قصص وعبر| الخائن.. وطالبة الطب الصعيدية 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغبة جامحة عصفت بالعاشق الخائن، وثورة من الرغبات والتسلط للبحث عن إشباع غريزته الحيوانية، وبصوت متدفق بالنغمات، والنعومة يدق له القلب، وتتحرك معه المشاعر يهاتف صديقته التي كان قد نسج خيوطه حولها يدعوها لزيارة عائلته بعدما أحكم خطته الشيطانية، ولم يبال أنها فتاة صعيدية شريفة.

 

تعددت بينهما اللقاءات داخل الجامعة التي يدرسان بها، ونسج خيوطه حولها، وأمطرها بكلمات عشق وغزل تتساقط كقطرات الندى فوق أوراق الشجر، فهامت به حبًا وثقة بعدما وعدها بالزواج، ورغبته الملحة في زيارة أسرته المتواضعة ولقاء والدته لتبارك خطبتهما لحين الانتهاء من دراستهما الجامعية.

 

باتت الفتاة تحلم باللقاء، تراود مخيلتها كيفية إرضاء أم زوج المستقبل، وفارس الأحلام، ارتدت أفخم ثيابها وتوجهت إلى المنزل، ولم تكن تعلم بأنها ستقع ضحية ذئب بشري جرى في عروقه دم أزرق حيث اتفق مع صديق له لقضاء سهرة حمراء مع الفريسة السهلة.

 

تعاظمت الدهشة التي أصبحت كموج من الانفعالات ارتفعت على وجهها، عندما فوجئت به بمفرده، وهرول مسرعًا يغلق باب الشقة، ويتجرد من ملابسه، قاومته حتى خارت قواها، وأصابتها حالة من الضعف والوهن، تنطلق من بين ثنايا فمها صرخات مكتومة يكاد أن ينفجر قلبها حنقًا بعدما تحول الحلم إلى كابوس وفارس الأحلام إلى ذئب بشري.

 

ترقرقت عيناها بالدموع تتوسل إليه أن يتركها، وبكلمات تجأر بالشكوى والمرارة بين جوانحها لكن دون جدوى، اشتدت بها الحيرة وعصفت برأسها التساؤلات وخشية الفضيحة التي ستلحق بها وتصرفه الذي جعلها فريسة بين يديه، فما كان منها إلا أن سايرته ونجحت في استقطابه، وبصرخات مكتومة كادت أن تمزق حنجرتها نجحت في الاستيلاء على السكين، وقامت بطعنه عدة طعنات متتالية بالصدر والبطن، ودفعته دفعة قوية سقط على إثرها فوق الأرض جثة هامدة.

 

تملكت جسدها القشعريرة، يطارد مخيلتها شبح السجن، والفضيحة بين الأهل والأقارب، استجمعت قواها وهداها تفكيرها إلى حيلة اعتقدت بأنها طوق النجاة بالنسبة لها، وقامت بسرقة بعض المتعلقات الخاصة به في محاولة لتضليل رجال المباحث والهرب من جريمتها على أن يبدو الحادث جريمة قتل بقصد السرقة، وابتعاد الشبهات عنها.


وتسللت خلسة بعد أن هدأت العيون، ونجحت في الهرب تدعو وتتمتم بكلمات الندم والحسرة، وما إن توجه الصديق إلى المنزل بعدما باءت كل محاولاته بالفشل لمعرفة عدم استجابة صديقه للرد على الهاتف، تسلل الشك بداخله، وقام بكسر باب الشقة ليجده ممدًا على الأرض وسط بركة من الدماء.

 

وبتقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث من القبض على الفتاة الصعيدية الطالبة بكلية الطب البيطري، وبمواجهتها بما جاءت به التحريات اعترفت بصحة الواقعة، وأنها كانت تدافع عن شرفها بعدما غرر بها وأوهمها بقصة حب مزيفة، واستقطابها لزيارة والدته، فقرر المستشار محمد سلامة رئيس نيابة القاهرة الجديدة إحالتها إلى محكمة الجنايات.