حكايات| مصر أول وطن للاجئين.. 3 أنبياء لاذوا بها

مصر أول وطن للاجئين (صورة تعبيرية)
مصر أول وطن للاجئين (صورة تعبيرية)

في وقت استضعاف البشر، قدمت مصر نفسها للعالم كأول وطن يستقبل اللاجئين، ربما لم يكن اللجوء يحمل هذا المسمى، لكن «المحروسة» انفردت به مع ملوكها الفراعنة، حين كان يتحطم على صخورها الاستعباد أو الإهانة للضيوف. 


مع النيل والزراعة، وتحولها لسلة غذاء العالم، والاحتياطي الاستراتيجي لغذاء الكوكب، صارت مصر قطعة جوهرة جاذبة لكثير من شعوب الدول المجاورة.


 
ليبيون وآسيويون وهكسوس
 

أمام حالة الفقر، التي تواجهها أوطانهم لم يجدوا أرضًا مثل مصر حينها، فسارع الليبيون والنوبيون ومن خلفهم الآسيويون القادمون من بلاد الشام إلى أرض الأحلام؛ حيث كان الفرعون عندما يتولى الحكم يرسل حملات تأديبية لكل من يحاول التطاول على مصر آنذاك.
 

ومع كل مرة تنتهي فترة العقاب على المتآمرين في الجوار، يتولى الفرعون بنفسه إرسال لهم كل ما يحتاجونه من الحبوب، وفي فترات الضعف تمكن عدد منهم من التسلل لمصر ووصلوا للسيطرة عليها «الهكسوس» لأكثر من 120 عامًا، بحسب ما ذكره الخبير الأثري مجدي شاكر لـ«بوابة أخبار اليوم».
 

اقرأ حكاية أخرى: كافور الإخشيدي.. حبشي «مسلوب الرجولة» حكم مصر وهزمته أبيات المتنبي

 

أبو الأنبياء.. حل لاجئًا فخرج متزوجًا

 

واحدة من أشهر قصص أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم أنه نزل إلى مصر «لاجئًا» إلى أرضها؛ طلبا للرزق، وتزوج من السيدة هاجر، التي أنجنب منها نبي الله إسماعيل، ثم هاجر إليها حفيده نبي الله يعقوب وأولاده وقبيلته، بعدما تولى ابنه نبي الله يوسف رئاسة وزراء مصر.

ولعل أشهر مشهد للاجئين في مصر القديمة، كان للحاكم أبشا ومعه وفد من الآسيويين في مقابر بني حسن بالمنيا، إلا أن كثيرًا من الناس حاولوا تفسير المنظر بأنه لسيدنا إبراهيم.
 

أول لاجئ بـ«المعنى الصريح»
 

وبعيدًا عن نبي الله إبراهيم، لا يزال السيد المسيح أشهر وأول لاجئ إلى مصر بالمعنى المتعارف عليه، إذ لجأ هو وأمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار «العائلة المقدسة»، والذين فروا من بيت لحم بفلسطين هربًا من الحاكم الروماني هيردوس، بعد أن أراد قتل كل الأطفال الصغار.
 

بطبيعة الحال كان السيد المسيح أحد الأطفال المعرضين للقتل، فجاء ملاك ليوسف النجار، وطلب منه، قائلا: «خذ الصبي وأمه وأهرب إلى مصر»، واستقرت العائلة بها ثلاثة سنوات و11 شهرًا.
 

اقرأ حكاية أخرى: 3 منهم حكموا مصر.. حقوق المعاقين أيام «الفراعنة»


 
ظلت مصر ملاذًا للهاربين، وملجأ لكل مظلوم، وحتى الآن تحتفظ مصر بالملايين من غير المصريين من اليمنيين والسوريين والليبيين والفلسطينيين والسودانيين، دون مظهر صريح للاجئ كما يحدث في كثير من الدول من مخيمات للاجئين.
 

وربما كل ما سبق تلخصه كلمات عالم المصريات جميس هنري برستد في كتابه الذي ألفه عن مصر، تحت اسم «فجر الضمير»، حين قال: «الضمير بدأ من مصر».