حوار| الطبلاوى: سيطرة المقرئين الخلايجة «أكذوبة».. وصوت أم كلثوم «لا يُعلى عليه»

الشيخ الطبلاوى
الشيخ الطبلاوى

الطبلاوي: 18 ألف مقرىء في مصر.. و50 ألف جنيه دعم سنوي من «الأوقاف» للنقابة 

معاش المقرىء 40 جنيها.. و«معنديش شغلة ولا مشغلة غير القرآن»

الطبلاوى: شاركت في عزاء زوجة حبيب العادلي.. والسلفيون حرموا الإنشاد

عبد الوهاب كان صديقى.. وهذه تفاصيل لقائي بـ«شادية»

 

84 عامًا قضاها في رحاب القرآن، نجح بصوته العذب وأسلوبه وطريقه الخاصة والمميزة في كتابة اسمه بين العظماء، لما لا وهو الذي تربى في الكتاب منذ عمر الرابعة، وأتم حفظ القرآن في العاشرة، ثم شق طريقه في عالم التلاوة حتى تربع على هذا العرش لسنوات طوال.

«بوابة أخبار اليوم» التقت الشيخ فى منزله المتواضع في منطقة ميت عقبة بالجيزة، وأخذ الحوار معه منحنيات عدة،  وتناقشنا في الكثير من الأمور، وإلى التفاصيل ...

 

في البداية.. قبل أن نهنئك بحلول شهر رمضان.. نريد أن تطمئنا على صحة الشيخ الطبلاوي؟

كل عام وأنتم بخير وجميع الأمة الإسلامية بقدوم الشهر الفضيل الذي يقتنصه المسلمون للتقرب والتودد من الله، وفعل الخير، أما بالنسبة لي، فأن الحمد لله في نعمة، صحتي على قد السن، وربنا المعين على أمور الحياة.

 

الناس تسأل أين الشيخ الطبلاوي الآن.. فما سر اختفاءك؟

ضاحكًا: أنا مش مختفي، قاعد في البيت، يعني هاروح السيما، أنا راجل كبير مبيقدرش أخرج، واللى عايزني يجيلي، بيتي مفتوح للجميع.

 

وماذا عن طقوسك في رمضان؟

معنديش شغلة ولا مشغلة غير تلاوة القرآن سواء في رمضان أو غير رمضان، وأتلو القرآن كاملا مرة كل 6 أيام، كما أني أفضل صلاة التراويح في منزلي منذ زمن.

 

ما الطقوس الخاصة بك قبل تلاوة القرآن؟

- ليست لي طقوس خاصة قبل التلاوة، وإنما على الإنسان أن يضع الله نصب عينيه لتُفتح له كل الأبواب، فإذا سرت مع الله بشكل جيد ستجد جميع الأبواب مفتوحة، وإذا فعلت غير ذلك ستجد الأبواب مغلقة، فخليك مع الله وضعه بين عينيك ولا تخف من أحد غيره.

 

في رأيك..لماذا تكثر البرامج الدينية في رمضان؟

لأن رمضان شهر الخير والبركة والعبادة والدعوة إلى الله، فالإنسان يتجه خلال شهر من السنة إلى الله، فهو فرصة وساحة خصبة لتلك البرامج التي تستهدف الصائمين.

 

جمهورك أراد أن يراك في برنامج رمضاني.. فمتى تتاح الفرصة؟

لم أفكر في ذلك، وأصلا لم تعرض على الفكرة من الأساس.

 

وماذا تقول لمحبيك بمناسبة شهر رمضان؟

أقول لهم عليكم بتقوى الله عز وجل، والابتعاد عن كل ما حرمه، فاتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، فتذكروا أن الله سيحاسبنا على كل صغيرة وكبيرة.

 

*هل ترى أن الشيخ الطبلاوي اعتنت به الدولة وأعطته حقه؟

غاضبا: أنا باخد حقي من عند ربنا، وفي مصر اللي بيسري على العباد يسرى عليّ.

 

لماذا قل ظهورك في المحافل الرسمية؟

لم توجه إلى أي دعوات للمشاركة في أي محافل منذ سنوات، ولا أمانع ذلك.

 

وكيف تري واقع العالم الإسلامي الآن؟

ربنا يرفق بنا، وبكل عباده المسلمين في السراء والضراء.

 

وما أكثر موقف أسعدك؟

لما بشوف أولادي ناجحين، وخاصة ابني محمد فهو «مقرىء موهوب» يمتلك حنجرة ذهبية، ويسحر بصوته كل المستمعين، أشجعه وأحفزه دائما على الاستمرار.

 

هل ترى أنه خليفتك في عالم التلاوة؟

نعم، ربنا يوفقه ويصلح له الحال، وأنصحه دائما بتقوى الله حتى لا يرتكب معاصي، ومن أراد أن يكلم الله فليقرأ القران، ومن أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن.

 

حدثنا عن وضع نقابة القراء؟

النقابة في حالة يرثى لها، فمعاش المقرئ المتقاعد أو المحفظ لا يتعدى 40 جنيها شهريا، فهو لا يسمن ولا يغني من جوع، كما نطالب بمقر نقابة ودعم للمعاشات، ومن المفترض أن لا يقل المعاش عن 300 جنيه شهرياً.

 

كم عدد أفرادها؟

18 ألف مقرئ في مصر، وكان هناك فاسدين في النقابة وتخلصنا منهم، فكانوا يتلقون رواتب دون عمل، لكننا نجحنا في إقصائهم.

 

كيف تدعمكم وزارة الأوقاف؟

تقدم لنا دعما بسيطا لا يتعدى 50 ألف كل سنة، لا توفي نسبة كبيرة من مطالبنا، لذلك نطالب بضرورة زيادة هذا الدعم خلال الفترة المقبلة لتلبية احتياجات المقرئين، على الأقل تدبير احتياجاتهم من معاش شهري مناسب.

 

وماذا عن كواليس استقالتك من منصب نقبب القراء سابقًا؟

قدمت استقالتي للدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، إلا أنه حدثني وأرضاني وعدلت عن الاستقالة ومازلت مستمر حتى الآن في منصبي، وأضع الآن على رأس أهدافي النهوض بأهل القرآن، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «أهل القرآن أهل الله وخيراته من خلقه، فمن أكرمهم أكرمه الله، ومن أهانهم أهانه الله».

 

صف الإنشاد الديني بكلمة؟

لا يوجد به أي تجديد، فكان لدينا مقرئ ومنشد ومحفظ، ولكن الآن غير موجود، في الحقيقة مطلوب تطوير ملف الإنشاد في أقرب وقت وفرصة.

 

الفترة الأخيرة انتشرت الأصوات الخليجية مثل مشاري راشد والسديس على حساب أصوات القراء المصريين، لماذا؟

مفيش حاجة اسمها مسيطرين على المشهد، وملك السعودية أثني علي المقرئين المصريين أثناء لقائي شخصيا، وأكد لي أن القران نزل في الجزيرة، وقرأ في مصر، وكتبته اسطنبول.

فهم يأخذونها تبركا، فإما الحرمين النبوي والمكي فنستمع لهم للشعور كأننا هناك، لكن القراءات المصرية مازالت متحفظة بذاتها ولها بريقها حتى الآن.

 

صف لنا بعض المقرئين والمنشدين.. كالشيخ الحصري رحمه الله؟

كان قارئا عظيما، وهو أول من قرأ المصحف المرتل، وكان من أهل القرآن .

 

مشاري الراشد؟

جيد.

 

ماهر المعيقلي؟

يعجبني، فهو يقرأ بطريقة حفص، لأنها أسهل للناس من القراءات السبع .

 

أحمد نعينع؟

يقلد مصطفي إسماعيل، ولا اعترف به، لأنه يقلل .

 

من يطربك من القراء الحاليين؟

محمود الخشت وطه النعماني والشيخ حجاح هنداوي .

 

لماذا لما يخرج جيل جديد يخلفكم؟

كل حاجة اتغيرت، واهتمامات الناس اختلفت في كل شيء، فاللى بيروح مبيرجعش، كنا جيل سمي بأصوات من السماء لا يعوض، فالقراء مثل الفاكهة لكل نوع طعمه الخاص .

 

هل كان يطلب منك قراءات معينة من مشاهير الستينات والسبعينات؟

لا.. لم يحدث أبدا، كنت قرأ زي أي مقرئ عادي.

 

عندما تستمع لصوتك في الإذاعة.. بماذا تشعر؟

أشكر الله على نعمته، فهو وهبني صوت ميزني عن أي شخص.

 

وهل تود أن تعيد تلاوة بعض الأيات بشكل أفضل؟

لا أريد، الحمد لله ربنا وفقني وأعددت مصحفا مجود ومرتل ومعلم .

 

وما أقرب الآيات القرآن لقلبك؟

كل آيات الذكر الحكيم مقربة ومحببة لقلبي، فكله كلام الله.

 

تحدثت عن اختفاء الكُتاب، وأكدت على أن لديك خطة لإعادة ازدهاره؟

بصراحة اختفاء الكتاتيب ظاهرة سلبية، لأن الكتاب كان معمل تفريخ العظماء من القراء والعلماء السابقين، وإذا اعتن الدولة بالمحفظين سترتقي أوضاع الدين، ومنها الكتاب .

 

بالتأكيد.. انت تلتقي بأجيال حديثة من القراء والمحفظين.. فماذا تقول لهم أو تنصحهم؟

أقول لهم اتقوا الله فقط وبدون تفسير.

 

موقف لا تنساه سواء في الإذاعة أو احتفالية رسمية؟

ذات مرة أرسل لي حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق فردي أمن لأخذي من بيتي إلى عزاء زوجته، وهما في البداية لم يبلغاني بأي تفاصيل أو بالشخصية التي طلبتني وفي طريقي اليها، وعندما وصلت فوجئت بالعادلي، وتعامل معي بمنتهى الذوق، وأعطاني أجري كاملا.

 

 

المطربين القدامى .. أمثال أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب.. هل كان هناك نوعا من التنافس بينكم؟

لا، هم كانوا في اتجاه ونحن في اتجاه آخر، ولم يسحبوا البساط منا، وكان لدي علاقة طيبة، وخاصة محمد عبدا لوهاب فكنت أتواصل دائما، لأنه تربي تربية مقرئين، فشقيقه حسن كان مقرئ باب الشعرية، لذلك كان هناك اتصال مستمر بيننا .

وطالبني «عبدالوهاب» ذات مرة بالتلاوة بالمقامات الموسيقية لكنى رفضت، وقولت له لا أريد موسيقاك.

 

وبالنسبة لأم كلثوم؟

كانت صوت لا يعلو عليه، وكذلك الحاجة شادية فكانت محبة لأهل القرآن، والتقيت بها وكانت تحب الاستماع لي.

 

هل ترى أن التيارات السياسية الدينية أساءت للإسلام أم كانت تحاول تنهض به؟

بمنتهى الصراحة سلوك يحدد المعدن، والسلفيون كل حاجة عندهم وحشة، وخاصة الإنشاد، ولم يحدث بيننا أي صدامات لاني لو احتك بهم .

 

أخيرًا..  يؤخذ عليك انك لا تقرأ بالمقامات الموسيقية .. فهل هذا الأمر حقيقي؟

لو قرأت بالمقامات مبقاش الطبلاوي، هي دي طريقتي ومش هغيرها.