حكايات| بندق.. لبيسة فنانين تعمل «أسطى إكصدام»

بندق.. لبيسة فنانين تعمل «أسطى إكصدام»
بندق.. لبيسة فنانين تعمل «أسطى إكصدام»

لن يُقدر الكثير معنى بعض الأمثلة الشعبية الدارجة في مصر طالما أن يده ليست بـ«قصيرة»، فقيمة العمل تجعلك دائما تعي معنى أن أكل العيش «مر» لكنه يحب «الخفية»، وهذا ما تؤمن به السيدة رضا أو بندق السمكري «أسطى الإكصدام».

 
هذه العبارات الشعبية  تحمل بين حروفها معاني تعيها جيدا يدي «بندق» الشقيانة التي تعمل دون كلل، والتي تمثل إرادة سيدة مصرية تخلت عن الأيدي الناعمة من أجل أكل العيش.

 
رضا في العقد الرابع من عمرها،  تعمل لحام «إكصدامات سيارات» في إحدى الورش  لأحد أصدقائها.

 

«تعلمت على يده الصنعة» تتحدث رضا عن صديقها، مؤكدة أن هذه المهنة لم تكن مهنتها منذ البداية ولكنها كانت تعمل «ترزية» مع والدها منذ أن كان عمرها ثماني سنوات، وبعد ذلك عملت «لبيسة فنانين» مع أشهر الفنانات منهم الفنانة يسرا وكان آخر  الأعمال التي شاركت فيها فيلم «جيم أوفر».

 
عجز ثم إرادة 

 

مرت الأسطى بندق بصعوبات كثيرة في حياتها، بعد أن أصابها المرض، نتيجة تعرضها لجلطة، أصابتها بعجز في القدمين جعلها تمشي على عُكّازين،  ولكنها رغم الألم لم تقف عاجزة أمام محنتها، فهي تعيش مع والدتها وإخوتها بعد وفاة والدها، وأصبحت تحمل في عنقها مسؤولية أسرة بأكملها.

 
تقول «بندق» إنها تتعامل طوال الوقت كرجل مع كل زبائنها، فهي تواجه عالم ملئ بالصعوبات لابد وأن تواجهه على قدر المسئولية.

 
كبر حب «رضا» للعمل بعد أن أصبحت تعمل بكل طاقتها وتحاول دائما التطوير من نفسها وتعلم كل شيئ يساعدها على أن تقدم كل ما هو جديد في عالم ميكانيكا السيارات.

 
عملت رضا بمبدأ أن "الشغل مش عيب" وأن التحدي رغم الإعاقة هو صانع الأمل،  وتتعامل طوال الوقت مع الجنس الأخر  ويعرضها ذلك للكثير من المضايقات والتعليقات التي كادت أن حبط من عزيمتها،  ولكنها استطاعت بمهارتها  في العمل   أن تكسب حب وثقة الكثير من الزبائن المترددين عليها واستطاعت أن تقنعهم باحترافها للمهنة، ولكنها رغم ما تتظاهر به من قوة تظل صعوبتها في الحركة نقطة الضعف الوحيدة التي تقف عاجزة أمامها.


 
الأسطى المعلم

 
صاحب الفضل في رحلة كفاح "الأسطى بندق" هو الحاج شافعي الذي جعل منها أسطى «حريف» في مهنة سمكرة السيارات، وأصبح يعتمد عليها بشكل كبير، ويقول في وصفها «بندق بنت جدعة صاحبة مواقف».