وسط شارع مارجرجس بمصر القديمة الذي يجذب آلاف السائحين سنويًا لما يحويه من آثار دينية كالكنيسة المعلقة، ودير مارجرجس، ومسجد عمرو بن العاص، ومجمع الأديان، يقف هناك في تلك المنطقة عقارًا مكون من 9 أدوار، لا تخطئه أيما عين، ليس لجودة بنايته ولكن لميله الشديد حتى أنك تشعر وأنت تمر بجانبه أنه حتمًا سيسقط عليك يومًا ما.
«بوابة أخبار اليوم»، قامت بجولة ميدانية، في منطقة مصر القديمة، حيث تم رصد العقار رقم 24 بشارع مارجرجس، وهو مائل على عقار آخر ناحية اليسار مكون من 12 دورًا مهددًا حياة جميع السكان العقارين.
التقطت «عدسة بوابة أخبار اليوم» صورًا لذلك العقار وتوصلت مع السكان ورئيس حي مصر القديمة للوقوف على مصير العقار وقاطنيه.
في البداية قال اللواء محمد زين العابدين، رئيس حي مصر القديمة، إن «العقار تم بناؤه بطريقة مخالفة خلال ثورة 25 يناير وتم تسكين المواطنين به»، موضحا أنه «صدر قرار بإزالته وإخلائه من السكان».
وأضاف «العابدين»، أنه قام بتوفير شقق لسكان العقار بمدينة 6 أكتوبر، على الرغم من أن القانون لا يوفر سكن بديل لسكان العقارات المخالفة، مؤكدا بأنه ناقش مع المحافظ ذلك الأمر واستثنى سكان ذلك العقار.
واستكمل رئيس حي مصر القديمة، أن أهالي العقار يرفضون إخلاءه، على الرغم من علمهم بأنه آيل للسقوط في أي لحظة، كما أن الأهالي ومالك العقار يقطنون به وعندما يأتي الحي لإخلاء العقار يقومون بإغلاقه بالجنازير من أجل منع الدخول، مؤكدا بأنه ليس لديه صلاحية إخلاء العقار بالقوة كما أنه قام بإبلاغ القسم ووكيل النيابة والنائب العام، من أجل منحه صلاحية إخلاء العقار بالقوة قبل سقوطه في أي لحظة.
وأردف بأن جميع العقارات التي تكون مخالفة بشارع عمرو بن العاص في مصر القديمة يقوم الحي بتعليق المنشورات التي تحذر من السكن بها ولكن الأهالي يسكنون بها نظرا لأسعارها المنخفضة.
وقال اللواء محمد زين العابدين، بأن أرض العقار ليس بها مياه جوفية كما يزعم البعض، وأنها سبب ميل العقار ولكن سوء أساسات البناء هي السبب.
من جانبها قالت إحدى ساكنات العقار: إنها اشترت الشقة بـ 350 ألف جنيه منذ عام 2013 ولم تلاحظ أي شيء فيها حتى جاء زلزال، وفوجئت بأن العقار يميل وأن أغلب سكان العقار من عائلة مالكه، كما أنها لم تعرف أي مكان آخر تذهب إليه.
وأضافت بأن صاحب العقار يتهرب دائما منهم ولا يعرفون شيئا عنه، قائلة: «إن صاحب العقار يرفض إرجاع أموالهم، كما أنها تقدمت بكثير من الشكاوى لرئاسة الحي من أجل إنقاذهم».
وأكد ساكن آخر بالعقار أنه تم بناء هذا المبنى بطريقة مخالفة، ويجب إزالته حفاظا على أروح السكان، مؤكدًا بأن صاحب العقار مختف، ولم يعثروا عليه.
وأضاف بأنه ليس لديه مكان آخر يسكن فيه فالشقة التي يملكها في العمارة هي كل ما يملكه في الحياة، ولا يعرف أين يذهب وردا على أن رئيس الحي سيوفر لهم شقق أخرى بمدينة 6 أكتوبر أكد بأنه لا يعلم أي شيء عن هذه الشقق.
يذكر أن الأبراج المخالفة مشكلة تواجه الدولة وتهدد حياة المصريين فعلى الرغم من التحذيرات التي تقوم بها الحكومة وحملات الإزالة إلا أن الأبراج المخالفة مازلت لا تجد من يردع أصحابها، وعقار مارجرجس المائل، ليس الأول، فقبله كان عقار الأزاريطة بالإسكندرية التي انتفضت أجهزة الدولة لدرء الخطر عن قاطنيه.
