمل على حسن تشكيل كيانات حزبية تدعم الدولة بالافكار والمقترحات فىما تشمله من مشاكل وأزمات، وعلى الأحزاب ترسيخ مبدأ مؤسسى بقرارات جماعية وليست فردية لكى يكون هناك طرح يعتمد على المصارحة والعمل من منظور حزبي ومصلحة الوطن والنائب فى دائرته وكل هذه الأمور لن تجدها إلا فى حزب مؤسسى.


 هل ترى أن وجود أكثر من 100 حزب هو انعكاس لأفكار الشعب المصرى على أرض الواقع؟
- بالطبع لا.. لأن كثيرا من هذه الأحزاب غير معروفة ولا تلعب الدور السياسي المطلوب، فالممارسة السياسية المقصود منها اصدار تشريعات من خلال مجلس النواب التى يجب ان تفرزها الأحزاب التى تحول كثير منها لجمعيات خيرية أو أهلية.


لا مانع من وجود حزب كبير يمثل الأغلبية تقوده شخصية يجمع عليها الجميع، وفى الجهة المقابلة لا مانع ان يكون هناك المصريين الاحرار أو الوفد او مستقبل وطن أخذ جانب المعارضة وحزبان للوسط، وبالتالى نحتاج على الأكثر لـ4 أو 5 أحزاب فقط.


والجمعية البرلمانية فى فرنسا ومجلس الشيوخ ممثل فىها 11 حزبا منها كتلة 5 نواب أو 6 نواب، وفى الشارع حوالى 36 حزبا لكن هناك حزبين هما الأكبر، وأيضا فى بريطانيا هناك حزبان يتداولان السلطة منذ نشأة الحياة السياسية، بمعنى أن هناك أحزابا كثيرة.. لكن المطلوب هو الممارسة السياسية باعتبارها هدفا للأحزاب، يكون ثمارها إصدار تشريعيات من خلال برلمان شكل عن طريق الاحزاب لمساعدة الدولة فى التنمية المستدامة مع ضرورة تدريب الشباب والسياسيين حتى نفرز للعمل السياسي كوادر.


من المسئول عن زيادة عدد الأحزاب لهذا العدد الكبير؟ ولماذا ابتعدت الجماهير عن المشاركة السياسية؟
- الحراك السياسي الذى شهدته مصر عقب ثورة 25 يناير، فتح الطريق للممارسة السياسية وتشكيل الائتلافات وغيرها من المؤتمرات واللقاءات التى تدور حول سياسة الدولة ما بعد الثورة،   وفى تلك الفترة تشكل العديد من الأحزاب التى لم تلعب دورها بشكل جيد.
كذلك الأحداث التى عاشتها مصر من محاربة الإرهاب والاستفتاءات والانتخابات البرلمانية والرئاسية، والتناول الاعلامي المستمر للاوضاع الداخلية والخارجية بالمنطقة فى ظل الأوضاع الاقتصادية، جعل الناس فى حالة ارتباك وتسعى للهروب بنفسها بعيدا عن الخلافات السياسية لتخفىف الضغوط التى جعلت الشغل الشاغل لكل مواطن حاليا هو لقمة العيش وتحسين أحواله الاقتصادية والاجتماعية.


 كيف ترى الدافع وراء تكوين التحالفات وهل فشل أغلبها بسبب نزاع الزعامة ؟
- الخلافات نتيجته الطبيعية هى الفشل.. وإذا كان هناك إرادة متفقة بين نواب الحزب والهيئة العليا حول الاندماج لمصلحة مصر أولا ثم الحزب سيكون القرار فى تلك اللحظة صحيحا ولن يفشل لانه قائم على الجماعية.


ورأيه أنه يجب أن يكون هناك تكتلات انتخابية وتكلات حزبية حتى يستطيع أن يؤدي دوره، وهذا ما لاحظناه من عدم تفاهم بين النواب فى دور الانعقاد الأول، حتى صدور اللائحة الداخلية وتم تشكيل الائتلاف.


هناك عزوف للفئة العمرية الشبابية عن المشاركة الحزبية.. ما اسباب عدم تفاعل الشباب مع الأحزاب؟
- الفترة القادمة ستشهد الاستفادة من فكر الشباب المتواجدين داخل الأحزاب فى مختلف المدن والنجوع، وسيكون هناك تغييرات كثيرة فى الفكر السياسى سيتبناها فى البداية حزب مستقبل وطن ليكون كيانا سياسيا منظما يسير على نهجه الآخرون.


وعندما نصل على أرض الواقع لأكثر من 3 أو 4 أحزاب، سيكون التأثير كبيرا، خاصةً أن المواطن يعول على الأحزاب كثيرًا من همومه، وحزب مستقبل وطن سيصل إلى الشعب المصري فى كل مكان، لأن الحزب لديه هدف واحد هو ان يصل للمواطن المصري من خلال كيان حزبي محترم يعمل على تبنى التشريعات الداعمة للمواطن بالتنسيق مع المؤسسات التنفىذية، والنتيجة النهائية هنا الرابح منها هو المواطن.


هل هناك تغيرات فى المشهد الحزبي الآن.. وكيف تراه؟
 - بالتأكيد هناك حرك سياسي جديد لضخ دماء جديدة للحياة الحزبية والسياسية، وأنضمامي واخرين الى حزب مستقبل وطن بعد اندماجه مع جمعية «معاك من أجل مصر» جاء تطلعًا لطموح أكبر، خاصةً أن العمل بحزب أكبر يستطيع الوصول بشكل أكبر للمواطنين فى الشارع فى جميع القرى وجميع المراكز ويكون قادرا على الوصول إلى المواطن البسيط.


واعتقد أن التغيرات السياسية الفترة القادمة لصالح المواطن والشباب، لأن حرية العمل السياسى لا يمكن أن يحجر عليها أحد، والسياسة ليس بها ثوابت، والانتقال ما بين الأحزاب هو أمر شائع ووارد وبروتوكول وهو عرف سياسى وعرف حزبى موجود فى كل العالم، وأنا أرى أن الانتقال من حزب إلى اخر لتكوين مجموعة من الأحزاب القوية على أرض الواقع ظاهرة صحية.