صور| خطوط القطارات «المنسية».. قنبلة جاهزة للانفجار.. والتطوير «الحلم المؤجل»

خطوط القطارات «المنسية»
خطوط القطارات «المنسية»

نوافذ «بلا زجاج» في قطار الضواحي.. وتأخيرات «خط الشرق» أبرز الأزمات

الركاب يغرقون في الظلام ليلًا بـ«قطار السويس».. و«كوب شاي» و«آفيه ساخر» لتمزيق الوقت

دائرة الكهرباء «عفى عليها الزمن».. ولمبات الإضاءة «مهشمة»

مهمات السكة الحديد «المركونة» عرضة للسرقة في طوخ.. وخبراء: تحتاج «ثورة تطوير»

عربات غير آدمية.. وكراسي متهالكة.. الصدأ يأكل أبواب القطار والأسقف

 

على الرغم من نقل السكك الحديد، أكثر من مليون راكب يوميًا - بحسب تصريحات المتحدث الرسمي باسم الهيئة- إلا أن هناك عدد من الخطوط «منسية» تغافلت وزارة النقل عن رعايتها وتحديثها، ما يؤكد أن هذا المرفق يحتاج إلى ثورة تطوير حقيقة، وخاصة قطارات الغلابة.

وكان وزير النقل د.هشام عرفات، كشف في وقت سابق، أن الوزارة تتجه إلى زيادة أسعار تذاكر القطارات نظرًا لارتفاع تكاليف الصيانة والتشغيل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار قطع الغيار السكك الحديدية، رغم أن مخطط التطوير لم يدخل حيز التنفيذ حتى هذه اللحظة.

«الخطوط المنسية»

ورصدت «بوابة أخبار اليوم» أبرز الخطوط المنسية في رحلات منفصلة بعدد من القطارات بخطوط الشرق، والضواحي على متن قطار «بنها- منوف»، وأخيرًا «القاهرة-السويس».

       

قطارات الضواحي «بنها-منوف».. والمناشي

البداية من قطار الضواحي، على خط «بنها- منوف» الذي انطلق من رصيف 11 بمحطة سكة حديد مصر.. حجزنا مقعدا داخل القطار الشعبي «المميز»، أو «قطار الغلابة»، الذي جسد مثالًا حقيقيًا للإهمال، وافتقد كل معاني الإنسانية.

وظهرت العربات في صورة غير آدمية، تؤكد تدني مستوى التطوير والرعاية والجودة، كما أكل الصدأ أبواب القطار والأسقف الحديدية، بجانب مقدمة الجرار، فضلًا عن تهشم زجاج «الشبابيك»، وخلع أخرى.

ووقف شابًا يتناول كوب شاي «على باب القطار»، وتجمع حوله أصدقائه، متبادلين الحديث في كرة القدم.

وشملت «الجولة»، قطارات «القاهرة- المناشي»، والتقينا عدد من الركاب الذين يستقلونها يوميًا، ورصدوا مشاكله.

أكد عبد العزيز معروف، أحد الركاب، أن حال القطارات متدني للغاية، موضحًا أن التطوير غير موجود.

وأضاف لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن كراسي القطار الحديدة متهالكة وقديمة، كما أنها لا تكفى الركاب، فيلجأ الكثيرون إلى «التسطيح» بدلًا من الوقوف، وكذلك الحمامات فهي دائمًا في صورة سيئة، متابعًا: «ليس هناك أي اهتمام بقطارات الغلابة».

وأشار إلى أن أعمال الصيانة «متواضعة جدًا»، مطالبًا رئيس هيئة السكة الحديد بإعادة النظر في ملف تطوير قطارات الغلابة.

 

«مراحيض القطارات.. والتسطيح»

وبالنسبة لمراحيض القطارات، فهي غير آدمية بالمرة، حيث إنها بمثابة غرف صغيرة للجلوس وقضاء الحاجة، وبالدخول إلى العربة الثالثة، رصدنا لجوء بعض الركاب إلى «التسطيح» باعتلاء أماكن الحقائب، إضافة إلى انتشار باعة الشاي والعصائر والحلوى والمخبوزات.

وتحديدًا عند محطة طوخ بمحافظة القليوبية، تناثرت مهمات السكة الحديد القديمة الصدئة على جانبي السكة، ما يجعلها عرضة للسرقة.

 

«القاهرة- السويس».. كراسي متهالكة وزجاج «مهشم»

أما قطار «القاهرة-السويس»، فكراسيه متهالكة، كما ظهرت أرضيته بصورة غير نظيفة، وسط الزحام الشديد، كما تهشم زجاج النوافذ بفعل قذفها بالحجارة.

وغابت الصيانة عن عربات القطار، فيما لجأ الركاب الذين جلسوا بطرقات العربات، ويصل عددهم أضعاف الجالس على المقاعد إلى الإفيهات الساخرة لتمضية الوقت.

 

«خط السويس.. بؤرة ظلام ليلًا»

وقال مسعود عبدالرحمن، أحد الركاب قطار السويس، إن القطار يتحول إلى بؤرة ظلام ليلًا بسبب تهشم وحدة الإضاءة واللمبات، مضيفًا: لا تعمل سوى لمبة واحدة، مضيفًا: «الركاب خدوا على كده».

«خط الشرق.. والتأخيرات»

وأخيرًا، انتهت جولتنا بخط الشرق، وخاصة في القطار المنطلق من محطة سكك حديد مصر والمار بالشرقية وحتى الدقهلية، وظهر في حالة جيدة بمقاعده نظيفة، إلا أن تأخر الانطلاق كانت أبرز شكاوى الركاب.

اشتكى محمد أبو السعود، من تأخيرات قطارات الشرق، قائلًا: «القطر بيتأخر بالنص ساعة وأكتر، المفروض الناس بتظبط ساعتها على القطر، ودا سوء تشغيل، كمان عمال النظافة مش موجودين جوه القطر، ونطالب المسئولين بالنظر إلى القطارات الشعبية».

 

«الخردة.. والخصخصة»

من جهته، علق المهندس علاء سعداوي، الأمين العام للجمعية المصرية للنقل، على تلك التجاوزات، قائلًا إن خطة تطوير السكك الحديد تناست بعض الخطوط ولم تدرجها فى مخطط تطوير الإشارات والتحول للإشارات المكهربة.

وقال«سعداوي» في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن أبرز هذه الخطوط هي خط الشرق ، وخط القاهرة - آيتاى البارود ، وخط القاهرة -عين شمس ، وخطوط الضواحي بشكل كامل، وهو ما يجعل هذه الخطوط الأقل حظًا، والتي لم تلتفت إليها السكك الحديد على مدار السنوات الماضية.

وذكر أن خطوط الضواحي لابد أن يتم فصلها عن السكك الحديد ويتم إدارتها من خلال شركة قابضة لخطوط الضواحي يتبعها مجموعة شركات، منها شركة لمنطقة القناة وأخرى للوجه البحري وشركة للصعيد، على أن تلتزم هذه الشركات بمخطط عام للتطوير ورفع كفاءة هذه الخطوط خلال السنوات القادمة.

وعن المهمات «المركونة»، قال «سعداوي» إن خردة السكك الحديدية وحدها تتخطى إيرادات سنوية 100 مليون جنيه، لافتًا إلى أن دخول القطاع الخاص للسكك الحديدية لابد أن يتم دراسته.

 

«التطوير.. الحلم المؤجل»

فيما قال الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة النقل بجامعة عين شمس، إن الخطوط المنسية تعد مثل الحلم المؤجل والذي لن يتم الالتفات إليه إلا بعد الانتهاء من تطوير الخطوط الرئيسية مثل خط «القاهرة – الإسكندرية» وخط «القاهرة –أسوان».

 

وطالب «مهدي» وزارة النقل بتبني خطة شاملة لتطوير الضواحي والخطوط التي لم يتم إدراجها في خطط التطوير.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هذه الخطوط تحولت لقنبلة موقوتة بسبب تدنى مستواها، وبالتالي لابد من ثورة حقيقة داخل السكك الحديد بخصوص هذه الخطوط، بما يساهم في إعادة بناءها بالتوازي مع الخطوط الرئيسية.