فيديو| ماجد الراهب يكشف تاريخ «الأيقونات» القبطية بالكنائس ومراحل تطورها

المهندس ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة على التراث المصرى
المهندس ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة على التراث المصرى

أينما تطأ قدماك أى كنيسة أثرية أو حديثة فى العالم تجدها لا تخلو من الأيقونات والرسومات القبطية للعديد من القديسين والرموز المسيحية داخلها و للسيد المسيح والسيدة العذراء، حتى أصبحت الأيقونات مصدر للجوء الأقباط للصلاة وطلب الشفاعة من صاحب الأيقونة لتحقيق الأمنيات والطلبات من الله.

 

وحرصت «بوابة أخبار اليوم» على لقاء أحد رسامين الأيقونات  لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الفن  فى المسيحية ومتى نشأت وما دلالة وجودها داخل الكنائس والأديرة.

 

وقال ماجد الراهب، رئيس جمعية المحافظة على التراث المصرى وأحد رسامي الأيقونات فى مصر، لـ «بوابة أخبار اليوم» إن فن الأيقونات فى مصر وبداية نشأتها فى الكنائس من أساسيات الفن القبطى وتعود للقرون الأولى من ظهور المسيحية، وبدأت فى الانتشار عقب اختفاء بورتريهات الفيوم بسبب تكلفتها الكبيرة فى الرسم.

 

وأضاف أنه عقب دخول المسيحية مصر ورثوا من الفن المصرى القديم براعة الرسم على الجداريات، وبدأ فن الأيقونات فى الظهور عند تصميم  لوحة فى حالات الوفاة لوجه المتوفى توضع واحدة منها فى البيت وأخرى على نعش المتوفى، وأصبح هذا التقليد مُتبع حتى الآن خلال صلوات قداسات الأربعين فى الكنائس.

 

وأوضح الراهب أن الأيقونات مرت بالعديد من المراحل أولها بالرموز وأخرى السراديب، ومرحلة أيقونات الكتاب المقدس، وأخيرا مرحلة الأيقونات الاسخاتولوجية، ومرحلة الرموز تمت في القرنين الأول والثاني الميلادي حيث استخدمت على نطاق واسع.

 

وأشار إلى أن المسيحيين الأوائل بدأوا في التعرف على بعضهم البعض عن طريق رسم خطين منحنيين يتصلان في المقدمة ويتقاطعان في المؤخرة تعطى شكل السمكة.

 

ولفت إلى أن مرحلة السراديب كان يتجمع المسيحيون تحت الأرض هرباً من الإضطهاد الديني الشديد، وانتشرت هذه السراديب في روما والإسكندرية، والمرحلة الثالثة كانت رسم أيقونات الكتاب المقدس، وهي أيقونات موضوعات تمثل موضوعات وقصص ومعجزات المسيح بقصد التعليم.

 

وتابع: أن مرحلة الأيقونات الأسخاتولوجية «الأخروية» ظهرت في القرن الرابع الميلادي، وتضم  أيقونات لتلاميذ السيد المسيح والشهداء والقديسين والعذراء مريم ويوحنا المعمدان.

 

وأستطرد أن الايقونات لم يتم وضعها بالكنائس بصورة عشوائية بل هناك أماكن مخصصة وطقوس توضع فيها فى وقت الصلوات ويتم وضعها  فى تلك الأماكن  بناء على طقس القداس الذى يصلى  وقتها.

 

وذكر الراهب «مثال ذلك أن هناك أيقونات توضع فى أماكن ولا يتم تغيرها مثل أيقونة للسيد المسيح والعذراء مريم وأخرى للقديس يوحنا المعمدان توضع بجانب الهيكل، أما داخل صحن الكنيسة توضع أيقونات القديسين حسب دورة البخور التى تتم بالقداس وتم الحفاظ على هذه الطقوس منذ العصور الأولى للمسيحية حتى الآن.

 

ولفت إلى أن الطوائف المسيحية ورسم الأيقونات تختلف من كنيسة لأخري فمثلا الكنيسة الكاثوليكية تختفل عن الارثوذكسية، باعتبار أن لكل طائفة قديسها ورموزها، وهناك أيقونات ثابتة لا تتغير فى الأرثوذكسية والكاثوليكية  وهى الايقونات الخاصة  بالسيد المسيح والسيدة العذراء.

 

وكشف عن أنه مع التطور ظهرت الصور المطبوعة للسيد المسيح وللقديسين مما يوثر ذلك بشكل خطير على فن الأيقوناتن لذا تحرص جمعية الحفاظ على التراث المصرى بإتاحة معارض لعدد من الرسامين الأقباط والمسلين لعرض أعمالهم  ورسومهم الفنية.