أسرار سقوط عصابة البروفسير الدولية للمرة الثانية

أفراد العصابة
أفراد العصابة

◄| استخدموا «إبرة» وشطة علب الكشري في الهروب.. وسقطوا في الإسكندرية
◄| استولوا على مسروقات بـ١٥٠ مليون جنيه من بينها ٢١كيلو مشغولات ذهبية

محمد راضى - محمد عبدالله

أصبحت من أغرب الجرائم الدولية في مصر وأكثرها إثارة بعد أن سقطت عصابة «البروفسير» الدولية مرة أخرى بعد نجاحهم في الهروب من قسم شرطة مدينة نصر باستخدام شطة على الكشري وإبر الخياطة.
علامات استفهام كبيرة مازالت غامضة في هذه الجريمة بعد أن تمكنت هذه العصابة من سرقة أموال ومجوهرات تزيد علي ١٥٠ مليون جنيه وكانوا من الاحترافية أن نجحوا في تنفيذ أكثر من ٣٣ حادث سرقة دون أن يضبطهم أحد.. كما أثارت جرائم هذه العصابة تساؤلات أخرى بعد أن تحدث ضحايا هذه العصابة خاصة في كيفية معرفة أماكن المسروقات.. وكيف دخلت هذه العصابة بجوازات سفر مزورة إلى مصر؟ وهل أصبحت مثل هذه العصابات تهدد بالفعل أمن البلاد؟ وللإجابة عن ذلك كان هذا التحقيق.
ألقت الأجهزة الأمنية القبض على 3 متهمين  خططوا لعملية هروب العصابة الأردنية المعروفة بـ«البروفسير»، قد أمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
قرر قاضى التحقيقات بمحكمة شمال القاهرة بالعباسية، تجديد حبس ٣ متهمين آخرين من أعضاء العصابة 15 يوما  وهم.. سامي يوسف محمد وعلاء جمال عبد الرحمن وحمزة طه عبدالله، لاتهامهم في واقعة الهروب.
و‎اعترف المتهمون في التحقيقات أنهم خططوا لعملية الهروب من قوات الشرطة منذ شهرين تقريبا موعد صدور قرار إحالتهم للمحاكمة الجنائية وتأكدهم أنهم لن يستطيعوا الخروج من الأزمة التي وقعوا فيها  عقب ثبوت السرقة بحقهم وضبطهم متلبسين.
‎وأضاف المتهمون في التحقيقات أن عملية التخطيط للهرب بدأت من خلال التواصل مع مجموعة من ذويهم، وأقاربهم بالخارج من أعضاء العصابة عن طريق هاتف محمول كان بحوزتهم داخل الحجز، وذلك مقابل مبالغ مالية سيحصلون عليها إذا نجحوا في تهريبهم.
‎وأشار المتهمون، إلي أنه  تم اختيار يوم نقلهم إلى المحكمة لإتمام العملية  وتحديدا أثناء عودتهم لقسم شرطة مدينة نصر عن طريق طلبهم شراء علب كشري من قوات الأمن أثناء العودة والذين استجابوا وطلبوا بعدها زيادة كمية الشطة وفور تسلمهم الشطة قاموا برشها على أعين رجال الشرطة ثم الهروب.
وأوضح المتهمون أنهم تدربوا خلال فترة حبسهم على محاولة فتح القيد الحديدي باستخدام «إبرة» وهو ما استغرق فترة طويلة حتى نجحوا في إتقان العملية ثم قاموا بتنفيذها يوم الحادثة بأن قاموا بفك الكلابشات داخل سيارة الترحيلات دون أن يلاحظ الضابط المشرف ومعاونوه من أمناء الشرطة.
‎ولفت المتهمون بالتحقيقات أن فور رش الشطة على عناصر قوات الأمن قاموا بتسلق أحد الأسوار داخل القسم بسهولة تامة عن طريق سلم قد وضع لتسهيل هروبهم إلا أنهم لم ينجحوا كلهم في الهرب حيث تمكنت قوات الأمن من القبض على اثنين من زملائهم إلا أن الباقين استمروا في  الهرب وكانت هناك سيارتان تم استئجار هما من أحد معارض السيارات بانتظارهم خارج القسم  منذ أكثر من أسبوع بالاتفاق مع عناصر التنظيم بالخارج وفروا بإحداها هاربين بأقصى سرعة خوفا من القبض عليهم.
‎واستطرد المتهمون في التحقيقات أنهم كانوا خططوا للهروب خارج مصر من خلال الحدود  السودانية إلا أنهم خافوا من اعتراف باقي أعضاء التنظيم الذين فشلوا في الهرب عليهم فقاموا بالتوجه.. للإسكندرية حيث قاموا  بالاختباء بأحد العقارات السكنية المملوكة لأحد أقاربهم بضعة أيام بمنطقة العصافرة حتى تهدأ الأوضاع واتخذوا قرارا بمغادرة البلاد من خلال الحدود المصرية الليبية  عن طريق مجموعة من المهربين المعروفين لديهم والذين لهم سابقة تعامل معهم ثم.بعد ذلك سيحاولون  إيجاد وسيلة للعودة إلى الأردن.
ونفى المتهمون  بالتحقيقات أن يكون أي من أفراد الشرطة بقسم أول مدينة نصر قد تواطأ معهم في عملية هروبهم من القسم بل أكدوا أنهم استغلوا الإرهاق الشديد لأفراد قوة تأمينهم نتيجة الحر الشديد في ذلك اليوم ونفذوا مخططهم للهروب، مؤكدين أن أفراد الأمن ليس لهم علاقة بهروبهم.
وكشفت التحقيقات أن قوات الأمن استطاعت تحديد موقع المتهمين من خلال إحدى كاميرات المراقبة المحيطة بقسم.شرطة أول مدينة نصر، والتي استطاعت رصد السيارة الخاصة بالمتهمين أثناء هروبهم  وتم تحديد رقم السيارة ومن خلال الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية استطاعت قوات الأمن تحديد موقعهم وتم توجيه القوات الأمنية ونشر الأكمنة ثم تمكنت من.ضبطهم بمنطقة العصافرة.
وأثبتت التحقيقات أن السيارة التي استخدمتها عصابة البروفسير في التحقيقات. ثم تأجيرها من معرض سيارات من جانب الثلاثة أردنيين أقارب العصابة.. واعترف الثلاثة الأردنيون شركاء عصابة البروفسير أنهم  من وفروا سيارة الهروب من خلال قيامهم باستئجارها من أحد معارض السيارات الذين سبق لهم التعامل معهم وأعطوه مبلغاً من المال وأنه لا علاقة له بالواقعة.
‎وأضاف المتهمون، أنهم وفروا كذلك الطريقة التي سيتم تهريبهم بها إلى خارج مصر وصولا إلى دولة الأردن وأنهم نسقوا مع مجموعة من المهربين لتلك العملية وأعطوهم مبالغ كبيرة من المال. 
‎وأثبتت التحقيقات أن عناصر قوات الأمن يواجهون اتهامات بالتقصير والإهمال في أداء وظيفتهم مما تسبب في هروب عدد من المتهمين على ذمة إحدى القضايا الجنائية. 
‎ووجهت إليهم النيابة تهم الهروب من تنفيذ أحكام قضائية والتعدي على قوات امن قسم شرطة أول مدينة نصر وإتلاف ممتلكات الدولة.
‎وكشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة في القضية أن حصيلة مضبوطات عصابة البروفسير في القضية تجاوزت الـ «100» مليون جنيه، بمعدل 33 حادث سرقة بدوائر أقسام مختلفة بدوائر أقسام شرطة «أول مدينة نصر، التجمع الخامس، التجمع الأول، النزهة، العبور، قليوبية، الشيخ زايد، الجيزة» ‎وإن المضبوطات عبارة عن  4٫458٫455 جنيها مصريا، و1٫043٫095 يورو، و1٫503٫819 دولارا أمريكيا، و5860 جنيها إسترلينيا، و5000000 دينار عراقي، و500 يوان صيني، و140 ورقة (عملات نقدية ورقية تذكارية مختلفة» و 20٫894 كيلو جرام من المشغولات والسبائك والعملات الذهبية والماس متنوعة الأشكال والأحجام وسيارتين ملاكي مبلغ بسرقتهما - سيارة مستأجرة» تم استخدامها في ارتكاب الحوادث، ثلاث سيارات تم شراؤها من حصيلة السرقات» ومجموعة كبيرة من الأسلحة والتي أقر المتهمون فيها بجميع السرقات.